منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 08 - 2016, 06:01 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

يوسف خطيب العذراء مريم
يوسف خطيب العذراء مريم
القديس يوسف خطيب العذراء مريم
لم يحفظ الكتاب المقدّس لهذا القديس العظيم كلمة خرجت من فيه، ولم تسمع الأرض نطقاً له. بل كان صمته وكماله، وجمال نفسه، وبديع صفاته، وسمو فضائله، مع بساطة حياته، أروع تعليم، وأفصح بيان،وأجمل فلسفة خرجت من فم إنسان. القديس يوسف مثلٌ أعلى للشبّان وللرجال وللأزواجولأرباب العيال، وللرهبان المتبتلين، وللبنات العذارى الأبكار، كما انه شفيع لهؤلاءجميعاً في دينهم ودنياهم. لأنه جمع في شخصه وفي حياته أسمى المزايا وأكمل الفضائلالتي يمكن أن يتحلى بها إنسان في هذه الدنيا.

كان يوسف البتول من بيت لحم، منسبط يهوذا ومن عشيرة داود. فكان بذلك من أشراف إسرائيل مولداً ومنشأ وحسباً ونسباً. إلا أن الله، الذي كان قد أراد لأبنه الوحيد حياة الاتضاع والفقر، شاء أن يكونالرجل الذي سوف ينتدبه ليكون الحافظ الأمين لأمه، والخادم الحكيم الصادق ليسوع فيحداثته، فقيراً مسكيناً، لا شأن له بين قومه، ولا ذكر له بين أهله وعشيرته.
لكنغنى القديس يوسف كان في قلبه. وكانت ثروته أخلاقه وفضائله. فاصطفاه الله بين جميعرجال إسرائيل لأعظم رسالة دعا إليها بشراً. فكان يوسف ذلك الرجل الذي حقق مقاصدالله فيه...

جعل يوسف حياته كلها، وعواطفه وأتعابه وشغله وقواه واسهاره وأفكارهوفقاً على خدمة مريم وابنها يسوع، ومحبتهما والتفاني في سبيلهما.

لم يذكرالإنجيل القديس يوسف كثيراً... كان قد رقد بالربّ بين يدي يسوع ومريم... لأنه لماأخذ يسوع يبشر بالإنجيل، صار اليهود يتساءلون ويقولون: "أليس هذا ابن يوسف"؟ فمتىكانت وفاة يوسف؟ لا أحد يعلم. إنما مات لما انتهت رسالته، واضحي يسوع قادراً، علىحسب نواميس وقواعد الطبيعة البشريّة، على القيام بمعيشته ومعيشة والدته. كان يوسفملاكاً حارساً لمريم، وكان ستاراً لعفافها وشرفها، وكان الحافظ الأمين لطفولة يسوع،وكان الخادم النشيط المحب لتلك العائلة المقدسة. فلما انتهت تلك الرسالة، مات بينيدي يسوع ومريم، مملوءًا نعمة واستحقاقاً وقداسة، وأضحى شفيع المائتين بالرب. لأنيسوع ومريم ملآ أيامه الأخيرة تعزية وسلواناً وبهجة، وشكرا له خدمه وأتعابه، ووعدهيسوع بإكليل المجد المعد له في السماء. فذهب يبشّر الآباء والأنبياء وسائر القديسينالمعتقلين، بمجيء المخلص، وبقرب نجاتهم وافتدائهم.لقد امتاز القديس يوسفبإيمانه الحي الذي فاق كل إيمان، وبتواضعه العميق، وبثقته التي لا حدّ لهابالله.اما إيمانه فقد ظهر حياً في الحوادث التي رافقت حبل خطيبته وولادتهاابنها الإلهي وهرب المولود الجديد من وجه هيرودس. ففي ذلك كلّه لم يضعف إيمان يوسفبقدرة الله، وهذا الإيمان الحي كان يذكي فيه المحبة ليسوع، وينير طريقه في حياتهالروحية. إن الإيمان هو العين التي بها يرى القلب إسرار الله.إما تواضعه فلقدفاق كلّ حدّ. لأنه تعلّم من مريم ومن يسوع إن لا ينظر إلى ذاته، ولا يتعالى في عيننفسه. كان من سلالة ملوك يهوذا، ومع ذلك لم يغضب لِما ناله من المسكنة والحقارةوالفقر. كان أباً ومربياً ليسوع خالق السماوات والأرض، ومع هذا لم يأنف من أن يشتغلبيديه، ويتعب ليل نهار، لكي يقدر أن يعيش هو وعائلته الصغيرة. كان الحارس للمسيحالربّ الذي تنتظره الأجيال منذ ألوف من السنين، ومع هذا كله بقي صامتاً، متواضعا،لا يبوح بسر يسوع ومريم ولا بسرّه لأحد. نراه يتذلل للناس ويخدمهم لكي يكسب معيشتهمنهم، كاتماً عنهم أمر هذا الولد الإلهي، الذي يأوي إلى بيته ويشاطره مائدتهوحجرته، وهو رب المجد ومخلص إسرائيل والمسيح المنتظر. هذه هو يوسف الذي يفرح فيدواخله بأن يبقى عند الناس نسياً منسياً، لكي يكون بكل قواه الروحية والجسديّةلخدمة الله وخدمة ابنه ومريم أمه. لأنه كيف يمكنه أن يرى ابن الله، وقد "أخلى ذاتهآخذاً صورة عبد"، ويسعى هو إلى الظهور والمجد الباطل؟ أن يوسف هو حقاً مثال الوداعةوالتواضع.نختم كلامنا عن هذا القديس العظيم بما قالته في شفاعته القديسة تريزاالتي من افيلا. قالت: "اناشد بالرب جميع الذين يشكّون في كلامي عن قوة شفاعة القديسيوسف، بأن يجربوا الأمر هم أنفسهم، فيتأكد لهم كم شفاعته قادرة، وكم يجنون لذواتهممن الخير إذا كرّموا هذا الأب الأكبر المجيد، والتجأوا إلى معونته".آميــن.

