رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصلاه.. فاعليتها واستجابتها قال الرب يسوع مخاطباً تلاميذه في خطابه الوداعي "إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئاً بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً" (يو16: 24).. ارتبطت الكنيسة في أذهاننا بالصلاة، ولا ينبغي أن تعلو أيَّة أصوات في الكنيسة إلا أصوات التضرعات والتسابيح، كذلك الصلاة هي العمل الرئيسي للرهبان في الأديرة الذين تركوا كل شيء للارتباط بالواحد.. الأنبا بيشوي كان يترك أولاده ليذهب إلي حجرة صغيرة )موجودة للآن (في دير السريان ليقضي معظم وقته في الصلاة.. كذلك الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك كان يصلي من الغروب إلي شروق اليوم التالي حتى تزعجه الشمس في شروقها فيقول لها ’حرمتني يا مبروكة‘. الكنيسة تدربك علي حب الصلاة لتشبع من خلالها بالحبيب، لا لكي يجري معك معجزة، فالمعجزة ليست الهدف الرئيسي للصلاة.. والصلاة الفردية منها صلوات محفوظة كالتسبحة وصلوات الأجبية، ومنها الصلوات التي تتحدث فيها مع الحبيب، تحكي له وتشكو له من ظروف الحياة المحيطه بك ومن نفسك التي غلبتك..إنها متعة الوجود مع الله.. استجابة الصلاة استجابة الصلاة عقيدة ثابتة بنص كلام المخلص: "لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ" (مت7: 8)، وليست أمرا يحتاج إلي إثباته بمشاعرنا، أي أن الله يستجيب للصلاة حتى وإن لم نشعر بذلك، وكلما أردنا أن نزيد إيماننا بهذه العقيدة نراجع أعمال الله مع قديسيه، من الخبرات المدونة في الكتاب المقدس، أو في سير القديسين، أو من حياتنا ألشخصية. شروط استجابة الصلاة (1) الثقة في قدرة الله غير المحدودة خالق الكون بكلمه قدرته، ألا يستطيع أن يضبط كل ما فيها؟ ألا يستطيع أن يحمل كل سكان الكـرة الأرضية علي مر الأزمنة كلها؟ انظروا إلي عمل الله في عصرنا الحاضر، هل كان أحد يفكر في إمكانية أن تسقط الشيوعية، العدو اللدود للإيمان، بعد سبعين سنة من الزمان، فصارت روسيا تفتخر بحرية العبادة؟! (2) الثقة في محبة الله غير المحدودة هو نفسه يقول: "فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَة ًفَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ" (مت7: 11).. إنه أب حنون جعل لذته في بني آدم، وصنع له كل شيء، ثم توَّجهُ علي كل الخليقة.. (3) أن تكون الصلاة مقدمة باسم يسوع المسيح فهو يعد أولاده: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ" (يو16: 23).. لهذا أضافت كنيستنا عبارة ’بالمسيح يسوع ربنا‘ إلي الصلاة الربانية، حيث نسأل كل شيء باسم الرب يسوع المسيح. (4) أن تكون طلباتنا متوافقة مع إرادة الله فطلباتنا لا بد أن تتفق مع إرادة الله الصالحة، أما الدعوات الشريرة فلا يستجيب لها. تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيّا ًلِكَيْ تُنْفِقُوا فِي لَذَّاتِكُمْ" (يع4: 3). بركات الصلاة (1) تعطى سلاماً؛ لأن الإيمان بأننا في حمايته يشعرنا بالأمان، كالطفل في أحضان والديه، والأمان يعطى سلاماً.. قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سلاَمٌ" (يو16: 33). (2) تعطي فرحًا، فرحا بقبولي تائباً، وفرحا لاستجابته صلاتي، فرحًا بأنه قد سُرَّ أن يعطينا الملكوت، وفرحًا بانتصاراتنا علي كل محاربات إبليس مكللاً كل جهادنا بعمل نعمته. ليعطنا الله أن نكون ملتصقين به، لنا الركب المنحنية، والقلب الفرحان بالعشرة المقدسة في أحضانه الأبدية |
|