منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 08 - 2016, 05:49 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

ماذا تعرف عن الأب الناسك أنطونيوس طربيه المريميّ؟
ماذا تعرف عن الأب الناسك أنطونيوس طربيه المريميّ؟
الأب الناسك أنطونيوس طربيه المريميّ
مريميٌّ، بَحَتَ تسكابُ دموعه أمام صورة العذراء وعند ذكر ٱسمها، ملامحَ مريمَ على وجهه؛ فأمسَتْ سيرتُه أُنْموذجَ راهبٍ مريميّ. ناسكٌ مارونيّ، نَصَبَ صليبَه إلى جانب صليب معلّمه الإلهيّ على الجلجلة، وٱشترك في التكفير والتعويض عن خطاياه وخطايا العالم، مُرَدِّداً كلّما داهمَتْه الأوجاع: “ٱرحَمْني يا الله كَعَظيمِ رحمتِكَ”.


هو جبرايل يوسف طربيه، وُلِدَ في تنّورين عام 1911، من والدَيْن مارونيَّيْن مؤمنَيْن. رُشِمَ فَوْرَ ولادَتِهِ، لِخَطَرِ الموت، ثمَّ أُكْمِلَتْ فيما بعد رتبةُ عماده على يد كاهن الرعيّة. توفِّيَ والداه ولم يزَلْ في سِنٍّ مبكِّرة؛ فَعُنِيَ عمُّه بطرس طربيه بتربيته وتثقيفه إلى حين تَرْكِه العالم وٱعتناقِه الحياة الرهبانيّة.
توشّح، في 12 تشرين الثاني 1928، بثوب الإبتداء في الرهبانيّة المارونيّة المريميّة، متّخذاً ٱسم الأخ إقليموس. أمضى فترةً من ٱبتدائه في دير سيّدة اللويزة – زوق مصبح، ثمّ في دير مار سركيس وباخوس – عشقوت، إلى أن لَبِثَ في دير مار أليشاع – بشرّي، حيث لَبِسَ الإسكيم الرهبانيّ في 30 نيسان 1930 ودُعِيَ بٱسم الأخ بطرس، ثمّ أخيراً بٱسم الأخ أنطون. في 3 شباط 1935، رُقِّيَ إلى درجة الكهنوت المقدّسة، في كنيسة دير سيّدة اللويزة، بعد أن أنهى دروسه الفلسفيّة واللاهوتيّة. في اليوم التالي لرسامته الكهنوتيّة، ٱحتفل الكاهن الجديد بقدّاسه الأوّل في كنيسة دير مار ضوميط – فيطرون
.
عاش الأب أنطونيوس طربيه حياةً مسيحيّةً رهبانيّةً نسكيّةً مشعّة، قادَتْ الكثيرين إلى نور المسيح. كان قلبُه ينبِضُ عبادةً متواصلةً للقربان المقدّس؛ فَيُقيمُ الذبيحة الإلهيّة بكلّ تَأَنٍّ وخشوع، ثمّ يُمضي ساعاتٍ ساجداً أمام القربان، بكلّ حرارةٍ وٱنسحاق قلب، باسطاً يدَيْه بشكل صليب. بعد أن ينهي صلاة المسبحة الورديّة وطِلبة وزيّاح العذراء، تمتدّ صلاتُه في عمله اليدويّ كما في لقائِه المؤمنين وسماعِه اعترافاتهم وإرشادِه إيّاهم؛ فما يحثّهم إلاّ على ما يختبره بنفسه، إذ يقول: “الصلاة هي كَالدَّمِ الجاري في العروق”. واظب الأب أنطونيوس على ممارسة الصوم، فلم يَكُنْ يأكل إلاّ مَرَّةً واحدةً في اليوم، بعد أن يكونَ قد خَلَطَ أصنافَ الطعامِ المُقدَّمِ له بعضَها ببعضٍ، حتّى لا يلتذَّ بِطَعمِه. عندما كان يُسْأَل عن ذلك، كان يقول: “إنّ سيّدي يسوع المسيح ذاق على الصليب أَمَرّ منه”. هكذا، أضحى حضورُ “أبونا أنطون” معلِّماً وعيشُه واعِظاً وعملُه مصلِّياً في كلّ وظائفه وخِدَمِه الرهبانيّة. كان أباً روحيّاً مميَّزاً، مرشداً للراهبات في دير مار يوحنّا المعمدان – حراش، منذ 1935 حتّى 1949، حيث عُرِفَ بـِ“حبيس حراش”. وإذ عُيِّنَ في جماعة رهبان دير مار أليشاع في بشرّي، خَلَفَ الحبيسَ الأب أنطونيوس جرجس غصن في دير مار أليشاع القديم، فَجَسَّدَ، ببطولة عيشه الإيمان والرجاء والمحبّة، روحانيّة الترهّب في الكنيسة المارونيّة، أي روحانيّة النسك الرسوليّ؛ فلم تمنعه يوماً حياةُ النسك والتقشّف من شقّ باب حصنه المتواضع للزوّار الوافدين إليه للصلاة والتبرّك والإسترشاد، ومن تلبية الرسالة، في كلّ مرّةٍ كان يُطلَب منه، بأمر الرؤساء، إلقاء المواعظ على المؤمنين في القرى والمدن اللبنانيّة. تَمَّ نقله إلى دار المسيح الملك في زوق مصبح، بأمر السلطة الرهبانيّة، في 9 كانون الأوّل 1981، إثر تدهور صحّته. عام 1990، في 