لكن بالإضافة إلى فائدة الأنف في التنفس فإنه هام جداً لأنه أيضاً العضو الأساسي في إحدى الحواس الخمس التي للإنسان (حاسة الشم). وهي ليست حاسة ترفيهية أو كمالية، بل إنها مهمة جداً للإنسان، وبدونها تستحيل الحياة. فإننا عادة، ودون أن نشعر، قبل أن نبدأ في تناول الطعام نشمه، لنعرف إن كان الطعام فاسداً وضاراً أم أنه صالح وشهي. لهذا السبب اعتُبرت الأنف في الكتاب المقدس رمزاً للقدرة على التميز بين الخير والشر. وتُمدح العروس في سفر النشيد بأن أنفها كبرج داود الناظر تجاه دمشق (7: 4). والمعنى الروحي هنا أنه يجب على المؤمن أن يعرف عدوه، وأن يسهر ضد مكائده، وألا يجهل ألاعيبه (1بطرس5: 8؛ 2كورنثوس2: 11). ومن ضمن عيوب الأنف الخَلْقية أن يكون الأنف مسطّحاً، وفي هذا الحالة يكون الشخص أفطساً، وفي العهد القديم كان هذا العيب يمنع الكاهن عن ممارسة خدمته في هيكل الله (لاويين21: 16-24). والدرس الذي نتعلمه من ذلك أن ندرب أنفسنا دائماً على فضيلة التمييز بين الخير والشر (فيلبي1: 10؛ عبرانيين5: 14). وكانت الأنف في زمان العهد القديم تتزين في بعض الأحيان بخزائم ذهبية (إشعياء 3: 21؛ تكوين 24: 22)، الأمر الذي ما زال يحدث إلى الآن في بعض المناطق البدوية.
ومن الجانب الآخر كان الملوك في الحروب يربطون الأسرى بخزامة من أنوفهم ويجرونهم في مذلة وإنكسار، وهو ما حدث مع أحد الملوك الأشرار في يهوذا، اسمه الملك منسى (2أخبار33: 11-31)، لكن عن طريق هذا الضيق والذل طلب الرب وتواضع جداً، فخلصه الرب خلاصاً زمنياً وأبدياً!