صانع القربان

[بنت معلم الاجيال]

صانع القربان

في قرية صغيرة من قري الصعيد كان ابونا جالسا عندما جاء اليه شخص يبدو عليه الوقار والحكمة وسلم علي ابونا وطلب منه ان يساعده في الحصول علي عمل بالكنيسة وخصوصا انه يجيد عمل القربان فوافق ابونا علي طلبه بشرط ان يكون مواظبا علي التناول والصوم والصلاة .
وبالفعل بدأ عم يوسف القرابني عمله الجديد ونال محبة ابونا لدرجة انه عهد اليه بتعليم ابنه الصغير الالحان الكنسية حيث لاحظ ان عم يوسف يحفظها جميعا ....... ومرت الايام وتنيح ابونا وتمت رسامة ابنه كاهنا في نفس الكنيسه 00 وكان الجميع يحب عم يوسف جدا لاخلاقه ومحبته وتواضعه .
وفي ذات ليلة فوجئ ابونا بطرق علي الباب ففتح وكان الطارق هو عم يوسف ودار الحوار التالي :.
ابونا : خير ياعم يوسف فيه ايه ؟
عم يوسف : خير ياابونا انا كنت عايزك في موضوع .
ابونا : اتفضل ياعم يوسف تعالي خير ؟
ودخل عم يوسف وجلس مع ابونا وزوجته ثم قال لابونا : انا كنت عاوز اصلي القداس بكره
فقال له ابونا وماله ناخد بركة خلص القربان وتعالي احضر القداس
فقال له عم يوسف : لا انا كنت عاوز اصلي القداس ككاهن .
وهنا تغيرت ملامح ابونا ووبخ عم يوسف علي مايطلبه وانه شئ خطير وغير مقبول 0000 الخ
وبهدوء شديد ووداعه قال له عم يوسف :
انا راهب قمص منذ 30 عام في احد الاديرة القريبة وغدا هو اخر يوم لي في هذا العالم وكنت ارجو ان اصلي القداس ليكون اخر وداع للمذبح.
وهنا عقدت المفاجأة لسان ابونا وبكت زوجته وبعد فترة سكون ووسط دموعه طلب منه ابونا يخبره بكل شئ 0000 فقال له عم يوسف ( ابونا الراهب ) : انا راهب منذ 40 عاما ومارست تداريب روحية تحت اشراف اب اعترافي وفي يوم طلبت منه ان امارس الاتضاع الحقيقي فاخبرني ان اذهب الي قرية قريبة واعيش هناك كخادم فقير وان اكون اقل الكل .
فجئت الي قريتكم وقابلت والدك ابونا المتنيح وطلبت منه العمل قرابني في الكنيسة والباقي قدسك تعرفه 000000 ووسط بكاء ابونا وزوجته وذهولهما طلبا منه ان يسامحاه ان كانا قد ضايقاه في يوم من الايام ولكنه بمنتهي المحبه طلب منهما ان يسامحاه ان كان قصر في عمله 0000
وبسرعة انتشر الخبر في القرية الصغيرة ان عم يوسف القرابني هو راهب كبير فلم تنم القرية ومنذ الفجر توجه الجميع الي الكنيسة التي ازدحمت عن اخرها 000 وبالفعل بدأ القداس وفوجئ الجميع بصوت ملائكي يشدو بصلوات القداس ( عم يوسف ) واستمتع الجميع بصوات القداس وكأنهم في السماء 000 وبعد انتهاء القداس اختفي عم يوسف ( ابونا الراهب ) وذهب الجميع الي غرفته الفقيرة فوجدوا الباب مفتوحا وعم يوسف ( ابونا الراهب ) راقدا علي السرير بوداعة وقد تنيح والغرفة مليئة برائحة البخور 000 وتم نقل جثمانه الطاهر الي ديره حيث تم دفنه !!!!!!!!!!!!!!!!!!