تعالوا معاً نتعلم أصول العتاب وقواعده من حياة السيد المسيح له كل المجد.
أولاً: كثيرون أخطأوا إلى السيد المسيح ولم يعاتبهم.. لم يعاتب الذين صاحوا (اصلبه اصلبه)، ولا عاتب رؤساء الشعب من الشيوخ والكهنة والكتبة والفريسيين! ولم يعاتب تلاميذه الذين هربوا وقت القبض عليه، ولا خوفهم وإغلاقهم على أنفسهم في العلية... بل يعطف على حالتهم النفسية، لكنه وبخهم على عدم ايمانهم بقيامته (مر16: 14) .
ثانياً: العتاب لا يكون على كل شيء «إن كنت تراقب الآثام يارب ياسيد، فمن يقف؟ لأن عندك المغفرة» (مز103: 3) «ولا تدخل في المحاكمة مع عبدك، فإنه لن يتبرر قدامك حي» (مز143: 2) .
ثالثاً: العتاب يكون مختلطاً بالمديح... إخلط العتاب بالمديح مثل ما فعلت أبيجايل (1صم 25: 25- 31) نجد هنا داود صمم أن يقتل زوجها بسبب بخله وعدم تقديره وسوء معاملته، فأسرعت إلى داود النبي حاملة الهدايا، وبكلمات المديح سجدت عند قدميه ولم تخاطبه إلا بكلمة «سيدي» ووسط هذا المدح تقول له: «عندما يُقيمك الرب رئيساً على إسرائيل، لا تكون لك هذه معثرة... وأن سيدي قد انتقم لنفسه» .
رابعاً: العتاب يكون مع شخص يحبك ويقبل العتاب... لأن بعض من تريد أن تعاتبهم، قد يُصرون على أنهم لم يخطئوا، فتكون النتيجة أسوأ بكثير ويتعقد الموقف.. وتقول لنفسك: ليتني ما تكلمت.
خامساً: أضف في عتابك تقديرك لظروف الآخرين. إذا كان هناك عامل إنساني ينبغى أن تلتفت إليه، وينبغى أن تلتمس أعذاراً لمن تعاتبه حتى لا يكون عتابك شديد اللهجة.
هناك أيضاً نظرة العتاب... فقد تكون أحياناً شديدة وقاسية وخالية من الحب... ليتنا نتعلم هذا العتاب الغير مباشر الذي إستخدمه السيد المسيح إذ نظر إلى بطرس أثناء المحاكمة بعد إنكاره له، فخرج وبكى وندم. فهذه النظرة لم تكن نظرة لوم ولا دينونة لبطرس لكن تذكيراً قاده للتوبة