رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العدالة هي الحق الله هو إله العدل، الذي يحب العدل ويمارسه « جَمِيع سُبُلِهِ عَدْلٌ. إِلهُ أَمَانَةٍ لا جَوْرَ فِيهِ. صِدِّيقٌ وَعَادِلٌ هُوَ » (تثنية 32: 4) « اَلرَّبُّ مُجْرِي الْعَدْلَ وَالْقَضَاءَ لِجَمِيعِ الْمَظْلُومِينَ » (مزمور 103: 6). لذلك يقول الرسول بولس: « وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ دَيْنُونَةَ اللهِ هِيَ حَسَبُ الْحَقِّ » (رومية 2: 2). ولذلك يرتل المؤمنون في اليوم الأخير: «عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. عَادِلَةٌ وَحَقٌّ هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ. مَنْ لاَ يَخَافُكَ يَا رَبُّ وَيُمَجِّدُ اسْمَكَ، لأَنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ، لأَنَّ جَمِيعَ الأُمَمِ سَيَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَكَ، لأَنَّ أَحْكَامَكَ قَدْ أُظْهِرَتْ» (رؤيا 15: 3، 4). ولما كان الله عادلاً ويحب الحق، فإنه يطلب من شعبه أن يمارسوا العدالة ويحبوا الحق ويقاوموا الظلم، ويناصروا المظلومين. فتقول شريعة موسى: « العَدْلَ العَدْلَ تَتَّبِعُ، لِكَيْ تَحْيَا وَتَمْتَلِكَ الأَرْضَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ » (تثنية 16: 20). وتطالبنا المزامير: « اِقْضُوا لِلذَّلِيلِ وَلِلْيَتِيمِ. أَنْصِفُوا الْمِسْكِينَ وَالْبَائِسَ. نَجُّوا الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ. مِنْ يَدِ الأَشْرَارِ أَنْقِذُوا» (مزمور 82: 3، 4) ويقول الحكيم سليمان: « فِعْلُ الْعَدْلِ وَالْحَقِّ أَفْضَلُ عِنْدَ الرَّبِّ مِنَ الذَّبِيحَةِ » (أمثال 21: 3) بمعنى أن العدل والحق أسمى من العبادة الطقسية. وقال الله على فم النبي إشعياء: « احْفَظُوا الْحَقَّ وَأَجْرُوا الْعَدْلَ» (إشعياء 56: 1). وقد فرح قضاة بني إسرائيل بالحق، وقدَّم صموئيل القاضي والنبي للشعب تقريراً عن عمله القضائي، وهو يسلم مسؤولية القضاء لشاول الملك الأول على بني إسرائيل، فقال صموئيل: « اشْهَدُوا عَلَيَّ قُدَّامَ الرَّبِّ وَقُدَّامَ مَسِيحِهِ (الملك شاول): ثَوْرَ مَنْ أَخَذْتُ (يقصد الثروة الحيوانية) ، وَحِمَارَ مَنْ أَخَذْتُ (يقصد وسائل المواصلات) ، وَمَنْ ظَلَمْتُ، وَمَنْ سَحَقْتُ، وَمِنْ يَدِ مَنْ أَخَذْتُ فِدْيَةً لأُغْضِيَ عَيْنَيَّ عَنْهُ، فَأَرُدَّ لَكُمْ؟ (أي فأدفع تعويضاً) ». فَقَالُوا: «لَمْ تَظْلِمْنَا وَلاَ سَحَقْتَنَا وَلاَ أَخَذْتَ مِنْ يَدِ أَحَدٍ شَيْئاً» (1صموئيل 12: 3، 4). وقام أنبياء ينادون بالعدالة الاجتماعية في أوقات الظلم والقهر، لأن محبة الله في قلوبهم جعلتهم لا يفرحون بالإثم بل يفرحون بالحق. وكان النبي عاموس من أقوى الأنبياء الذين هاجموا ظلم الغني للفقير، فقد نادى بالشعار العظيم: «ليجْرِ الحقُّ كالمياه والبرُّ كنهرٍ دائم» (عاموس 5: 24). ونادى بالعقاب على الظالمين ودعاهم إلى للتوبة، وقال: « اُطْلُبُوا الْخَيْرَ لاَ الشَّرَّ لِتَحْيُوا، فَعَلَى هَذَا يَكُونُ الرَّبُّ إِلَهُ الْجُنُودِ مَعَكُمْ كَمَا قُلْتُمْ. أَبْغِضُوا الشَّرَّ وَأَحِبُّوا الْخَيْرَ وَثَبِّتُوا الْحَقَّ فِي الْبَابِ (أي مكان المحاكمات) لَعَلَّ الرَّبَّ إِلَهَ الْجُنُودِ يَتَرَأَّفُ عَلَى بَقِيَّةِ (سبط) يُوسُفَ» (عاموس 5: 14، 15). ولم يكن رجال الله يخشون أحداً في حب الحق ومهاجمة الظلم، فقد ذهب النبي ناثان إلى الملك داود ليوبخه على خطئه، عندما أخذ داود نعجة الرجل الفقير، وقال له: «أَنْتَ هُوَ الرَّجُلُ!» (2صموئيل 12: 7). ولم يهادن ولا أخذ في اعتباره أنه يكلم ملكاً. ولمست رسالة الرب على فم النبي ناثان قلب الملك داود فتاب وقال: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ». فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «الرَّبُّ أَيْضاً قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ !» (2صموئيل 12: 13). ما أجمل دعوة الله لنا على فم نبيه إشعياء: « اِغْتَسِلُوا. تَنَقُّوا. اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ. كُفُّوا عَنْ فِعْلِ الشَّرِّ. تَعَلَّمُوا فِعْلَ الْخَيْرِ. اطْلُبُوا الْحَقَّ. انْصِفُوا الْمَظْلُومَ. اقْضُوا لِلْيَتِيمِ. حَامُوا عَنِ الأَرْمَلَةِ. هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ. إِنْ شِئْتُمْ وَسَمِعْتُمْ تَأْكُلُونَ خَيْرَ الأَرْضِ، وَإِنْ أَبَيْتُمْ وَتَمَرَّدْتُمْ تُؤْكَلُونَ بِالسَّيْفِ. لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ» (إشعياء 1: 16-20). |
|