11 شباط، إبّان الحرب اللبنانيّة، نُقِلَ الأب الناسك إلى دير مار سركيس وباخوس في عشقوت، فلَقِيَه بيتُ الإبتداء عاجزاً طريح الفراش، بعد أن عرفه عام 1929 شابّاً يدفق حميّة، ترك العالم كي يتبع المسيح. في 3 حزيران 1994، أُعيدَ الأب طربيه إلى دار المسيح الملك، وقد ٱشتدّت وطأة المرض عليه؛ فَمَعَ حَرْقِ الثلوج لرجليه، وداء المفاصل ناهشه الدائم، والفطر المعويّ المتفشّي من معدته إلى شفتَيْه، وعقر جسده النحيل، أمسى أبونا أنطون، نظير معلّمه الإلهيّ المصلوب، رجل أوجاعٍ مسمّراً على فراش الألم، مصاباً من أعلى الرأس إلى أخمص القدمَيْن، “ولم يفتح فاه” (أشعيا 7/53). كان يصلّي بقلبه، بعقله، بجسده، شاكراً الله على نعمة الألم الخاصّة، شاهداً لحكمة الصليب بِبَسْمَةٍ لم تفارق وجهه إطلاقاً ومُحَيّاً يطفح هدوءاً وسلاماً وبهجة. في 20 حزيران 1998، في الليل الواقع بين عيدَيْ قلب يسوع وقلب مريم الأقدسَيْن، أسلم أبونا أنطون روحَه للربّ، بين يدَيْ أمّه السماويّة التي هام بحبّها. خمسٌ وعشرون سنةً من دروب الآلام، ٱنتهَتْ ليُسْكِنَهُ الله نِعَمَهُ ورحمَتَه. نُقِلَ جثمان الأب طربيه إلى الوادي المقدّس – بشرّي، حيث وُورِيَ في مغارةٍ بجانب كنيسة دير مار أليشاع، يتوافد إليها اليوم آلاف المؤمنين، يدقّون بابها ثُلاثَ، طالبين النِّعَمَ من الربّ بشفاعته
.
عَقْدٌ أوّل ٱنطوى، وأبونا أنطون ما يبرح الناسكَ الأبقى اليوم في البال. سُنونٌ عَشْرٌ، بعد سِنيه السبعِ والثمانين، ٱنطوَتْ على خِبراتٍ حقيقيّة وشهاداتٍ حيّة، “لو سَكَتَ عنها البشر لَهَتَفَ بها الحجر” (لو 40/19). فهذه أمٌّ تفرح برؤية طفلها يولد ولادة طبيعيّة، مثلما أكّد لها أبونا أنطون، بقوّة العذراء، ولم يُصِبْ أيّاً منهما مكروه، خلافاً لِمَا قال لها الأطبّاء. وذاك خاطئٌ يتوب باكياً معترفاً بخطاياه، بعد رَفْضِ “أبونا أنطون” ٱستقباله ونظرتِه إليه التي حرّكَتْ في قلبه الندامة والتوبة. وتلك عائلة ٱفتقدها الله بصلاة “أبونا أنطون” وموهبة كلمة المعرفة التي نالها من الروح القدس، فأخبر الوالدَيْن عن مكان وجود ٱبنِهما المُختَطَف خارج لبنان وطَمْأَنَهما بأنّه سَيَعود سالِماً بعد أسبوعَيْن. هُنا، رهبانٌ شَهِدوا نجاة “أبونا أنطون” العجائبيّة من حريقٍ كثيف ٱندلع في قلاّيته من جرّاء مهاجمةٍ شيطانيّة. وهناك، جماعةٌ من المؤمنين يخبرون عن إنقاذ “أبونا أنطون” لهم من ٱنهيارٍ صخريٍّ في الوادي المقدّس، بفضل موهبة الروح القدس عينِها له. وهنالِك، والدان يمجّدان الله الذي أجرى معجزة شفاء ٱبنهما من سرطان الدم، بصلاة “أبونا أنطون” للعذراء مريم المقبولة لديه. هؤلاء وأولئك أجمعون، “يتكلّمون بما عاينوا وشهادتهم حقٌّ هي” (يو 35/19).شهاداتٌ وشهاداتٌ أُخَرُ كثيرة، لا يَسَعُ ذكرها واحدةً واحدة، يحملها إخوةُ وأبناءُ “أبونا أنطون” الروحيّين، تجمعُهم في عائلةٍ روحيّةٍ واحدة محبّتُهُمُ المتّقدة له، ويوحِّدُهم يقينُهُمُ الثابت بقداسته، منتظرين، بملء الطاعة، حكم الكنيسة المقدّسة
.
نصلّي كي يُنْعِمَ الله علينا برؤية “أبونا أنطون” مرفوعاً على المذابح، للكنيسة والعالم، قدّيساً يتمجّد به ٱسم الثالوث القدّوس؛ ويُتَلْمِذَنا على يد ناسكه ورسوله المريميّ، في مدرسة “محبّة الله ومحبّة العذراء
”.

الأخ شربل بطيش المريميّ دير مار سركيس وباخوس – عشقوت بيت الإبتداء للرهبانيّة المارونيّة المريميّة
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سيرة الأب زكريا الناسك *
الأب يوسف الأب المعاصر للأنبا أنطونيوس
الأب زكريا الناسك
الأب جلاسيوس الناسك
الأب أولجيوس الناسك


الساعة الآن 05:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024