رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نظرة رعائية إلى الكنيسة لم يُطرح في التاريخ سؤال: ما هي الكنيسة ؟ ليجاب عنه بتحديد أو تعريف. ذلك لأن الكنيسة ليست حدثاً جامداً يبقى هو هو على مر الأزمان ولكنها واقع يتكيف حسب العصور ويتطور حسب الحاجات ويتغير فيه مركز الثقل كلما دعا إلى ذلك داع موجب. فماهية الكنيسة هي، في النهاية، كيفيتها، حياتها الواقعية، حياتها الرعائية في التعليم والتدريب. ماهية الكنيسة ليست شيئاً تحصره المفاهيم أو التحديدات. واللاهوت في هذا الموضوع جاء على أثر الهرطقات في الكنيسة والشقاقات. وقد جاء ليميّز الكنيسة الحقيقية من الكنيسة المزيفة. وتعريف الكنيسة تعريفاً لاهوتياً لم يتبلور إلا في حقبات متأخرة. ولذا فهو بطبيعته دفاعي ووليد ظرف خاص وأوضاع خاصة. ولذلك هو أيضاً لا يكفي. واقع الكنيسة الرعائي هو تعريفها وليس من لاهوت للكنيسة يتجاهل ذلك الواقع إلا وكان مبتوراً أساساً. والكلمة نفسها أعني “الكنيسة” قلما وردت في الكتاب المقدس. وهذا أيضاً من أسباب صعوبة إدراكها نظرياً واكتناه مضمونها. وإن قول المخلص: “أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها” يضع الباحث أمام كيان عجيب غريب. فهو أحياناً مزدهر وأحياناً لا، يتكلم بالروح ويقوم عليه ولكنه لا يعكس ذلك الروح دائماً. وهو الوجود الحي المندفع أبداً إلى الأمام ولكنه في أحيان كثيرة تفوح منه رائحة القبر ويتشح بلباس الموت الشاحب. كل هذا دعا إلى حيرة اللاهوتيين كلما شاءوا التطرق إلى الموضوع الذي نحن بصدده. كما كان هذا أيضاً سبب تعدد الآراء فيه. |
|