رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإنجيل هو الحق الإنجيل هو الحق الذي أعلنه لنا المسيح، وقد وصفه الرسول بولس بأنه « كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُم » (أفسس 1: 13) و« كَلِمَة حَقِّ الإِنْجِيلِ» (كولوسي 1: 5). وقال المسيح في الصلاة الشفاعية: « قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ » (يوحنا 17: 17). فالإنجيل هو الخبر المفرح الحق، لأن تعاليمه حق سماوي، وبقبول رسالته المفرحة نخلُص، لأنه يعرِّفنا بالمسيح المخلِّص، ويؤدي بنا إلى معرفة طريق الخلاص الحقيقي. إنه «قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاصِ» (رومية 1: 16) وهو «بِشَارَةُ نِعْمَةِ اللهِ» و«إِنْجِيلُ السَّلامِ» (أفسس 6: 15) وهو «بِشَارَةُ الْمَلَكُوتِ» (متى 9: 35) وهذا الإنجيل خبر مفرح لأنه يجيء إلينا بوعد غفران الخطايا على حساب الدم الكريم، ويؤكد لنا هذه المغفرة، لا على أساس أعمال صالحة في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمة الله بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس (تيطس 3: 5). وقد تكلم المسيح عن فرحة إبراهيم بالحق فقال: « أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ » (يوحنا 8: 56).. فرح بالإيمان والرجاء، لأنه رأى الخلاص الآتي قادماً في المستقبل من قبل أن يجيء. أما الرعاة فقد تهللوا لما أعلن لهم الملاك خبر تجسُّد المحبة (لوقا 2: 15) فذهبوا ليروا «هَذَا الأمْرَ الْوَاقِعَ». لقد تهلل الرعاة من قبل أن يعلن لهم الملائكة ميلاد المسيح برموز الخلاص في الحملان التي كانوا يربونها لتقديمها ذبائح في الهيكل، وبإقامة وليمة الفصح بحملٍ منها، ليذكروا تحريرهم من عبودية مصر. فالمحبة تفرح بالحق الذي هو الإنجيل. وتفرح أيضاً بكل من يقبل الإنجيل الذي هو رسالة الحق، كما يفرح الراعي بالخروف الضال متى وجده فيحمله إلى بيته فرِحاً، ويدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم: « افْرَحُوا مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ» و علَّق المسيح على ذلك بقوله: « أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ» (لوقا 15: 6، 7). وقد عبر الرسول بولس عن فرحه بالمؤمنين الذين قبلوا الإنجيل في تسالونيكي، فقال لهم: « نَشْكُرُ اللهَ كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، ذَاكِرِينَ إِيَّاكُمْ فِي صَلَوَاتِنَا، مُتَذَكِّرِينَ بِلاَ انْقِطَاعٍ عَمَلَ إِيمَانِكُمْ، وَتَعَبَ مَحَبَّتِكُمْ، وَصَبْرَ رَجَائِكُمْ.. عَالِمِينَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمَحْبُوبُونَ مِنَ اللهِ اخْتِيَارَكُمْ، أَنَّ إِنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ لَكُمْ بِالْكَلاَمِ فَقَطْ، بَلْ بِالْقُوَّةِ أَيْضاً، وَبِالرُّوحِ الْقُدُسِ، وَبِيَقِينٍ شَدِيدٍ، كَمَا تَعْرِفُونَ أَيَّ رِجَالٍ كُنَّا بَيْنَكُمْ مِنْ أَجْلِكُمْ. وَأَنْتُمْ صِرْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِنَا وَبِالرَّبِّ، إِذْ قَبِلْتُمُ الْكَلِمَةَ فِي ضِيقٍ كَثِيرٍ، بِفَرَحِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، حَتَّى صِرْتُمْ قُدْوَةً لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَفِي أَخَائِيَةَ» (1تسالونيكي 1: 2-7). فالرسول وصَّل حق الإنجيل إلى أهل تسالونيكي، فقبلوه بفرح بالرغم من الاضطهاد والضيق الشديد، ففرح الرسول بهم لأن المحبة تفرح بالحق. |
|