دستور الإيمان:
عند انتهاء ترتيل “بآبٍ وابن وروح…” يعلن الكاهن: “الأبواب، الأبواب بحكمة لنصغ” ويتلو الشعب دستور الإيمان: “أؤمن بإله واحد..”. في القديم، كان الاعلان: “الأبواب الأبواب” تنبيهاً لحافظي أبواب الكنيسة كي يتيقظوا ولا يسمحوا لأي من الموعوظين الذين يستعدون للمعمودية بالدخول إلى الكنيسة بعد هذا الإعلان، لأنه يحق للمعمدين فقط الاشتراك في الذبيحة الإلهية. اليوم، يدعونا الإعلان إلى إغلاق كل الأبواب المؤدية إلى قلوبنا والتي قد يدخل عبرها أي فكر شرير يعرقل اشتراكنا بجسد ودم الرب أو يمنعه، وإلى فتح ذهننا لكي نعي هذا الإيمان الذي نحن مزمعون أن نعلنه.
أما دستور الإيمان فهو بالتحديد اعلان النقاط الأساسية للعقيدة والإيمان المستقيم الرأي (الأرثوذكسي) حول الآب والابن والروح القدس والكنيسة والمعمودية وقيامة الموتى والحياة في الدهر الآتي. وقد أُدخل هذا الدستور إلى القداس الإلهي في بدايات القرن السادس لأن الكنيسة تعي أن وحدة الإيمان بين الجماعة الكنسية أمر بديهي لابد منه، وإن هذه الوحدة شرط أساسي للمناولة المشتركة. هكذا يتضح لنا وصف القديس اغناطيوس الأنطاكي لسر الكنيسة على أنها سر الوحدة بالإيمان والمحبة (مغنيسية2:1) “لأن القلب يؤمَن به لله والفم يُعترف به للخلاص”(رومية1:10)، لذلك في كل قداس إلهي نعترف “بفم واحد وقلب واحد” بإيماننا ونعلن استعدادنا لتقبّل هذا الإله الذي نعترف به في دستور الإيمان داخلنا.