26 - 06 - 2016, 07:48 PM
|
|
|
..::| الاشراف العام |::..
|
|
|
|
|
|
كتاب الغيرة الأخوية و تفهم الوالدين – كوستي بندلي
حمل
كتاب الغيرة الأخوية و تفهم الوالدين - كوستي بندلي
http://www.4shared.com/office/xtN40uNUba/_____-__.html
نبذة مختصرة عن الكتاب:
إنه كتاب آخر متخصص في موضوع محدد من موضوعات تربية الأبناء للمربي والمفكر اللبناني القدير كوستي بندلي. في هذا الكتاب تتعرف على أسباب الغيرة الأخوية و أبعادها و كيف نواجه هذه الغيرة الأخوية فهناك 1- أسباب عامة: إذ أن الغيرة الأخوية هي في الأساس معاناة طبيعية لابد أن يجتازها بشكل أو بأخر و بنسب متفاوتة من الحدة كل ولد يواجه بوجود أخوة أو أخوات إلي جانبه في الأسرة، إذ أنه يشعر بولادة طفل آخر أنه لم يعد محور اهتمام الأم الوحيد ويخيل إليه أنها تخلت عنه لصالح منافسه.
2- وضع الولد الأكبر: إذ أنه عاش فترة كان فيها مركز الكون و خصاه أبواه بكامل رعايتهما دون سواه فلا عجب أن تشق عليه بنوع خاص ولادة من يشعر به أنه خلف له أتى لينتزع منه امتيازاته، بل أنه قد يتوهم بمنطقه الطفولي أن والديه إنما أنجبا طفلا آخر لأنهما لم يعودوا راضيين عنه لأنه قد فقد قيمته في أعينهما.
3- وضع الولد الأوسط: فهو من جهة, دون الأكبر منه, عمرا و خبرة ولذا يحرم أن يلعب في الأسرة دورا معادلاً لذاك الذي يلعبه هذا الأكبر وأن يتمتع بمكانته ويشعر أنه لا يمكنه بحال من الأحوال أن يستلحقه. ومن جهة أخرى فهو يعاني من الأخ الذي يليه إذ قد أزاحه من الموقع المتميز الذي يتمتع به دائما لفترة ما آخر المواليد. قد يصيب ولد الوسط إحباط مزدوج وقد يعتريه شعورا بأنه إنما مهمَل وهامشي مما يؤجج الغيرة عنده.
كما تقرأ في هذا الكتاب عن الغيرة المعاشة وأبعادها:
أولاً: ازدواجية المشاعر لدى الولد الغيور
أن الطفل لا يخلو من مشاعر إيجابية, وعفوية أيضاً, حيال منافسه الأخوي تتصارع في نفسه مع المشاعر السلبية.
ثانياً: إيجابيات الغيرة
فالغيرة الأخوية مرشحة لتكون، إذا عيشت في شروط ملائمة أي في تلاحم حميم بين العداء و الحب، حافزاً للنمو والانطلاق والنضج، ذلك لأنها تسمح للطفل أن يتخطى اعتقاده الوهمي الأول بأنه مركز الكون ومحوره فيكتشف حدوده وبآن معاً يكتشف تمايزه وفرادته إلى جانب اكتشافه بأن للآخر وجوداً متميزاً ومستقلاً لا يستطيع هو أن يستأثر به ويتملكه.
هكذا يتمرس الولد على قبول الآخر كآخر وعلى الدخول في علاقة حقيقية معه ويبدأ تدريب الولد على مواجهة متطلبات الحياة الاجتماعية كما تتاح له فرصة للنضج واكتساب القدرة على الاتصال بالغير لا تتاح للولد الوحيد. كما تحفزه الغيرة الأخوية للنمو حيث أنها تساعده على الانسلاخ عن النمط الطفلي. إنما يشترط كي تتحقق إيجابيات الغيرة أن يتم التوازن بين العنصرين اللذين رأينهما يتجاذبان في وجدان الولد الغيور؛ ألا وهما (الحب والعدوان) بحيث يندمجان فيلطف كل منهما الآخر فلا يؤول العدوان إلى رفض الآخر أو السعي إلى إيذائه وتدميره بل إلى مجرد التمايز عنه وتأكيد الفرادة الذاتية حياله. و لا يؤول الحب إلى ذوبان في الآخر بل إلى الارتباط به والتناغم معه والتعاون وإياه والمشاركة الوجدانية معه.
ثالثاً: المظاهر السلبية للغيرة، ويمكن تلخيصها بثلاثة عناوين:
1- العدوان السافر 2- العدوان المكبوت 3- النكوص إلى مراحل طفولية بدائية
كما تقرأ في هذا الكتاب عن كيفية مواجهة الغيرة الأخوية، كالآتي:
أولاً: أن نعد الولد لمجئ (الدخيل) وإليكم بعض وجوه هذا الاعداد:
1- ينبغي إخطاره مسبقا بمجئ أخ أو أخت له مما يوفر عليه صدمة مفاجئة، على أن لا يتم هذا الاخطار قبل الحدث بفترة طويلة إذ أن الطفل الصغير لا يسعه أن يقيم حساباً للزمن الطويل.
