رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عشت عبدا ... لسنوات طويلة من حياتى عشت عبداً لمن حولى من الناس فحياة الوحدة مرة وصعبة ولا يعرف عمقها الا من جاز فيها هى اشبه بصحراء تشتهى فيها اى ظل لتختبىء فيه وتصبح على أستعداد لان تدفع كل ما تملك من اجل قطرة ماء أو كلمة حب وعندما سجننى الشيطان فى وحدة وهمية صنعها لى من أحساسى بالرفض ومن اننى شخصية غير مقبولة وغير محبوبة واننى شخصية لاتعنى شيئاً لاى ممن حولى فانا لست بذو قيمة لاى منهم انا لست صاحب موهبه ولا أجيد الكلام او التعبير وكثيرا ما اتلعثم ويحمر وجهى عندما اواجه الناس عندما سجننى الشيطان فى هذا السجن كنت على استعداد لدفع اى ثمن مقابل ان يكون لى صديق او حتى شخص يصاحبنى جزئاً من الطريق كنت مستعداً أن أفعل اى شىء لمن يقول لى أحبك..... كثيراً ما تزيننت وكثيراً ما كذبت على نفسى وعلى الاخرين وكثيراً ما خبئت الحق كل هذا لكى يقبلونى فى معيتهم فالوحدة مرة جداً وأمر منها شعور الانسان بانه بلا قيمه وانه لايعنى شيئاً لاى انسان اخر وفى وسط هذه الوحدة المريرة كنت محاطاً بمئات من البشر يبدو عليهم انهم قريبين جدا منى واننا فى علاقات وثيقة ولكننى كنت ادرك فى اعماقى انهم يحبون اخر ليس هو "أنا" فلم يكن منهم من يعرفنى انا كما انا ليحبنى كلهم صنعوا لى صورا مجيدة ومثاليه فى خيالتهم صورا تخلو من العجز والضعف والفشل واحبوا الصورة التى رسموها وانا من جانبى اشتركت فى هذه المأساة بدور البطوله فحاولت ان اكون تلك الصورة المثاليه التى اشتهوها حاولت الا اغضبهم او احزنهم او اجرحهم حاولت ان اكون بلا احتياجات وبلا طلبات وبلا اخطاء كنت الطفله الوديع الهادىء المؤدب .... السعيد دائماً لا يشتكى ولا يعترض ولا يطلب الذى لا تسمع صوته (ليس لانه يشبه المسيح بل لانه بلا صوت اصلا) والمتفوقه دائماً فى دراسته وكيف لا تتفوق وهى لا تفعل شيئاً فى حياتها الا المذاكرة!!!!!!!!!؟؟ وكم كان هذا مؤلماً من كل النواح فهناك الم وضع المكياج والزينة كل يوم الم الا تكون نفسك والا تكون حقيقياً والأصعب منه هو الم الخوف الخوف من ان افقدهم فى اى لحظة عند اول خطأ منى وعند اول منطقة نختلف فيها او أعجز عن أرضائهم الم ان تعيش مهدداً طول الوقت بلا أمان وما أصعب أن تعيش عبداً للأخرين الذين عادة لا يعجبهم شىء ولا يرحمون وبينما انت تقضى الايام وتسهر الليالى لتجهز شيئاً ليرضيهم .. لكنهم حتى لا يلاحظون وما أصعب ان تكونى عبداً لسادة متعددين وليس لواحد وعليكى ارضائهم جميعاً فلابد ان تتلونى فى كل موقف وكل يوم وفى النهاية تكتشفى انك لا تعرفى من انت بالحقيقة وتكتشف انك خسرت اغلى ما عندك خسرت نفسك ويا ريت خسرت نفسى وكسبت حاجة لكن وكأننى بعت نفسى بلا ثمن واستعبدت نفسى بلا مقابل فلم اربح من عبوديتى اى شىء كنت اتمنى ان اجد شخصا واحداً يريد ان يعرفنى كما انى على حقيقتى يعرف مدى عجزى وفشلى مدى جرمى ونجاستى وخطيتى ويقبل مع كل هذا ان يبقى بجوارى وان يحبنى فقد كانت حياتى فى الظلمات تختلف تماماً عما يراه او يعرفه هؤلاء عنى وكنت اتعجب من هؤلاء الذين على الرغم من ظنهم بمثاليتى لكنهم عجزوا عن البقاء معى وعن محبتى اى انهم تخيلونى مثاليا ولم يبقوا معى ... فياترى ماذا كانوا سيفعلون لو عرفوا حقيقتى!!!؟؟؟ عشت عبداً لكل من عبر فى حياتى حتى عبر شخص مختلف فى حياتى فالله بالنسبة لى كان شخصاً حياً كباقى الناس جاء لحياتى ولم يأتى الى كأله فقد عجز الكل عن ان يجعلونى اذهب اليه كإله فجاء الى هو كأنسان بل كعمانوئيل .... الله الذى معنا .. الكلمة الذى صار جسدا وحل فى حياتى ووجدت ذلك الواحد الذى يقبل أن يلتصق بالخطاة فتعجبت جداً!!!! جداً كانت هذه الايه تبهرنى دائما ولازالت و لكن الله بين محبته لنا لانه و نحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا (رو 5 : 8) بل كان الجزء الاول من الاصحاح الخامس من رسالة رومية هو سندى فى معظم ليالى السوداء وصراعاتى وظللت لوقت طويل لا استوعب كيف مات هذا الشخص العجيب لأجل ان يلتصق بى انا وكيف مات لاجلى وهو يعرفنى جيداً بكل دنسى ودنائتى وخطيتى وكيف كان عظيم املى ان اجد شخصا نجسا مثلى يتحنن على ويحبنى على الاقل لاننا زى بعض فوجدت قدوسا عظيما مهاباً لديه الاستعداد ان يفعل فوق كل ما تخيلت ودون ان اطلب منه ذلك ذلك الحب هو وحده من حررنى من عبودية الناس ونقلنى الى حياة الامان حيث لا نخشى ان يفارقنا من يفارق او يتركنا من يترك قد نتألم لذلك لكن أمانى فى الصخرة العظيمة التى جاءت الى فى ارض الاعياء فسيرسل لى حبه عن طريق اخرين ... فالله لديه دائماً البديل وان لم يجد انسان يحمل لى حبه سيأتينى هو كأنسان حاملا لى نفسه الذى هو المحبه نفسها لذلك لا تستغرب يا أخى ويا أختى عندما تجدنى اتكلم عن الالم او الصليب كحتمية فى طريق الله وعندما ترانى احسبها كلا شىء وعندما تجدنى لا استوعب فكرة المحايلة على الناس علشان تقبل المسيح فانا لست بطلا لا اقول هذا بل انا عبد سابق يعرف جيداً معنى المهانة والذل وذليل حكم عليه العالم بالموت فانقذه المسيح وأكرمه بالحقيقة فلم ارى نفسى مكرماً وعزيزاً الا فى عينيه لذلك انا اعرف جيداً قيمة الحياة التى وهبها لى ويكفينى جدا هذه الحياة ولو اخذوا منى كل شىء فالحياة افضل من الطعام ومن كل ماعلى هذا الكوكب المتسع كتر خير المسيح انه قبلنى عنده ... حقيقى كتر خيره يكفينى انه احيانى ولو وضعنى على الصليب كل يوم يكفينى اننى وجدت من يحبنى بالحقيقة حقاً يكفينى فالمسيح وحده يكفى ولا يحتاج اى اضافات من عرف طعم الموت هو وحده من يقدر قيمة الحياة ومن اختبر ذل العالم والبشر وقسوتهم وتركهم يعرف قيمه كلمه "احبك" من فم المسيح من اختبر مرارة الوحدة يعرف قيمة حضن الآب السماوى ولا يبدله بكل كنوز الدنيا فهو غال غلو الحياة نفسها ان هذه الكلمات ليست وعظاً ولا تأملا ولا اسقاطاً من حياة الاخرين احاول ان اضعه على لسانى من باب التواضع بل هى جزئاً حقيقياً جداً من اختبارى الروحى وشهادة حق لمن أكرمنى ولمن أحبنى ........... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سيرة مار عبدا |
إذا أعطيت رجلا سرك ... صرت له عبدا ... |
كن غبيا |
انت ابن ولست عبدا |
الطيب حر حتى لو كان عبدا |