رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
..دعوني أخبركم بهذه القصة, حين كان شيخي, يوسف (الهدوئي), مايزال على قيد الحياة, جاء إلينا شابٌ مصابٌ بمسٍّ شيطاني. كان الشيخ, بداعي الشفقة, يرحب بمثل هؤلاء الأشخاص التعساء. كانوا يبقون بقدر مايشاؤون ثم يغادرون بحسب ما يوافقهم. هؤلاء الأشخاص غير قادرين على البقاء لوقت طويل في مكان واحد. جميع أولئك الذين تنقصهم تعزية الرب في داخلهم, يبحثون عنها بالتـَّـنقـُّـل من مكان إلى آخر, ومن مجموعة أشخاص إلى أخرى. هذا الشاب كان ممسوساً بشيطان الزنى. حين كان يستحوذ عليه, كان صوته يتغير إلى صوت امرأة, ويقول أشياء " ذكرها أيضاً قبيح " كما يقول الرسول (بولس). كان صانع براميل للتجارة. بقي مع أخويتنا لبعض الوقت, وخلال ساعات العمل كان يأتي ليساعد كيفما استطاع. في اليوم الثالث قال لي: يا أبتاه ألن تعلمني كيف أنقش أختام القرابين أيضاً؟ هذه البراميل صعبة الصنع. و لدي في داخلي هذا الشيء الذي يشعرني بالخزي بشكل دائم. سأعلمك يا أخي, فليكن مباركاً. انظر... هكذا تقوم بالأمر. الأدوات هنا, والخشب هناك, والنماذج أمامك. ستعمل على هذا المقعد. ولكن هناك شيء وحيد, كما ترى, جميع الآباء هنا في هذه الأخوية لا يتكلمون, هم يتلون الصلاة دائماً. قلت له هذا لأتجنب الكلام البطال والإلهاء عن الصلاة على قدر المستطاع. ولكن شيئاً آخر أيضاً خطر لبالي في تلك اللحظة: تساءلت إن كان الممسوسون بالشيطان يستطيعون تلاوة الصلاة. بدأنا العمل ونحن نتلوالصلاة. بضع لحظاتٍ مرت فقط, والشيطان الذي في داخله استشاط غضباً. تغير كلامه وبدأ بالصراخ, بلغة قذرة, وهو يهدد ويشتم: اخرس أيها الدنس. قال ذلك من داخله.. "اخرس. أوقف التمتمة. لماذا تواصل قول الكلمات ذاتها مراراً وتكراراً! أوقف قول تلك الكلمات. أنت تصيبني بالدوار. استمر ذلك لفترة وجيزة...عذبه, ثم توقف. " أرأيت ما الذي يفعله بي؟ " , قال ذلك المسكين, "هذا ما أمر به طيلة الوقت"... "صبراً يا أخي, صبراً".. قلت له.. "لا تعره انتباهاً. إنها ليست كلماتك أنت, لذلك لا تحزن, أنت فقط ركز على الصلاة". توقفنا عن العمل وذهبنا إلى الشيخ. في الطريق قال لي: " أيها الأب, هل علي أن أصلي أيضاً من أجل هذا الذي في داخلي, لكي يرحمه الله أيضاً؟ ".. يا له من أمرٍ قاله ذاك المسكين. على الفور استحوذ عليه الشيطان, رفعه إلى الأعلى و ضربه إلى الأسفل. المكان بأكمله اهتز. تغير صوته وبدأ مجدداً: " اخرس أيها الدنس. قلت لك اخرس! ما الذي تقوله؟ ما الذي تعنيه بـ "الرحمة" ؟ ليس الرحمة! لا أريد الرحمة, كلا! ما الذي فعلته كي أطلب الرحمة؟ الرب غير عادل! من أجل خطيئة واحدة صغيرة, من أجل فكر كبرياءٍ واحد, طرحني من مجدي. إنها ليست غلطتنا, إنها غلطته! هو من يجب أن يتوب وليس نحن. أبعد الرحمة عني. " .. عذبه بشكل رهيب وتركه شخصاً مدمراً. ارتعدتُ لما قاله الشيطان. في دقائق قليلة تعلمت عن الشياطين بالخبرة أكثر مما استطعت إدراكه من قراءة آلاف الكتب. ذهبنا إلى شيخي. لطالما استقبله شيخي وتحدث إليه بمحبة عظيمة, وكان الشاب هادئاً دائماً وهو معه. لقد صلى كثيراً من أجل هؤلاء الناس, لأنه علم قدر الاستشهاد الذي يمرون به بفعل الشياطين. وقال لنا: " إنْ كنا نحن, من تسكن الشياطين خارجَنا, نتعذب كثيراً بالأفكار والأهواء, فيا له من استشهادٍ يجب أن يتحمله أولئك البائسون, الذين يحملون الشيطان في داخلهم نهاراً وليلاً ! ربما هم يجتازون جحيمهم هنا, ولكن الويل لأولئك الذين لا يتوبون حتى يتعطف عليهم الرب بطريقة أو بأخرى في الحياة الحاضرة" واقتبس الشيخ كلمات أحد القديسين قائلاً: " إن رأيت إنساناً يخطئ بشكلٍ واضح ولا يتوب, ولا شيء مؤلم يحدث له في الحياة الحاضرة حتى ساعة موته, فاعلم عندها أن امتحان هذا الشخص في ساعة الدينونة سيكون بلا رحمة ." وحين قال الشيخ هذه الأمور, بتنا نراعي هذا الأخ المضطرب بمزيد ومزيد من الشفقة. خلال الخدمة (خدمة الصلاة) لم يدخل إلى الكنيسةِ مع الآباء, ولكنه راح يطوف خارجاً على الصخور ومعه مسبحة صلاته, وبقي يردد الصلاة صارخاً باستمرارٍ: "أيها الرب يسوع المسيح ارحمني..." المكان بأكمله ردد صدى ذلك. لقد اختبر كم تحرقُ الصلاة الشياطين. وفيما هو يجول حول الصخور بلا توقف مردداً الصلاة, تغير صوته فجأة, وبدأ الشيطان يقول: " اخرس. قلت لك أن تخرس! أنت تخنقني! لماذا تبقى في الخارج جائلاً حول الصخور وأنت تدمدم؟ اذهب إلى الداخل مع البقية وأوقف هذه الدمدمة. لماذا تواصل تكرار الشيء ذاته نهاراً وليلاً ولا تعطيني لحظة راحة ! لقد أصبتني بالدوار , لقد لذعتني, أنت تحرقني, ألا تفهم !؟ " لقد فهم الشاب شيئاً ظنهُ الشيطانُ لن يفهمَهُ. إنه ألم الروح, والأمل .. الذي رأيناه يعاني منه ويجاهد ويقاسي. هل ترون قوة الصلاة ورفض الشياطين لأن يتوبوا؟ هم يحترقون بالنار ويصرخون: " لا رحمة ! " ولا يتوقفون عن لوم الله. يا لها من كبرياء شيطانية ! أتساءل بماذا يختلف الشخص الأناني, الذي لا يتوب نهائياً عن الشيطان؟ الشخص الذي لا ينوي أن يعترف بالمسيح كربٍّ وإنسانٍ ولا يطلب رحمته وعطفه طالما هو حي؟ هل ترون الآن الأهمية الأعمق للصلاة, وكم تكشف قرب الناس أو بعدهم عن المسيح؟ نحن نترك أفكارنا طليقة, وهي تتحكم بنا. نترك أفكارنا طليقة, وهي تسجننا, فيما نستطيع استخدام سلاح الصلاة المتألق, السلاح الذي يدعى ناراً ولهباً. هذه الصلاة هي سوطٌ يجلد كل فكرٍ شيطاني. (للشيخ أفرام تلميذ الشيخ يوسف الهدوئي) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هل تحرق النار الثوب ولا تحرق شهوة الزنا النفس |
ازاي تحرق الشيطان |
الجملة التى تحرق الشيطان |
الجملة التى تحرق الشيطان |
الكنيسه تحرق وصوره ام النور لن تحرق |