رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنني اعرفه منذ زمن بعيد. وهو طول عمره إنسان صريح صادق ومن طبعه انه لا يتملق أحدًا ولا يجامل أحدًا على حساب الحق... قابلني. فسألته عن حاله، فقال لي:عيبي أنني مرآة تقدم لكل من يواجهها صورة حقيقية عن نفسه. والناس -للأسف الشديد- لا يحبون صورتهم الحقيقية... وقد أرادوني أن أكون مكياجًا، لا مرآة... وأنا لست كذلك. لذلك حطموني لأنني كلمتهم بالصدق والصراحة. شوهوا سمعتي. ووصفوني بأبشع الأوصاف... وهوذا أنا الآن، وقد أصبحت مرآة محطمة... فقلت له: هل تعبت نفسيتك لما هاجموك؟ وهل غيرت أسلوبك؟ فنظر إلى نظرة عميقة، ثم قال: لقد وجدت اليوم ما عزاني: لي صديق مريض بحمى شديدة وأهله يريدون كل يوم أن تنخفض حرارته وهى لا تنخفض... وقد زرته اليوم. وأراد أخوه أن يطمئن على حرارته. ولكنه لما قرأ الترمومتر، وجده على العكس يشير إلى ارتفاع في الحرارة. فاستشاط غضبا. وامسك الترمومتر في غيظ ودق به الحائط، فحطمه...! مسكين هذا الترمومتر الصريح الصادق. ما ذنبه؟! إنه مثلى: مرآة محطمة...! " من كتاب قداسة البابا شنودة : خبرات فى الحياة " |
|