صلاةلمار يوسف شفيع الكنيسة العامإليك نهرع في شدائدنا، إيها الطوباوي يوسف،ونستغيث واثقين بحمايتك بعد ان استعنّا بحماية عروسك الكية القداسة. ونسألك متوسلينبحق ذلك الرباط الوثيق، رباط المحبّة، الذي وحّد بينك وبين العذراء البريئة منالعيب أمِّ الله، وبالحب الأبوي الذي احتضنت به الطفل يسوع، ان تنظر منعطفاً الىالميراث الذي اقتناه يسوع المسيح بدمه، وتساعدنا في حاجاتنا بما لكَ من الفعلوالمقدرة، يا حارساً جزيل العناية بالعائلة المقدسة، اي ذرية يسوع المختارة. فاصرفعنّا، ايها الأب الكلية محبته، وباء الأضاليل والمفاسد بأسرها. يا نصيرنا القدير،بعطفك علينا، قف الى جنبنا عضداً من السماء في هذه المعركة بيننا وبين قوات الظلام. وكما خلّصت يوماً الطفل يسوع من الخطر العظيم المحدق بحياته، هكذا احمِ الآن كنيسةالله المقدسة من مكايد الاعداء ومن كل كارثة. ابسط على كلٍّ منّا طلَّ حمايتكَالدائمة، بحيث نستطيع، على مثالك وبواسطة معونتك، ان نحيا حياة مقدسة، ونموت ميتهصالحة، ونحصل على السعادة الأبديّة في السماوات. آمين



بعض فضائل القديس يوسف البتول

1- القديس يوسف نموذج العفة والطهارة:

القديس يوسف نموذجالتواضع:

أزددت تواضعاً ما أزددت عظمةفتنال حظوى لدى الرب( ابن سيراخ 3: 20)

إن مع كل الذي حصل عليها هذا القديس من النعم الكثيرةووفيرة لم تجعله يوماً من الأيام يتنازل عن فضيلة التواضع التي عاشها في حياتهوطبقها حتى في ابسط الأمور، لا سيما مع كل من كان يقصده بأمور تخص حرفته، وعلى هذهالصورة وجد الجميع فيه وداعة وحلماً وتواضعاً أخزى كبريائهم وفخرهم وما استولى علىقلوبهم من المجد الباطل.

القديس يوسف هو نموذجالطاعة:

قم فخذ الصبي وأمه وأهرب إلىمصر فإن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه(متى 2: 13).

