رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخوف الذي نعرفه
النبع والمصدر الرئيسي للتسلط والقهر والخوف هو الشيطان عدو كل صلاح. لأن التسلط إنكار للتجسد الذي يُعلن محبة الله في الحرية، والقهر جحدٌ لمن صُلِبَ لكي يُصالح الجميع لنفسه جاعلاً الأثنين واحداً في جسد واحد غير منقسم، والخوف هو رفض للمحبة وضد طبعها، لأنها تطرح وتطرد الخوف إلى خارج. لذلك فكل مَن يُميز هؤلاء الثلاثة [ التسلط – القهر – الخوف ] الذين يسيرون معاً في انسجام ظاهر، فقد اقتنى الإيمان الحي الحقيقي الذي منه الإفراز؛ وكل مَن يُعلَّم لكي يجمع أتباع لهُ هو محبٌ للرئاسة لأنه من اب هو إبليس، ومن يزجر الآخر لكي يخيفه ويرهبه، هو شخص محباً للقوة مثل سيدة الشيطان، فيُحمَّل الناس أحمالاً عسرة مثل سادة اليهود، ولا يشترك معهم في حمل أثقالها لأنه مريض بداء الكبرياء المُميت للنفس والذي يطعن الآخرين ويحزن قلبهم. فالخوف الذي نعرفه هو خوف واحد مقدس هو خوف الإيمان، أي التقوى، وعلامة خوف الإيمان الحي والعامل بالمحبة هي التمسك بالوصية، أما أنواع الخوف الأخرى، فهي ليس لها مكان في حياتنا. وتمييز الخوف الذي هو التقوى سهلٌ للغاية لأن معرفته تأتي بالبحث عن غايته؛ لأنه مكتوب أن راس الحكمة، أي بدايتها هي مخافة الله. |
|