أفعل شيئاً واحداً
أيها الإخوة أنا ... أفعل شيئاً واحداً، ... أسعى نحو الغرض ... (في3: 13،14)
نعم « شيئاً واحدا »! ما أهم هذه الجملة بالنسبة للحياة المسيحية! وقديماً قال الرب يسوع للشاب الغني « يعوزك شيء واحد » (مر10: 21) كما قال لمرثا التي كانت منشغلة، وقد انتقدت أختها « الحاجة إلى واحد » (لو10: 42). كما قال بفرح الأعمى الذي أعطاه المسيح البصر » أعلم شيئاً واحدا
»! (يو9: 25). وشهد المرنم قائلاً
« واحدة (أي شيئاً واحداً) سألت من الرب وإياها ألتمس » (مز27: 4)!
لكن هناك مؤمنين كثيرين منشغلون في أشياء كثيرة، بينما سر التقدم هو التركيز في شيء واحد. لقد كان ذلك هو القرار الذي صار نقطة التحول في حياة د. ل. مودي. فقبل حريق شيكاغو المأساوي عام 1871، كان مودي مهتماً بتنمية خدمة مدارس الأحد، وأنشطة جمعيات الشباب وأنشطة أخرى. لكن بعد الحريق عزم على تكريس ذاته للكرازة فقط، وأصبح شعاره
« أفعل شيئاً واحدا » وقد سمع ملايين الناس صوت الإنجيل نتيجة لذلك القرار!
إن المؤمن يجب أن يكرس نفسه من أجل السعي في السباق المسيحي. فالرياضي لا ينجح إذا لعب جميع الرياضات، بل ينجح عندما يتخصص في لعبة واحدة. وربما يوجد رياضيون أكفاء في ألعاب متنوعة، لكن ذلك استثناء. أما الرياضيون الفائزون فهم الذين يركزون على الهدف ولا يسمحون لشيء أن يشتت نظرهم عنه؛ فهم مكرسون تماماً لدعوتهم. هكذا كان نحميا - باني السور - الذي أجاب على الدعوات المقدمة له بقوله
« إني أنا عامل عملاً عظيماً فلا أقدر أن أنزل » (نح6: 3). كذلك نقرأ في يعقوب1: 8
« رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه ».
إن التركيز هو سر القوة، فلو أن نهراً سمح له أن يفيض ليغطي ضفتيه، فإن المساحات حوله سوف تصبح مستنقعات ضحلة. أما إذا بنيت السدود عليه للتحكم في مياهه، فسوف يتحول إلى مصدر قوة وطاقة يمكن الاستفادة منها. إن الأمر في مُجمله يتعلق بالقيم والأولويات التي يحيا المؤمن لأجلها.