![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
عن عظة لأبينا القديس أنبا أنطونيوس تحت عنوان ( حياة ) فليُقنع المرء نفسه من مثل هذه الأمور أن لا يستخف بها ، لاسيما إذا اعتبر نفسه خادماً للرب وعليه أن يخدم سيده ، فكما أن الخادم لا يجرؤ أن يقول : لأنني عملت بالأمس فلن أعمل اليوم ، ونظراً لما عملتهُ في الماضي فلن أعمل في المستقبل ؛ بل – كما هو مكتوب – فليُظهر كل يوم نفس الاستعداد لإرضاء سيده وأن يتجنب المخاطرة . إذن فلنظل ثابتين كل يوم في نسكنا عالمين أننا لو تغافلنا يوماً واحداً فلن يغفر لنا الرب من أجل الماضي ، بل إنه سيغضب علينا لأجل إهمالنا كما سمعنا أيضاً في سفر حزقيال النبي ( حز 18 : 24 و 26 ) ، وكما أضاع يهوذا كل تعبه في ليلة واحدة . لذلك ، يا أبنائي ، فلنتمسك بنسكنا ولا نكن متهاونين ، لأن الرب مشارك لنا في العمل النسكي كما هو مكتوب : " الله يعمل للخير مع جميع الذين يختارون الخير " ( رو 8 : 8 ) . ولكن لكي نتجنب أن نكون متغافلين فجيد أن نذكر كلمة الرسول : " أموت كل يوم " ( 1كو 15 : 31 ) ، لأننا إن كنا نحن أيضاً نعيش كأننا نموت كل يوم فلن نُخطئ ، ومعنى ذلك أننا عندما نستيقظ كل يوم يجب أن نذكر أننا لن نبقى حتى المساء ، وأيضاً عندما نرقد لننام ينبغي أن نذكر أننا لن نستيقظ ، لأن حياتنا بالطبع غير مؤكدة ، والعناية الإلهية تمنحها لنا كل يوم ، ولكننا إذ نرتب حياتنا اليومية على هذا المنوال فلن نسقط في خطية أو تكون لنا شهوة لأي شيء أو نُبقي في نفوسنا غضباً على أي أحد ، أو نكنز لنا كنزاً على الأرض ، بل يتوقعنا الموت كل يوم فلنكن بلا ثروة ولنغفر لكل الناس على كل شيء ، ولا نُبقي لنا أية شهوة إطلاقاً للنساء أو لأية مسرة حقيرة أخرى ، بل فلنتحول عنها كأنها عبرت وولَّت ، ولنداوم على الجهاد والتطلَّع إلى يوم الدينونة ... أنظر فردوس الآباء ( بستان الرهبان الموسع ) الجزء الأول إعداد رهبان بريَّة شيهيت ص 112 - 113 |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأنبا أنطونيوس وجب أن نتمسك بنسكنا ولا نتغافل |
الجهاد الروحي |
الأمانة في الجهاد |
الجهاد والبتولية |
اذ لكم الجهاد |