يتكلم الآباء القديسون عن نوعين من الثايوريا (معاينة الله). يوجد نوع من العمل والنعمة “يُستَقبَل“، ونوع آخر “يُفهَم“.إنهم يعلِّمون أن هذين النوعين من الثايوريا بعيدان عن بعضهما البعض كبعد المشرق عن المغرب، وكبعد السماء عن الأرض؛ وأن الواحد يسمو على الآخر كما تسمو النفس على الجسد. تكون الثايوريا “المستَقبَلة” أكثر إمتيازاً. إنها تتولد في القلب “بواسطة الله نفسه“، وهي أيضاً تنقل هذه الطاقة والنعمة إلى الجسد خارجياً. تكون الثايوريا “المفهومة” في مرتبة أدنى. إنها تتكون “خارجياً، ومن خلال أن يؤخذ في الاعتبار كيفية توجيه وتنظيم الأشياء المخلوقة بطريقة جيدة. إنها تصل إلى الله في إيمان بإطراد من خلال تجميع الصور المختلفة إلى شبه الحقيقة“. الثايوريا “المستَقبَلة” تتولد في القلب بواسطة الله، على حين أن الثايوريا “المفهومة” تأتي من التطلع إلى خليقة الله وعنايته المدبرة. يتضمن النوع الثاني من الثايوريا عنصراً من الخيال. يكون النوع الأول، أي الثايوريا “المستَقبَلة“، هو معاينة الله المحضة، التي تسمى أحياناً علم اللاهوت الإيجابي.