إن الطاعة التي كانيتمتع بها القديس يوسف وحسن اتكاله على الله جعلته قوياً في الصعوبات التي واجها فيحياته مع مريم ويسوع مسلماً ذاته إلى العناية الإلهية التي لا تترك من يخضع لها،وأنه لم يهتم بالمشقات والأخطار، بل كان معتمداً في حياته على انه يستطيع كل شي فيالذي يقويه.

القديس يوسف نموذج الأيمان:

جاهد جهاد الأيمان الجميل وفزبالحياة الأبدية (1 تيموتاوس 6: 12)

فضيلة الأيمان كانت هي غنى القديس يوسف وسعادته، وأنه كانيعمل دائماً أعماله بحسب إيمانه، وكان يثق ان لا فائدة للأيمان بدون الأعمال ولاالأعمال بدون أيمان لذلك كان إيماناً على إيمانه وعلى أعماله، وصلاته وأيمانه كانتبفائدة لأنه كما قال القديس اغسطينوس صلاة الصديق هي مفتاح السماء الطلبة تصعدورحمة الله تنزل.

القديس يوسف نموذج الصبر والاحتمال:

إذا كنت مقبولاً أمام اللهكان لا بد أن تمتحن بتجربة( طوبيا 12: 13)

هذا الذي يخصه الله لمحبيه، يسمح بأن تمتحنهم التجربة لكييبين أمانتهم وحبهم له، هذا الذي اختبره وعاشه القديس يوسف بداية من معرفته بأمرأعجوبة الكلمة المتجسدة بمريم البتول وعدم إيجاد مكاناً يأوي إليه مع خطيبته عندماحان موعد ولادتها، وولدت يسوع مخلص العالم في مغارة بسيطة كل هذه الأمور سببتللقديس يوسف حزناً عميقاً لا يدركه إلا من يشعر به، لكنه كان مثال الصبر والاحتمال،وكان لدى القديس يوسف نعمة كاملة بالله على انه كل ما يحدث في الكون هو من لدن اللهتعالى قائل من يصبر إلى المنتهى يخلص( متى 10 : 22)

6- القديس يوسف نموذجالأمانة:

أحسنت أيها العبد الصالحالأمين، قد وجدت أميناً على القليل فأقيمك على الكثير، أدخل إلى فرح ربك ( متى 25: 21 )

إن القديس يوسفكان نموذج لنا في الأمانة ، وكان كل اهتمامه منصرفاً إلى أن يعمل دائماً على أوفرنشاط لكي يقدم لمريم ويسوع كل ما يلزم حياتهم، وكان دائماً يرفع قلبه إلى اللهمتوسلاً إليه لكي يقبلها ويضمها إلى استحقاقات ألامهوموته
.


7- القديس يوسف نموذج الفقر:

ماذا يربح الإنسان لو ربحالعالم كله، وخسر نفسه( متى 16: 26)

كان القديس يوسف مقتنعاً أن السعادة الحقيقة لا تكونبتكثير الأملاك واحتشاد الأموال، بل باكتسابه الفضائل والابتعاد عن كل ما يلقي بنفسهإلى خطر الهلاك، لذلك نرى أن القديس يوسف كان ذا حرفه متعبة وقليلة المكاسب، وكانيعني بها اشد الأتعاب ليربح ما يسد به عوز العائلة مكتفياً بذلك القليل الذي كانيحصل عليه مقدماً لله الشكر على ذلك
.

8-القديس يوسف نموذج المحبةليسوع:

إن أحبني احد يحفظ كلمتي وأبييحبه وإليه نأتي وعنده يجعل مقامنا ( يوحنا 14: 23)

أن يوسف القديس قدتلالا في محبة الطفل يسوع، حيث نال تمام هذا الحب بنوع امتياز، انه تمتع بمشاهدةالطفل الإلهي لا لعدة أيام بل عدة أعوام، مبتهجاً بحضوره معه شاكراً فضله العميمعلى هذه المنة الفريدة، صحيح أن الله تعالى ظهر لكثير من القديسين لكن ذلك كان فترةقصيرة، أمام هذا الجليل في القديسين فاستمتع نحو ثلاثين سنة بهذه المشاهدةالإلهية
.

9- القديس يوسف نموذج المحبة لمريمالعذراء:

معي الغني لكي ما أورث الذييحبونني الخير الراهن وأملا خزائنهم (أمثال 8: 18)

أن القديس يوسف قد تعاظم حباًلمريم البتول أكثر من عبادها الذي تلالاوا متسامين في محبة مريم كالقديسين ( برنردوس، يوحنا الدمشقي، واستنيلاوس ، كستكا) ولكنهم لم يبلغوا بمحبتهم إلى ماتسامى به هذا المعظم الذي أحبها حباً فاق به كل مكرّميها مهما تساموا حباًلها.

