26 - 06 - 2016, 11:32 AM
|
|
|
❈ Administrators ❈
|
|
|
|
|
|
شاكرين في كل حين على كل شىء في أسم يسوع المسيح
أفسس 20:5
الشكر الذي نرفعه الى الله في الرخاء أو الضيقات هو واجب وضروري في كل يوم أو في الوقت الذي ننال منه النعم والبركات والنجاح في أعمالنا ، وكذلك في وقت المرض والفشل والضيقات كما نقدم له شكرنا في وقت التجربة وهو أفضل عند الله من الشكر الذي نقدمه له ونحن في وقت الغبطة والفرح متذكرين تجارب أبينا أيوب ومواقفه كيف كان يقدم لله الشكر في بلاياه ، وكان ذلك أفضل عند الله من كل الخيرات التي قدمها أيوب للفقراء قبل التجربة . فالشكر إذاً مهم في حياتنا الزمنية القصيرة ، وفي صلواتنا نرفع الشكرالى الله ، لأن الشكر كما يقول القديس غريغوريوس هو أهم من تنفسنا . حيث يقول ، أن لكل شىء وقت ولكن للشكر هو كل الوقت . أما العلامة أوريجانوس فيقول ( من يشكر الله وقت الفرج يكون كمن يرد دينه عليه ، أما عن يشكرفي وقت الضيق يكون كمن صار دائناً له !! ).الله يعيننا وقت التجربة عندما نقدم له الشكر ، وتلك المعونة هي ثمة شكرنا له . الرب يسوع الأله والأنسان عاش معنا ، وكل من لجأ اليه لم يخرج من عنده خائباً ، أنه باقي معنا الى نهاية الأزمنة وحسب وعده . فعندما نكون في مرض أو حزن أو عوز فعلينا أن نقدم له الشكر أولاً لأجل تلك التجربة ، فهو سيمنحنا بأرشاد الروح القدس قوة ويوضح لنا القصد الألهي من تلك التجربة وكيف نتحملها ونسلك أثنائها بصبر وثبات وأيمان راسخ ، ونتأمل بمقاصد الله من تلك التجربة الى أن نجتازها بسلام فنحصل على البركات المحفوظة لنا في السماء . وكما يقول الرسول بولس ( لأنه قد وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضاً أن تتألموا لأجله ) " في 29:1 " فهو بذلك يوضح أن تكون التجربة فرح فنميّزها عن غيرنا الذين يحزنون في وقت التجربة بسبب ضعف الرجاء عندهم ، أما نحن المؤمنين فنحسبها فرح وتكريم ومجد لأنها رمز وفرصة لمشاركة رب المجد في حمل الصليب ولبلوغ القيامة . يجب إذاً أن يكون للمؤمن قلباً مستعداً لأحتمال كل شىء وتضحية كل شىء حباً بالمسيح الذي ضحى من أجل الجميع . ولأجل المسيح يجب أن ننكر ذواتنا لكي نصبح تلاميذ أوفياء له فنتمم قوله ( إن جاء إلي أحد ، ولم يبغض أباه وأمه وزوجته وأولاده وأخوته وأخواته ، بل نفسه أيضاً ، فلا يمكنه أن يكون تلميذاً لي ، ومن يحمل صليبه ويتبعني ، فلا يمكن أن يكون تلميذاً لي ) " لو 15 : 26-27 ". هكذا نسير في طريق الرب ونتخطى نحوه ونقترب منه . أنه طريق الصليب والمصاعب ، هذا هو الدرب الذي ساروا عليه القديسين ، أنه الأصعب والمؤدي الى الباب الضيّق الذي منه ندخل الى الملكوت الأبدي . هنيئاً للنفس التي تتحمل التجربة بفرح وشكر . لهذا نطلب من الرب في صلاتنا الربية أن لا يدخلنا في التجربة ، وإن سمح للمجرب لكي يختبرنا فنقول " نجنا من الشرير " . علينا أن نتقبل التجربة التي سمح بها الرب للمجرب لكي يجربنا ، نقبلها بأيمان راسخ وصمت ونتحملها بهدوء وسكينة وتواضع ، والتواضع هو أقوى سلاح مخيف يمتلكه المؤمن ضد المجرب المتكبر . وبصمودنا ننتصر وننال بعد التجربة بركة من لدن الرب الذي يفرح بثباتنا ، أنه يتركنا في التجربة لأنه يرى فيها منفعة ومكافأة تخدم حياتنا الروحية لهذا يسمح بها ولا يرفعها عنا حتى تتحقق مقاصده فيها . صلوات الكثيرين مليئة بالطلبات التي ترتكز على المطالب الشخصية وبسبب الألحاح لتلك المطالب تُنسى كلمة الشكر التي ينتظرها الرب من أبنائه ، مع أن الشكر هو دليل الأيمان الحي الناضج . مثال : رفع البرص العشرة أصواتهم الى يسوع قائلين ( يا يسوع ، يا سيد ، أرحمنا ! ) فرحمهم السيد وشفاهم ، لكن لم ياتي الى يسوع ليقدم له الشكر إلا واحداً . جاء اليه وهو يمجد الله بصوت عالي ، وخر على وجهه عند قدميه مقدماً له الشكر ... فقال يسوع ( أين التسعة ؟ ألم يوجد من يعود ويقدم المجد لله سوى هذا الأجنبي ؟ ) " لو 17: 13-18 " . إذاً للشكر أهمية كبيرة في حياتنا كل يوم وليس مرة واحدة في السنة كما تخصص الدول يوماً واحداً ااشكر في السنة يسمى ( يوم الشكر) لكن على الأنسان أن يشكر الله في كل حين ، والله يظهر للأنسان الشاكر محبته وعظمته وخاصةً وقت الآلام حيث يمد يده القوية لكي يختم تلك الآلام بالفرح ، والأهم من ذلك سيزيد أيمان المؤمن الصابر والشاكر للرب لأنه يعلم بأن تلك التجربة نابعة من عمل ألهي وأن المؤمنين به لا بد أن يدخلوا التجارب ويحملوا الصليب لكي يشاركونه في الألم . لهذا قال الرسول ( إن كنا نتألم معه فلكي نتمجد أيضاً معه ) " رو 17:8". ختاماً نقول ، على المؤمن أن يعلم جيداً بأن المجرب يجول ويبحث عن فريسةٍ من المؤمنين بالرب لسقاطهم في تجاربه والنيل من أيمانهم ، لأنهم يسيرون في طريق الخلاص ، فعلى المؤمن أن يكون مستعداً دائماً للأمتحان ومسروراً في التجارب والضيقات لأنها ستقربه أكثر من باب الخلاص ، والله يسمح للمجرب أن يجرب الأقوياء في الأيمان فلا بد أن يكون فيحياتهم صليب ولا بد من الألم ، وكل انسان يجرب حسب طاقته ، وعلى جميع المؤمنين أن يصرخوا الى الرب في وقت الضيق شاكرين منتظرين منه العون فأنه يسمع أثوات خرافه في وقت الضيق فيأتي لنجدتهم وخلاصهم . أنه الراعي الصالح الذي بذل نفسه عن خرافه . بقلم / وردا أسحاق عيسى
|