يمكن تفسير هذا كالآتي: إذا كنتِ، أيتها النفس قد نظرت جميع الوصايا وتطلعتِ عقليًا من خلال شبابيك الآنبياء على الأشعة الساقطة عليك، فلا تهربي بعد ذلك إلى ظل الحائط، لأنها تكون فقط ظلاً للخير الذي يحل في المستقبل، فهي إذن لا توفر صورة صادقة للحقيقة. فلابد أن تعبر من الحائط إلى الصخرة القريبة منها. والصخرة قريبة من الحائط لأن الوصايا كانت الحائط الذي حفظ الإيمان بالإنجيل، وتعاليم الوصايا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتعاليم الإنجيل. مثال: لا تزن ولا تشتِه ولا تتنجس بالقتل، ولا تنجس قلبك بالغضب. ولما كان ملجأ الصخرة يقع قريبًا من الحائط فالمسافة بين الحائط والصخرة قصيرة. ويحدث تطهير من الخطية في كل من الحائط والصخرة، فيوجد خروف في كل منهما ودم وعبور، وهكذا في كل شيء آخر يتعلق بالحائط والصخرة لأنهما مرتبطان ببعضهما. إلا أن الصخرة روحية بينما الحائط أرضي، لأنه مصنوع من الطين الأرضي. وعلى الجانب الآخر لا يوجد بصخرة الإنجيل طين لحمي في تعليمها. يُختَن الرجل ولكنه يظل كاملاً ولا يعاني ضررُا في جسمه. ويحفظ السبت في عدم الوقوع في الخطية ولا يتوقف عن عمل الخير لأنه تعلَّم: “أن الوصايا تحُضّ على عمل الخير في السبت” (مت 12:12) مثل هذا الرجل يتناول طعامه دون الامتناع عن بعض الآنواع، ولكنه لا يمس أي شيء نجس أو غير نظيف. لقد تعلم بواسطة الصخرة: “أن كل ما يدخل الفم لا ينجس الإنسان” (مت 15: 17). يرفض الصخرة كل الملاحظات الجسدية للوصايا ويتسأمي بمعاني الكلمات إلى الدائرة الروحية والعقلية. وكما قال بولس عن: “الوصية الروحية” (رو 7: 14). لأن الشخص الذي يرفض الوصية يأتي إلى “ملجأ الصخرة” إلى الإنجيل، وهو قريب من الحائط المادي.