رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الارتقاء في العمل
لقد سجَّل نحميا وظيفته في بابل؛ «كنت ساقيًا للملك»، ليُرينا قرعته ومسؤوليته. فمن يشغَل هذا المركز كمنصِب رئاسي في القصر كان لا بد أن يتَّصف بصفات بعيدة عن الشُبهات، كما يجب أن تبرز فيه الحكمة العملية. لقد كان عليه أن يتذوَّق الخمر قبل أن يُقدِّمها للملك، لكي يحمي الملك من احتمال تسمُّمه وموته. لقد كان يُعرِّض حياته للخطر، هذا من جانب، ولكن من جانب آخر كان نحميا في تمام الثقة أنه موضوع الحفظ الإلهي. وهذا ما أعدَّه لمواجهة العدو في أورشليم بذات التصميم وبالاعتماد على إلهه ( نح 4: 4 ، 9). لقد تعلَّم قوانين الحكومة وعايَنها بوضوح في أعمال قصر الملك. وهذا قد أعانه وجعله مؤهلاً للقيام بالعمل الذي كلَّفه إياه الله، لكي يُعيد بناء أسوار أورشليم، ويتولى الحكم بين شعب الله المختار. لقد رفض نحميا أن يأخذ نصيب الوالي من أموال الضرائب التي كانوا يجمعونها في أورشليم، وظل مستقلاً عنها ويصرف من جيبه الخاص (5: 8، 10، 14، 17). وظل وكيلاً أمينًا لِما أعطاه الله من خلال عمله كساقي الملك. ولقد كانت سِمات نحميا الأدبية أكثر أهمية من وظيفته. ويُمكننا أن نتبيَّن رابطته القوية بإلهه ( نح 1: 4 -11). لقد كان رجل الصلاة قبلما دُعيَ إلى القيام بعمله الخاص. إنه عرف أن الله الحي قادر أن يُسدِّد كل أعوازه (2: 4)، وأراد أن يُشارك الآخرين في ثقته بالله (2: 18، 20؛ 1: 9، 10). وبسبب هذه السِمات الأدبية فقد جهز الله هذا الخادم بعمله في قصر الملك لتتميم العمل الذي وضعه الله عليه في أورشليم. كان نحميا رجل الصلاة (1: 11)، واثقًا في إلهه (1: 11؛ 2: 4)، ومنحصرًا في مجد الله والمكان الذي اختاره ليحل اسمه فيه (8: 1-18؛ 13: 6-13، 15-21). وبسبب روابطه الحلوة مع الملك ومع اليهود (1: 11؛ 2: 2؛ 13: 6؛ 2: 18؛ 5: 1-6)، كان يسعى بقوة لفائدة شعب الله ( نح 1: 2 )، ومُتدرِّبًا في طرق الحكم (1: 11؛ 2: 1-8)، راغبًا أن يخدم الله (1: 11)، كوكيل صالح على عطايا الله (5: 8، 10، 14، 17، 18). هذه الحقائق مُعطاة لكي نُقارنها بما لنا من صفات وكفاءات. فهل أنت مُلتصق بربك وبمخلِّصك بالصلاة والثقة في عنايته اليومية؟ صلِّ يا أخي العزيز ليكون عملك هذا بمثابة تدريب فعلي لإعدادك للعمل الخاص ذي الطابع الإلهي |
|