26 - 07 - 2016, 05:47 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
إن ما يقوله النص بمعناه اللفظي كالآتي يتكلم العريس من خلال الشبابيك مع العروس التي تسكن في الداخل ولا تمنعهم الحائط التي تفصلهم من المحادثة لأن رأس العريس تنظر من الشبابيك بينما تُبصر عيناه من الكُوى إلى داخل المنزل. إن التفسير الروحي لهذه الفقرة قريب من التفسير الذي سُقناه من قبل. يرفع النص في نشيد الأناشيد الطبيعةَ البشريةَ إلى الله بطريقة مُعينة وبنظام: أنه ينير بصيرتنا أولاً بالنبوءات وبأوامر الوصايا. (فنفهم أن الشبابيك ترمز إلى الآنبياء الذين أضاءوا لنا الطريق بنبوءاتهم، أما الكُوى فترمز إلى أوامر الوصايا المتشابكة. ومن خلالها يدخل النور الحقيقي إلى الداخل. ) أما الضوء الساطع فيأتي بعد ذلك عندما يظهر النور الحقيقي إلى هؤلاء الجالسين حسب طبيعتنا البشرية. تنير الكتابات النبوية والوصايا نفوسنا من خلال ما نتخيله كأنه شبابيك أو كوى ثم تحفز فينا رغبة قوية لرؤية الشمس خارج المنزل وأخيرًا، نصل إلى ما نرغبه لأنه أصبح حقيقة. دَعوُنا نستمع إلى ما يقوله الواحد الذي يكلمةا من وراء الحائط، أي الكنيسة من خلال الشبابيك والكُوى: “أجاب حبيبي وقال لي قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي. لأن الشتاء مضى والمطر مّر وزال. الزهور ظهرت في الأرض. بلغ أوان القَضْب، وصوت اليمامة سُمع في أرضنا. التينة أخرجت فّجَّها، وقعال الكروم تُفِيح رائحتها. قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي” [ع10-13].
ما أجمل أن يصف خلق الربيع حُسن هذا الفصل. يقول داود: “أنت نصبت كل تُخُوم الأرض، الصيف والشتاء أنت خلقتهما” (مز 74: 17). هو الذي أزاح كآبة الشتاء، وأعلن أن الأمطار التي أرهقتنا قد مضت. ثم أشار إلى أن الحقول قد أينعت وازدانت بالزهور. وأن الزهور تفتحت وجاهزة لمن يقطفها ليعمل منها مجموعات للزينة أو لتجهيزها لاستخلاص العطور. إن صدى الصوت يجعل الفصل ممتعًا، ويتردد غناء الطيور في بساتين الفاكهة، ويصل صدى صوت اليمامة الشجي إلى آذاننا. ويتكلم العريس أيضًا عن شجرة التين والكرم التي يُنبئ مظهرها الحاضر بالفرح بما ستنتجه في المستقبل القريب. فيظهر التين الصغير وغيره على الفروع الملساء وكلاهما يمتع حاسة شمنا بالرائحة الزكية. وهكذا يُظهر الكتاب المقدس مقدار الفرح في وصفه لصورة الربيع الغنية. إنها تضع الكآبة جانبًا ونتمتع بجمال الوصف. إنني اعتقد أنه بالإضافة إلى ذلك، يلزم لنا ألاَّ نتوقف في وصف هذه الأشياء التي تُدخل السرور إلى النفس. وبالأحرى يجب أن تقودنا هذه إلى الأسرار التي تتضح من خلال هذه الكلمات حتى نكشف ما تخفيه من كنوز. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مهاجمة سفر نشيد الأنشاد |
سفر نشيد الأنشاد |
سفر نشيد الأنشاد |
المسيح في سفر نشيد الأنشاد |
نشيد الأنشاد |