هذه بعض الفضائل التيتمتع بها هذا القديس العظيم والتي تأملتها شخصياً فوجدت أننا نستطيع أن نستخلص منحياته الفضائل الكثيرة التي اكتسبها في حياته، وان نأخذ حياته قدوةًلنا.

يا سيدالعائلة المقدسة صلي لأجلنا

يا حارس الكنز السماوي صلي لأجلنا

مثلث الرحمات الأنبا أغناطيوس يعقوب

"وكان يوسف باراً"(متى18:1)



القديس يوسف هو سليل لداود الملك، دعاه الله ليكون أباً روحياً وعائلاً للابن الأزلي المتأنس يسوع المسيح. لم تكن أبوته ليسوع جسديّة بل كانت أبوة بكل ما تنطوي عليه هذه الكلمة من مسئولية وبذل وتضحية. كان نيابة عن الأب السماوي تجاه الطفل يسوع، وكان زوجاً وأخاً روحياً لمريم البتول، ورئيساً للعائلة المقدسة، فكان يمارس سلطته كرب عائلة.

أما الفضائل التي تحّلى بها لكي يظهر فضائل الآب السماوي الغير الـمنظورة نحو ابنه الـمتأنس فهي أنه كان:الصامت الكبير والضمير الكبير والعامل الكبير.

الصامت الكبير: كان الله يظهر للآباء والأنبياء وسط هالة وأبهة عظيمة تليق به عزّ وجلّ، وقد خاطب شعبه وانزل عليهم الشريعة بواسطة موسى وسط الغمام والبروق والرعود، لكن لما قام بأعظم ظهوراته وظهر جسدياً بواسطة كلمته ابنه يسوع المسيح، صنع ذلك في صمت عجيب. في ظل يوسف الرجل البار خطيب مريم البتول، فهناك لا نرى أية أبهة وقليلاً جداً من الأمور الخارقة، بل كثيراً من الأسرار المخفية مع بعض الامتحانات والتجارب، وحيرة نفس، وقلق واضطراب لا نظير له، ثم إنتظاراً وصبراً ووحياً في الليل المظلم، وأوامر بالتحفظ والتيقظ والاحتياطات اللازمة. وفى ذلك الجو نشأ إيمان أول مسيحي، إيمان يوسف ابن داود، النجّار الذي أُعطى له أن يستقبل في بيته كلمة الله المتأنس ويعطيه اسماً "فسّميه يسوع لأنه هو الذي يخّلص شعبه من خطاياهم"(متى21:1).

إن يوسف كان اكبر رجل روحاني في العهد الجديد، ومن ميزة الإنسان الروحاني أن يبقى في جو الصمت، متحداً في معبد الصمت مع الله خالقه، يعيش في دنيا الإيمان ويتغذى بالإيمان" أما البار فبالإيمان يحيا"(حبقوق4:2) و(عبرانيين38:10). انه يفضل الصمت على الظهور لكي يتفرغ كليّة لتغذية إيمانه وحياته الروحية الداخلية. كان بإمكان يوسف أن يقول للناس: "أن المسيح المنتظر أصبح عندي وقد أُقمت وكيلاً عنه"، ولكنه لزم الصمت والكتمان لأنهما يؤلفان جزءاً من الحياة الروحية الداخلية.

الصامت الكبير: يجب أن نتعود الصمت لأنه يؤلف جزءاً من الحياة الروحية الداخلية. ما قيمة الكلام الذي لا يصعد مثقلاً بالفكر من أعماق الصمت فقد قيل:"فان كانت العزلة وطن النفوس الكبيرة فالصمت صلاتها، وان كانت القداسة محبة متواصلة فالصمت نشيدها، وان كانت الحياة عبرة وعظة فالصمت منبرها ولسانها، وان كانت الحياة قيثارة فالصمت وترها".

