رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إلى صاحب القلب المجروح ---------------- إلي كل قلب يحمل همّ ... داخله ممتلأ غمّاً وحزناً.... إلي كل نفس مُثقّله في هذا العالم أُهدي له مقال نيافة الأنبا كيرلس أسقف ميلانو لعله يجد بين أسطره ما يريح قلبه... ويزيح كربه... ويخفف من ثقل قلبه هذه رسالة أكتبها لك أنت يا صاحب القلب والمشاعر المجروحة ..أنت متألم.. وأنت مجروح .. هل منتظر حتى تنتهي هذة الآلام والجروح ؟! أم إنك أسلمت نفسك للضيقة .. والضيق أثقلتك وأجلستك ملقُ على التراب ؟! هل ما أنت فيه.. وما تراه كل لحظة من لوحة واحدة.. وأفقدتك القدرة على السعي للخروج بعيدا عن هذا الحبس المنفرد ؟! قم يا أبنى وانتفض من التراب.. حل نفسك من الرباط الذي حول عنقك.. أنت تشعر أن ليس لك نظير في الضيقة مثلك.. ولا معينا لك في هذا الكون..؟! لا يا أبنى .. صدقني.. أنت لست وحدك في هذا الكون.. فخالقك وخالق هذا الكون يسهر عليك وعلى الكل.. هو لا يغفل.. ولا ينام. أنت لا تحس.. ولا تشعر.. ولا ترى.. لأنك اكتفيت بأن ترى ضيفتك وآلامك وجروحك فقط . بينما يوجد شخص أخر في وسط الضيقات والمتاعب يقول " وإذ أتأمل ضميري أراك يالهى منتبهاً إلى بجهد عظيم كأنه لا يوجد في المسكونة إنسان غيري تسهر على وكأنك نسيت الخليقة كلها.. تهبني عطاياك كأني وحدي موضوع حبك . يا أبنى أنا لا اقلل من قيمة الجروح والمتاعب التى أنت فيها .. وأنت بريء منها أنا اعلم إنه توجد متاعب شديدة جدا وجرح مشاعر جناها أخوة وأخوات .. وأولاد ... وأزواج ...وأهل..وأقارب .. وأصدقاء من سلوكيات أخرين أنت في عمق الألم .. وأنا أريد أنا أدخل أليك وأتحدث معك .. ولا أريد ان أبقى معك في أعماق الحزن وأريد أن تخرج معي بعيدا عنها.. فلو بقيت أنا معك.. وشاركتك بنفس روح التفكير في الضيقة.. تُرى ماذا تكون النهاية؟! أنا.. وأنت نحتاج لثالث يصعدنا من روح اليأس .. أكلمك لأنني اعلم انه يوجد جرح بخدش الجلد يدخل ... وجرح آخر يدخل إلى العمق.. وجرح اكتر عمقا يدخل إلي القلب.. وإلى المشاعر . دعنى أسالك ماذا آخذت ؟ وماذا تأخذ بعد تفكيرك المستمر في هذة الضيقات ؟ صدقني .. مهما تطول الأعوام والأيام أنت لا تحصد شياً سوى الآلام والضيقة والحزن واليأس .. بعد هذا هل تريد أن تستمر في غلقك في نفسك ؟ أغلق على هذه الصفحة بأصابعك ومزقها بيديك وأنت أغلقت كل الأبواب عليك ولك زمان طويل.. اليوم هيا انهض قم أفتح نافذة مطلة على السماء مد يدك وتسلم رسالة مبعثة لك من عند الله .. آمل أذنك واستمع قول السيد الرب وهو ينادى لوط قائلا "اهرب لحياتك" حياتك ثمينة جداً عند الله .. فاهرب لحياتك لا تقف في هذه الدائرة .. ولا تنظر إلى الوراء اهرب إلى الجبل لئلا تهلك تفكيرك الكثير في الضيقة والمتاعب يفقدك حياتك .. لذا عليك أن تسمع لقول السيد الرب وتستجيب بأن تهرب لحياتك .. بالبعد عن هذا التفكير . دعنى أسالك ؟ هل عبارة اهرب لحياتك قالها السيد الرب للوط وحدة ؟ عليك أن تقراها مرة أخرى بالحقيقة هي كلمة الحياة لكل من يقبلها. يا صاحب القلب المتألم والمجروح .. لا تحبس نفسك بنفسك حياتك ثمينة جدا عند الله خالقها.. ويجب إن تكون ثمينة جدا عندك فلا تعدمها بيديك .. ولا تطعمها بالتفكير في المتاعب والضيقات ولا تسقها بالظلم الواقع عليك ههذا ليس طعاما لها ولا شراباً بل طعماً وسماً لهلاكها . وبالمثل ياصديقى .. اسمع معي هذة العبارة"لا تنظر إلى الوراء" ...أليس هذا هو أقوى علاج لك أقوى تأثير لو أنت استجبت واستمعت لكلمة السيد الرب .. أنت تعلم من هو القديس بولس الرسول .وكيف كان.. وماذا أصبح .. لقد عاش بهذا المفهموم "لا تنظر إلى الوراء" اسمعه وهو يقدم لنا سر النجاح " أنسى ما هو وراء .. وامتد إلى ما هو قدام " كان ينظر إلى المسيح المخلص والفادى والمنقذ ياصاحب القلب المتألم أنا لا أعاتبك إنما أود إن أقول لك بان التفكير المستمر في الضيقة يفقدك جمال الحاضر ليتك تغلق عينيك عن التطلع في الضيقة وارفعها دائما نحو الله المعين لكل الملتجئين اليه ودعة يعمل معك بطريقته سواء بان يرفعك عن الضيقة أو أن يرفع الضيقة عنك الدرس الذي يجب أن تدركه هو أن لا تصنع ضيقة ولا الماً لنفسك ولا لمن حولك والدرس الأخر الذي يجب أن تتفوق فيه أن تُخرج الذين في الضيقات بصبرك وشكرك على الضيقة . نيافة الانبا كيرلس اسقف ميلانو |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القلب المجروح |
صلاة من أجل شفاء القلب المجروح |
من ادويه القلب المجروح |
كلام حزين من القلب المجروح |
كلام حزين من القلب المجروح |