2- يمكن أن نطلب منه المساعدة على ترتيب كسوة المولود وأقمصته ويحسن أن ندعه يلمس هذه الأشياء كلها.
3- قبل ذهاب الأم إلى دار التوليد ينبغي أن نشرح للطفل بدقة ما سوف يجري ولماذا والدته مضطرة إلى مغادرة المنزل وعدد أيام غيابها وأين سوف يكون هو في تلك الفترة ومن سوف يهتم به وكيف سيمضي وقته وكيف سيتمكن من الاتصال هاتفياً بأمه.
4- عند عودة الأم من دار التوليد ينبغي تحريرها بعض الشئ من عبء العناية بالوليد كي يبقى لها متسع من الوقت تمنحه للطفل الأكبر وكي يتسنى لها أن تشعره أنه لا يزال مهماً جداً في نظرها.
5- إذا رغب الولد في حضور عملية إرضاع الوليد فليكن له ذلك وإلا فلا.
ثانياً: أن لا نرتاع أمام الغيرة التي يبديها أولادنا، فنعتبر أن الولد الغيور شريراً يكره أقرب الناس إليه أي أخاه بل على العكس نعتبر الغيرة ظاهرة طبيعية في حياة الولد وأن مظاهرها السلبية إنما هي عبارة عن معاناة وألم أكثر منها عيب.
ثالثاً: أن نشعر الولد بأنه مسموح له أن يغار وأن يعبر عن غيرته بشكل معقول:
رابعاً: مجالات التنفيس المعقول عن الغيرة:
فعند الطفل الصغير تكون الأعمال التعبيرية اللفظية حيث الشحنة العدوانية في عدوان رمزي، وعند الطفل الأكبر يكون التعبير اللفظي والإفصاح عما يعتريه من نزعة عدائية تجاه منافسه الأخوي فإن التعبير الكلامي الذي كثيراً ما يضطرب لعنفه الأهل ويستنكرونه أو يحاولون تجاهله, يكون له الفضل بأن يكون متنفسا يغني الولد عن ترجمة عدائية بالأفعال.
خامساً: تأكيد حبنا للولد الأكبر، وهذا يتم من خلال الإكثار من تعابير الحنان الموجهة إليه بحيث يستعيد طمأنينته التي تزعزعت من جراء ولادة أخ له، كما من شأنها أن تخفف من حدة غيرته وتساعده بالتالي على تغليب المحبة على العداء في علاقته بأخيه الأصغر.
سادساً: مساعدة الأخ الأكبر على تقبل الكبر وعلى تخطي حنينه إلى إمتيازات الصغر، وذلك يكون بأن 1- نسمح له, إذا شاء, بأن يعود إلى الوراء مرحلياً،
2- بأن لا ننفره من الكبر بمقارناتنا،
3- بأن لا نثقله بالمسئوليات،
4- بأن لا نفرض عليه عناية قسرية (إجبارية) بأخيه الأصغر،
5- بأن نبين له التفوق الذي يمنحه الكبر.
سابعاً: اتخاذ الموقف المناسب حيال الأصغر:
بأن نمتنع قدر الإمكان عن تخصيص الأخ الأصغر بما سبق أن استعمله الأكبر من ملابس وألعاب بما قد يشعره بالدونية. أيضاً أن نساعد الأصغر على تفادي الشعور بأن هوة سحيقة تفصل بينه وبين الأكبر منه، وبأنه محكوم عليه حياله بدونية نهائية، فنحفزه على الإدراك بأنه هو أيضاً بصدد اكتساب المهارات والقدرات التي سبق للأكبر أن اكتسبها بفعل نموه. كذلك أن نساعد الأصغر على إيجاد مجال يستطيع فيه تأكيد ذاته خارج محيط الأسرة بين رفاق سنه.
ثامناً: إيلاء (إعطاء)اهتمام خاص للولد الوسيط:
تاسعاً: تحاشي المقارنة بين الأخوة، فالمقارنة ولو كانت ضمنية وغير معبر عنها بشكل صريح, يحسها الولد وتثير غيرته ونحن نغذي بهذا السلوك نفوره ممن نتخذه موضوعاً للتفضيل, فكيف له والحال هذه, أن يتشبه بمن ينفر منه (إذا كان القصد من مقارنتنا دفعه إلى التشبه بسواه ممن نفضل سلوكه).
عاشراً: تحاشي التدخل في المشاجرات الأخوية:
وما يجب أن يزيدنا تحفظاً حيال التدخل في هذه المشاجرات الأخوية الطبيعية كونها إلى حد ما وسيلة يستخدمها الأولاد لاستدراج الوالدين إلى إبداء انحياز لطرف على حساب الطرف الآخر. ولكي نكون أقل انفعالاً حيال مشاجرات أولادنا وبالتالي أقل تدخلا فيها, ينبغي أن ندرك أن لهذه المشاجرات حسناتها على كل حال, إذ من شأنها أن تدرب أولادنا على الصراع الذي لابد و أن يواجهوه في المجتمع فيتعلم كل منهم من خلالها أن يؤكد ذاته مع مراعاة وجود الآخر.
|