ليست المواعظ الطويلة هي المجدية، وغالباً ما يتكشف سيل الوعظ عن فقر في التفكير. كان القديس يوحنا فيانيه خوري آرس يعظ التائبين في كرسي الاعتراف بموجز الكلام. ليس من كلام مفيد سوى كلام يسوع كلمة الآب المتأنس. وعليه يجب علينا أن نتعود الصمت والكتمان وذلك من باب المحبة والعدل، فروح الكتمان شرط أساسي لثقة الناس بنا وقد نكون رجال ثقة مثل القديس يوسف بقدر ما نتحلى بالصمت.



الضمير الكبير: يوجد الضمير من الأمانة نحو الله والالتزامات المتخذة نحوه تعالى رغم المصاعب والمحن ومهما كان الثمن. إن هو إلاّ تعبير إنساني وتجاوب صادق لنظرة الله على حياة الإنسان. هو تعبير صادق لأنه يدخل في نطاق الإيمان، فلن يكون نظرياً بل عملياً بحيث يختبر الإنسان ويتحسس وجود الله في داخل نفسه. أمتحن يوسف في إيمانه ليس وقت غياب الطفل يسوع مدة ثلاث أيام فحسب، ولكن قبل أن يجيئ بمريم إلى بيته، ثم لدى ذهابه إلى مصر تحت جنح الظلام ومجابهته للمجهول، وبعد رجوعه من مصر وسكناه في الناصرة في الجليل بدلاً من اليهودية. فكل حياته كانت تتغذى بخبز الإيمان، فلا شك "إن البار بالإيمان يحيا".

كانت طاعته نشيطة وفطنة، إذ أنه كان يعمل كل ما في قدرته ليعرب للـه عن أمانته في خدمة الـمُصالح التي إئتمنه عليها والمهّمات التي عهد بها إليه.

وكانت الطهارة أجلّ وأصدق تعبير لحبه الخالص لله، الأمر الذي دفعه على خلق جو مناسب لكي يولد الطفل الإلهي من أم بتول ويحوطه بهالة أبوية نقيّة، فكانت رداً صادقاً لتلبية دعوة الله.

الضمير الكبير: علينا إن نكون قبل كل شيء رجال ضمير. إن نطاق العمل واسع وانه ليس علينا رقيب سوى الله وحده، ولذا إن لم يكن لنا ضمير مستقيم، نصبح عرضة لجميع أنواع الانحرافات والإلتواءات. وقد نكون أصحاب ضمير مستقيم فيما إذا تصرفنا دائماً في حضرة الله، كأنه تعالى ينظر إلينا ويتوقع منا أن نأتي بأجلّ الأعمال وأقدسها. قال القديس توما الأكويني للأخ المرافق له قبيل موته وقد كان هذا سأل منه أن يشرح له سر القداسة:"عش مستحضراً الله تبلغ القداسة".

وعلى مثال القديس يوسف علينا أن نحامي عن الطفل يسوع في شخص أولادنا وشبابنا بضمير مستقيم، لأنه يلزم أن نحافظ عليهم من أمثال هيرودس الموجودين على الأرض خوفاً من أن يذبحوهم بشرّهم وهم أبرياء. فيلزم أن نكون ساهرين مستيقظين لكي نبعد عنهم كل خطر ونرّبيهم على حب الفضيلة وحفظ الطهارة. وعلى مثال العائلة المقدسة نهتم بعائلاتنا ونوصّل لها كلمة الإنجيل وقداسة الكنيسة. وعلى مثال القديس يوسف نعتني خاصة بالعمال الكادحين فإن شفيعهم وزميلهم ومثالهم الأعلى يحبهم.



العامـل الكبير: كان يوسف نجّاراً وغنى عن البيان كم كانت هذه الحرفة تقضى من التعب المتواصل والمضني،فهي تفرض على محترفها أن يأكل خبزه حقيقة بعرق جبينه.سيقول يسوع يوماً لليهود عن صلته بأبيه السماوي:"إن أبي مازال يعمل وأنا أعمل أيضاً"(يوحنا18:5)، فكان يوسف من هذا القبيل صورة صادقة للآب السماوي. كان يوسف يقّدر الوقت وينظمه بالنسبة إلى السبت وقت الراحة حيث كان يختزن من الروحيات ما يكفيه للقيام بواجباته الروحية. وكان عمل النجارة يتم بإيمان، إلى أن تحّول حانوت يسوع بنوع ما إلى معبد صلاة، هي حياته الروحية التي كانت تنظم أوقاته وأعماله. كان عاملاً كبيراً لأنه كان روحانياً كبيراً.

