منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 01:09 AM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

من ردهم إلى أرض الأحياء

من ردهم إلى أرض الأحياء
برغم أن هذه العبارة ، يمكن أن تؤخذ بطريقة روحية أخرى . ولنبدأ ببطرس الرسول . إنه بعد أن أنكر السيد المسيح ، بكى بكاء مراَ , إذ شعر أنه قد انفصل عن الرب وعن محبته . وانفصل عن باقى الرسل , وعن الخدمة وكل العمل الرعوى . ولاشك أنه قد رنت فى اذنيه عبارة الرب " من أنكرنى قدام الناس ، يُنكر قدام ملائكة الله " (لو 9:12) . ولكن عزاه بنفس العبارة , والتى سبق فعزى بها أبانا يعقوب " أنا معك , وأردك .... " . ولكن كيف رده الرب , ومتى ؟ حينما ظهر له , وقال له فى حنو " إرع غنمى . وارع خرافى " ( يو15:21) ... وحينئذ شعر بطرس أن الرب قد رده إلى جماعة الرسل . * * * * وداود النبى , حينما زنى وقتل , وسقط من ذلك العلو العظيم الذى كان فيه , ولعله كانت فى فكرة عبارة اوريجانوس [ أيها البرج العالى , كيف سقط ؟! ]. وبكى داود بكاء شديد مستمراَ , وفى كل ليلة كان يبلل فراشه بدموعه , ولكن إلهنا الحنون الطيب , لم يتركه وحيداَ فى أحزانه ، بل قال له " أنا معك ، وأردك إلى تلك الأرض " . أردك إلى أرض التوبة والنقاوة , والمصالحة مع الله . واستطاع الر أن يرد داود , وأن يغسله فيبيض أكثر من الثلج , وأن يرد له بهجة خلاصه (مز12:51). * * * وبنفس الطريقة رد الرب شمشون بعد سقوطه . ولعله بنفس الوضع أيضاَ رد سليمان بن داود ، الذى قال له عنه :" إن تعوج اؤدبه ... ولكن رحمتى لاتنزع منه , كما نزعتها من شاول " (2صم14:7-15) . لقد مر وقت علىداود ، ظن أنه لا خلاص ... وهكذا صرخ إلى الرب قائلآ : " يارب لماذا كثر الذين يحزنوننى ؟ كثيرون يقولون لنفسى : ليس له خلاص بإلهه " (مز3) . ووسط هذه الأفكار التى يزرعها الشياطين , تبدو وعود الرب مملوءة رجاء " أنا معك ، وأردك إلى هذه الأرض" .... * * * هذه العبارة هى أقوى سلاح فى التوبة والرجوع ... فمشكلة كثيرين أنهم يظنون بأنهم سيعودون إلى الله , بقوة أرادتهم , وبعزيمتهم , وبصدق عزمهم على الرجوع , دون أن يضعوا العامل الإلهى فى قصة عودتهم إلى الله !! كلا , صدقونى ... فلو كان الأنسان الخاطئ هو الذى يعيد نفسه إلى الله , ما عاد أحد... إنما الإنسان يصرخ إلى الله : توبنى يارب فأتوب , خلصنى فأخلص ( أر14:17) . والسيد المسيح يقول فى وضوح " بدونى لاتقدرون أن تعملوا شيئاَ " (يو5:15) . إن النفس الميالة إلى الخطية ، وكذلك الأرادة الضعيفة , وحروب الشياطين , والمعطلاا الروحية .... كل هذه تصد الإنسان , وتحاول منعه عن الرجوع إلى الله . ولكن نعمة الله أمام هذه المعطلات . وصوت الرب يقول فى حنو للخاطئ : " لا تخف . أنا معك .أحفظك ... وأردك إلى تلك الأرض " . أنا أردك إلى تلك الأرض , مهما نعدت انت وضللت ... ومهما كان يبدو لك أولغيرك , أن الخلاص بعيد عنك أومستحيل , أو أن التوبة غير ممكنة ... أنا معك , عندما يحاربك الشيطان باليأس ... حينما يحاربك عدو الخير , ويقول لك : إن الخطية لم تعد مجرد عادة عندك , بل صارت طبيعة فيك . ولن تقدر على تركها . لقد صارت ملتصقة بك . أكثر من ألتصاق جلدك بلحمك . وصارت تسرى فيك , أكثر من سريان دمك فى عروقك ....!! لاتخف منه ومن أفكاره , بل قل له فى ثقة : أنا لن أرجع إلى الله وحدى , أو بقوتى ... هوالله الذى سيردنى إليه , الله الذى قال : " أنا معك . وأحفظك . وأردك إلى تلك الأرض " . ما دام الله هو الذى يردنى . إذن فغير المستطاع عند الناس , هو مستطاع عند الله (مز27:10) . أن الله يقول لنا فى وعوده : " أعيطكم قلباَ جديداَ , وأجعل روحاَ جديدة فى داخلكم . وانزع قلب الحجر من لحمكم , وأعيطكم قلب لحم . وأجعل روحى فى داخلكم . وأجعلكم تسلكون فى طرقى وتحفظون احكامى " (حز26:36-27) . ويقول أيضاَ " هلم نتحاجج - يقول الرب - إن كانت خطاياكم كالقرمز , تبيض كالثلج " (إش18:1) . إنه الرب الذى يعمل العمل كله , ويردنا إليه ... * * * بأنواع وطرق شتى , يردنا الرب إلى أرضه . بالحب والحنان , يردنا الرب إلى تلك الأرض ... وإلآ ... فبالشدة والعقوبة يردنا , أو بالتجارب والضيقات . أو بالتعليم والإرشاد .. أو بصبره علينا وطول أناته . بأية الطرق ...بالوسيلة المناسبة لكل نفس على حده ... المهم , أنه يخلص على حال قوماَ. لأنه يريد أن الجميع يخلصون ، وإلى معرفة الحق يقبلون (1تى 4:2). وهو لايسر بموت الخاطئ , بل بالحرى أن يرجع ويحيا ( حز11:33) . * * * إنه الرب الراعى الشفوق , الذى يحافظ على غنمه .. هوالذى يحنن عليك قلوب الناس .. وهو الذى من أجلك يربط الشيطان , فلا يستطيع أن يؤذيك . هوالذى يحوط حولك من كل ناحية , فتغنى وتقول : سبحى الرب يا أورشليم , سبحى إلهك يا صهون لأنه قوى مغاليق أبوابك , وبارك بنيك فيك الذى جعل تخومك فى سلام , ويملأك من شحم الحنطة . الله هو الذى يقوى مغاليق أبوابك , ويجعل تخومك فى سلام.
من كتاب (الرجاء ) لقداسة البابا شنوده


رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ردهم يارب
مَنْ ردهم إلى أرض الأحياء بالتوبة البابا شنودة
من ردهم إلي أرض الأحياء بالتوبة
من ردهم إلي أرض الأحياء بالتوبة
السيد المسيح يأتى فى مجده ليدين الأحياء والأموات. فمن هم الأحياء ومن هم الأموات ؟


الساعة الآن 01:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024