رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يسوع المسيح والحضارة
كان السؤال المتعلّق بشخص يسوع المسيح، وما يزال إلى الآن، موضوعاً محورياً في كل التاريخ الكنسي في الغرب والشرق على السواء. وهذا أمر بدهي، لأن شخص يسوع المسيح هو المركز والمرمى الأخير لكل الحياة المسيحية. الحياة الكنسية متداخلة مع المسيح في الصميم، حتى إن رؤيانا له، هي نفسها رؤيتنا للكنيسة. وفي كل العهد الجديد، وكل التقليد الآبائي، لا ينفصل شخص المسيح الكلمة المتجسد، عن الكنيسة. والقديس غريغوريوس النيصصي يلفتنا، على نحو خاص، إلى أن الكنيسة تدعى مراراً المسيح على لسان الإلهي بولس (راجع حياة موسى). وهو نفسه يقول: “من يرَ الكنيسة، يرَ المسيح أمام عينه” والحياة الكنسية، أو الحياة في الكنيسة هي الشركة الحيّة والفريدة مع المسيح. يمكننا أن نبدأ أطروحتنا بالسؤال التالي: ماذا تقدم الكنيسة للعالم مما هو غير معروف من قبل؟ لا بل حريّ بنا أن أصوغ سؤالي على نحو أبسط: ما هو الجديد والفريد في المسيحية؟ الجواب هو: يسوع المسيح كلمة الله المتجسد. إن فرادة الإنجيل المسيحي تكمن في أنه لا يقدم للعالم لاهوتاً نظرياً، كما ولا يقدم لاهوتاً عملياً جديداً، بل حقيقة جديدة، وفريدة هي شخص يسوع المسيح. لقد افصح القديس سمعان اللاهوتي الجديد عن ذلك بجلاء عندما قال: البداية هي المسيح، والوسط هو المسيح، والنهاية هي المسيح. المسيح في كل شيء، وهو نفسه كان في البدء، والأمر نفسه مع الوسط وفي النهاية على السواء. المسيح هو الكل في الكل (كولوسي 3: 11). |
|