على مثال يوسف: يجب أن ننظر في يوسف البار مثالاً أعلى فنكون مثله الصامت الكبير..والضمير الكبير..والعامل الكبير.

العامل الكبير: ينبغي أن نكون عمالاً في كرم الرب كالعامل الكبير القديس يوسف. يوجد دائماً عمل في حقل الرب، فالحصاد كثير ولكن العملة فقليلون. فهناك في العالم خراف كثيرة تسترعى اهتمامنا وهناك خراف ضالة تدعونا لنذهب إليها ونأتي بها إلى طريق الحق والى الحظيرة الأبوية. يلزمنا أن ننظم وقتنا ولا نصرفه دون فائدة ولا نبدد مواهبنا وطاقاتنا التي وهبها لنا الله.

يا يسوع هبنا رصانة القديس يوسف وصمته وحياته الداخلية الروحية لكي يكون كل واحد منا صامتاً كبيراً وضميراً كبيراً وعاملاً كبيراً على مثال القديس يوسف العظيم آمين.



القديس يوسف العفيف،الرجلالبارنبذة عنحياتهدعوتههو سليل لداود الملك و بحسب النسب والده هو يعقوب بنمتان ، دعا الله يوسف ليكون أباً روحياً و معيلاً لابنه الازلي المتأنس يسوعالمسيح، يتلقاه في بيته و يغرسه شرعاً في سلالته حسبما ورد في انجيل متى( 1: 18- 21) . لم تكن ابوته ليسوع جسدية و لكنها لم تكن شكلية ، بل كانت ابوة البذل والتضحية و كامل المسؤولية االتي تنوب مناب الآب السماوي تجاه الطفل يسوع و كانزوجاً و أخاً روحياً لمريم البتول و رئيساً للعائلة المقدسة. كان يمارس سلطته كربعائلة مثلما يمارس الكاهن الاسرار المقدسة و يوزعها على المؤمنين. أما الفضائل التيأعطيت للقديس يوسف فهي أنه:

1-
الصامت الكبير2- الضمير الحي3- العاملالأمين

الصامت الكبير:

كان الله يظهر للآباء و الأنبياء و سط هالة وأبهة عظيمة ، خاطب شعبه و انزل عليهم الشريعة بواسطة موسى وسط الغمام و البروق ولكن لما قام باعظم ظهوراته و ظهر بشراً سوياً بواسطة كلمته يسوع، صنع ذلك تحت جنحالظلام و الصمت و الخفاء، في ظل يوسف الرجل البار خطيب مريم البتول. بل نجد امتحانو تجربة قوية و حيرة نفس و قلق و اضطراب لا نظير له ، ثم انتظار و صبر ووحي فيالليل الدامس و التنبه و الحيطة و التيقظ من الرسالة الجديدة . و في ذلك الجو نشأايمان اول مسيحي ، ايمان يوسف بن داود النجار، آخرا لآباء و الأنبياء، الذي أعطي لهان يستقبل في بيته كلمة الله المتأنس و يعطيه اسماً يسوع الفادي، لأنه هو الذي يخلصشعبه من خطاياهم. . ذاك ان يوسف كان اكبر رجل روحاني في العهد الجديد و من ميزةالانسان الروحاني ان يبقى في جو الصمت ، يعيش في دنيا الايمان( اما البار فبايمانهيحيا) . كان وكيلاً للمسيح لازماً الصمت و الكتمان لأنهما يؤلفان جزءاً من حياتهالروحية.

الضمير الحي:

يصنع الضمير من الامانة نحو الله والالتزامات المتخذة نحوه تعالى رغم المصاعب. هو تعبير صادق لأنه يدخل في نطاقالايمان. امتحن يوسف في ايمانه ليس وقت غياب الطفل يسوع مدة ثلاثة ايام و لكن قبلان يجيء بمريم الى بيته ثم ذهابه الى مصر و عودته الى الناصرة . فكل حياته كانتتظهر ايمانه العميق بالرسالة التي منحه اياه الرب بالطاعة و النشاط و الفطنة و كانتالطهارة في حياته اجمل و اصدق تعبير لحبه الخالص لله، الامر الذي حداه على خلق جومؤات لكي يولد الطفل من أم بتول و يحوطه بهالة ابوية نقية. فكانت رداً صادقاًلتلبية دعوة الله.

