أمّا النبوءات المعلنة عن السيد المسيح، ممّا نَسَبَ بعض الجهلة إلى محمد بالنقل لا العقل، فإنّي لا أتحمّل مسؤوليّة جهلهم ولا سوء فهمهم آيات الكتاب المقدَّس. هؤلاء في نظري مساكين عقل، مفلسون فكريًّا، تستحقّ حالهم قصيدة رثائيّة من قصائدي اللاسعة المبطّنة بالمحبّة، مثل مِشرَط الجرّاح. فالمفترض أن يقرأوا الكتاب المقدَّس ليفحصوا بعيونهم صفات أنبياء الله المذكورة في التوراة وفي الإنجيل ووصايا الله وأحكامه ومحور الكتاب المقدَّس- السيد المسيح- وكيفيّة فهْم تلاميذ المسيح ورسله تلك النبوءات، ما لا حاجة إلى رسول جديد، من غير رسل المسيح، ولا مجال. فما للجهلة إلّا التأمّل في الإنجيل لكي يهتدوا بعقولهم إلى طريق المسيح المؤدّي وحده إلى الخلاص فالحياة الأبديّة. وقد قمت بتفصيل النبوءات المنسوبة إلى رسول الإسلام وتحليلها في مقالتي [الاقتباس والتأليف وراء لغز شبهة التحريف – 3 من 3 والباب: دحض أشهر مزاعم تنبّؤ الكتاب المقدّس عن محمد وتفنيدها] ما لا حاجة إلى التكرار.
فإن يتطاولوا من جديد على الكتاب المقدّس مع سبق الإصرار، بعدما قرأوا مقالتي السابقة (الهلاك بالدليل...) وبعد قراءتهم هذه المقالة، فإلى بحيرة النّار المتّقدة بالكبريت وبئس هذا المصير، لا شفيعَ لهم ولا مُجير.