المواطنه وأحداث الفتنة
مقاله القس أنجيلوس جرجس
ثلاثة أحداث طائفية متكررة في شهر واحد تخبرنا عن خلل هام في منظومة المجتمع والقانون وسياسة الدولة. والثلاثة بنفس الشكل إشاعة عن بناء كنيسة ثم نداء طائفي متطرف لإنقاذ أرض المسلمين من دار الكفر التي في ذهنهم وهي الكنيسة، ثم تجمع مئات الرجال كبار وصغار مسوقين بوازع ديني متطرف يهدمون ويحرقون مساكن الأقباط ووصل الحال للقتل والحرق. وتتوالى الأحداث المتكررة، الأمن يأتي بعد الحريق ويقبض على مسلمين وأقباط ثم يأتي دور المصالحة بنفس الطريقة المعتادة، وكأنها وجبات جاهزة نخرجها من الثلاجة وقت الحاجة وندخلها في فرن نار الفتنة لتكون معدة. يجلس الأطراف للصلح وتعرض القيادة السياسية في المحافظة تعويض ويضغط الأمن على الأقباط لقبول الصفقة وينتهي الموضوع. وبعد عدة أيام تحدث نفس الحالة وذلك لأننا لم نحلل تلك الظاهرة ولم ندرس الأسباب ولم نهتم بالنتائج. ولا تريد الأجهزة المعنية أن تحل تلك القضايا إما تهاوناً أو تطرفاً أو اعتياداً لأن الطرف المعتدى عليه دائماً هم الأقباط وهم لاحول لهم ولا قوة أمام العنف والتطرف والقوانين العاجزة والشعارات الرنانة دون حقيقة واقعية.
ويطلب أعضاء مجلس الشعب الأقباط من المجلس مناقشة الفتنة وحلها فنرى تجاهل تام وعدم الاهتمام بها، وهذا له تأثير سلبي على شعور الأقباط بالمواطنة أو العدل. وأخشى أن يترسخ عند الأقباط شعور بأن الوطن الذي طالما كانوا له أوفياء في كل تاريخهم لم يكن هو وفياً لهم طيلة أيامهم.