العامل الأمين.

كان يوسف نجاراً، و كانا يعرف كمكانت هذه الحرفة تقضي من التعب المتواصل و المضني، و تفرض على محترفها ان يأكل خبزهحقيقة بعرق جبينه. سيقول يسوع يوماً لليهود عن صلته بأبيه السماوي: أن أبي ما زاليعمل و انا اعمل أيضاً . فكان يوسف من هذا القبيل صورة صادقة للآب السماوي . كانيوسف يعتبر الوقت و ينظمه بالنسبة الى السبت وقت الراحة حيث كان يختزن من الروحياتما يكفيه للقيام بواجباته الدينية .كان عمل النجارة من صقل الخشب و تقشيش الكراسييصنع بايمان كنحت الحجارة التي يبني منها الهيكل، الى ان تحول حانوت يوسف بنوع ماالى معبد صلاة.

__________________

يذكر كتبه ان مريم العذراء منذ تقديمها في الهيكل مكثت تعيش فيه مواظبة على الصمت والشغلو الصلاة . ولما بلغت الخامسة عشر من عمرها افتكر أهلها في أن يزوجوها منرجل من عشريةحسب ناموس موسى فأعرف كثيرون من ذرية داود رغبتهم في خطبة هذهالفتاة المزينة بكلالفضائل الفردية

وكان إلى يوسف أيضا الحق على هذاالطلب عينه لكنه لبث صامتا محتشما . ولما أراد عظيمالكهنة أن يعرف نصيب تلكالغالية الفريدة في حسنها ومزاياها .جمع كل الشباب من ذرية داودوأعطى كل واحدغصنا وأمرهم أن يكتب كل واحد اسمه على ذلك الغصن ووضع كل الأغصانعلى مذبح الربوابتهل إليه تعالى أن يظهر إرادته فغصن يوسف وحده أوراق وأزهر زهرةبيضاء ناصعةذات رائحة عطرة ..ولهذا السبب يرى القديس يوسف في الصورة ماسكا بيد غصنامزهريادلالة على زهور فضائله وتذكارا لتلك الأعجوبة ..ولما أرى عظيم الكهنة وجميعالحاضرينازدهار غصن يوسف ، هتفوا له بأن هو المنتخب من الرب ليكون خطيبمريم،فبارك عظيم الكهنةقرانهما النقي وراءهما جيوشا من البتولين و البتولاتحاملين راية النقاوة و العفاف ..



يوسف والخدمة المقدسة

عندما استيقظ يوسف من نومه كانمستعداً لخدمة الله ، فالله أعده للخدمة ، فهو الشخص الثاني التالي للعذراء فيإيواء المسيح ورعايته وحمايته وهو يشق طريقه على الأرض إلى هضبة الجلجثة لخلاصالعالم . كان يوسف يعلم أنه من نسل داود ، وأن الأيام قد دارت به وببيته العظيم حتىوصل على ما وصل إليه من ضيق وضنك وفاقة ،....لكنه أدرك أن مجده الدابر ، عاد ليتألقبمجد لم يعرفه داود وجميع من جاءوا من نسله من ملوك وأبطال ،... إذ هو مجد المسيافي هذا الصبي الذي كان عليه أن ينسبه إليه ، ويعطيه اسم يسوع : " وتدعو اسمه يسوعلأنه يخلص شعبه من خطاياهم " ( مت 1: 21) ... كان هو حاضن " المسيا" ومربيه . وقدفاز بيته الفقير بهذا الشرف الرفيع الذي لم يمنح لأصحاب القصور في الأرض
!!....
ارتبط اسم يسوع بالرجل البار في السجلات الرومانية ، وفي الحياة البيتية ، لقدوضعته العناية ليكون بمثابة

(
الأب ) الأرضي ،... لمن ولد فريداً بين الناس ،ولا يعرف إلا أباه السماوي وهو القائل ليوسف وأمه وهو في الثانية عشر من عمره : " لماذا كنتما تطلبانني ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي " ( لو2 : 49) ..!!..
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إن يوسف خطيب مريم العذراء
اذكر أيّها القدّيس يوسف، خطيب العذراء مريم
يوسف خطيب العذراء مريم
القديس يوسف النجار خطيب مريم العذراء
في ذكرى عيد مار يوسف البتول خطيب مريم العذراء


الساعة الآن 07:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024