دعونا نسترجع معنى النص، فالنفس التي تتطلع إلى الله وتمتلئ بالرغبة في الجمال الخالى من الغش تتجدد فيها رغبة أخرى للعالى الذي لاحدود له ولا تشبع هذه الرغبة أبدًا. فلا تتوقف مثل هذه النفس عن الأمتداد إلى ما هو أمامها. يظهر أي شيء عظيم وعجيب كأنه تافه بالمقارنة بما يأتي بعده، لأن ما وجدته العروس اِتضح أنه أكثر جمالاً مما اكتشفته من قبل. لذلك كان بولس يموت كل يوم، لأنه في كل مرة كان يأخذ حياة جديدة، أي ميتا بالنسبة للماضى وناسيًا كل الأشياء الماضية 1 كو 13:15.
لم تجد العروس راحة في تقدمها في اِتجاه الكمال أثناء سعيها نحو عريسها. فقد عملت “حديقة تفاح” برائحة طيبة تفوح من فمها، وجهزت طعامًا لسيد الخليقة من ثمرها الخاص، وروّت حدائقها وأصبحت ينبوع ماء حي، وأظهرت نفسها جميلة بالكمال وبعيدة عن اللوم حسب النص. وباِستمرار تقدمها، اكتشفت العروس شيئًا أكثر عظمة وجلالا: فأثناء قيادة الكلمة لها، امتلأ رأسها بالندى، وقطرات الليل في خصلات شعرها. وغسلت أقدامها، وأزالت جلد الحيوان الميت، ونزلت قطرات المرّ من يديها. ثم وضعت يدها على قفل الباب، وفتحت الباب، وبحثت عن الذي لا يمكن احتوائه، ونادت على الذي لا يمكن الحصول عليه. ووجد حراس المدينة العروس، واِستقبلت ضربة من العصا وقلدت الصخرة التي يتكلم عنها النبي: “هوذا ضرب الصخرة فجرت المياه وفاضت الأودية” مز 20:78. لاحظ المستوى الذي وصلت إليه العروس في الارتفاع. لذلك اِستقبلت العروس ضربة تشبه ضربة موسى للصخرة حتى يفيض منها وتروى هؤلاء العطشى إلى كلمة الله (خر 6:17). بعد ذلك كشف الحراس جمال وجهها برفع إزارها. هذا هو المعنى الرمزي. غير أنه ليس هناك سبب للغيرة من أي شخص يستطيع أن يقدم تفسيرًا أفضل للنص من الذي يكشف الأسرار المخفية.