رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف تنتصر على الاحتداد الخاطئ منح الروح القدس المؤمنين مواهب روحية ونعمة تساعدهم على التقدم في الإيمان، فكيف يفقدون ثمر الروح القدس الذي هو طول أناة وتعفف وضبط نفس؟ كلنا نحارب معركتنا الروحية ونسعى لعلنا ندرك الذي لأجله أدركنا المسيح. لا يأس مع المسيح، ومع قوة الروح القدس التي تساعدنا كلنا لنحافظ على أعصابنا ونضبط أنفسنا ونحيا حياة المحبة التي « لاَ تَحْتَدُّ ». نحتاج كثيراً إلى التأكد أننا خليقة جديدة في المسيح، لأن « الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ » (غلاطية 5: 24). فهذه المبادئ الأخلاقية ليست مجرد أخلاقيات، مؤقتة، لكنها أسلوب حياة جديدة في المسيح. فالذين تغيرت حياتهم ينطبق عليهم القول: « إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً » (2كورنثوس 5: 17). فالبداية هي الطبيعة الجديدة التي تحيا لله تحت سيطرة روحه القدوس، فنعطي من أنفسنا أكثر للروح القدس، الذي هو شخص الله، ونسلم أنفسنا له أكثر. وعندما يمتلكنا يملك أعصابنا أيضاً، ويحفظنا من أن نحتد. وهناك أربع نصائح يمكن أن نتبعها للانتصار على الاحتداد: (أ) لنتعلم التواضع، فلنا عيوبنا: جميعنا نخطئ، وكلنا كغنم ضللنا (إشعياء 53: 6) ونحتاج لنعمة الله لتصحح مسارنا، ونحتاج لإرشاده ليوسع إدراكنا. نحتاج أن نضع أنفسنا في مكان الآخرين لنعرف أننا لسنا أفضل من غيرنا. عندما تحتد على شخص تذكر أن عندك من العيوب مثل ما عنده، وقد قَبِلك الله وقَبِلك غيرُك من المؤمنين. فافعل الشيء نفسه مع الإنسان الذي تحتد عليه. (ب) لا نضخِّم أخطاء الآخرين، ولا ما أصابنا من ضررها: يمكن أن نغضب نتيجة خطأ الآخرين، ولكن يجب أن نقيِّم حجم الخطأ، وحجم الغضب. هل حجم خطأ الآخرين ضدنا يستحق حجم احتدادنا؟ لا يجب أن نضع أخطاء الآخرين تحت عدسات مكبرة تضخم سلبياتهم. من الدروس العظيمة التي يلقنها لنا الرسول بولس درس الغفران. لقد قدم استئنافاً للمحكمة العليا في روما أمام الإمبراطور نيرون، كتب عنه لتلميذه تيموثاوس يقول: « فِي احْتِجَاجِي (استئنافي) الأَوَّلِ لَمْ يَحْضُرْ أَحَدٌ مَعِي، بَلِ الْجَمِيعُ تَرَكُونِي. لاَ يُحْسَبْ عَلَيْهِمْ. وَلَكِنَّ الرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي، لِكَيْ تُتَمَّ بِي الْكِرَازَةُ، وَيَسْمَعَ جَمِيعُ الأُمَمِ، فَأُنْقِذْتُ مِنْ فَمِ الأَسَدِ. وَسَيُنْقِذُنِي الرَّبُّ مِنْ كُلِّ عَمَلٍ رَدِيءٍ وَيُخَلِّصُنِي لِمَلَكُوتِهِ السَّمَاوِيِّ. الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ» (2تيموثاوس 4: 16-18). كنا نتوقع أن يعاتب الرسول بولس المؤمنين الذين قادهم لمعرفة المسيح، والذين احتمل في سبيلهم آلاماً كثيرة، وقد تركوه في موقف صعب كان يحتاج فيه إلى إسنادهم النفسي والعاطفي والأدبي والمالي. ولكنهم تركوه وحيداً. ولكن ما أجمل قوله: « لاَ يُحْسَبْ عَلَيْهِمْ ». وأشاد بوقوف الرب بجانبه يقويه لتتم به الكرازة وتصل الرسالة للجميع. وليس ذلك فقط بل شهد أن الله سينقذه في المستقبل. لم يكن حساب الرسول بولس مثل حساب كثيرين اليوم! لم يحسب شيئاً على المقصرين في حقه، وحسب كل شيء لمجد الله! (ج) نلتمس العذر للمخطئ: عندما يسيء أحدٌ إلينا، يمكننا أن نحلل دوافعه بأسلوب إيجابي، فنلتمس له العُذر بقدر ما نستطيع. وأمامنا النموذج الصالح، الذي نرجو أن نصل إلى قياس ملء قامته، وهو يصلي لأجل المسيئين إليه، رغم أنه أحسن إليهم أعظم الإحسان: « «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» (لوقا 23: 34). وهذا ما يعلنه الرسول بولس: « لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ » (1كورنثوس 2: 8). وأمامنا نموذج آخر تعلَّم من المسيح، هو استفانوس الشهيد المسيحي الأول، الذي صلى لأجل اليهود وهم يرجمونه: « يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ الْخَطِيَّةَ» (أعمال 7: 60). دعونا بنعمة الرب نتوقف عن الغضب الشديد والاحتداد المستعجل. لنبطئ غضبنا بنعمة من الرب، لنتمكن من تحليل الدوافع التي جعلت غيرنا يخطئ في حقنا. « إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعاً فِي الاِسْتِمَاعِ، مُبْطِئاً فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئاً فِي الْغَضَبِ، لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللَّهِ » (يعقوب 1: 19، 20). (د) قدِّر النتائج السيئة للاحتداد: عندما يفيق الإنسان إلى نفسه بعد ثورة الغضب، يندم على كثير من الكلام الذي صدر منه، ويتذكر المثل الصيني: «الفم المُطبَق لا يدخله الذباب» كما يتذكر النصيحة القديمة: «إن كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب» ويتذكر قولة الشاعر: «ولئن ندمت على سكوتي مرة، فلقد ندمت على الكلام مراراً». لا يوجد شيء مستحيل مع الوصية. فحيث تكون الوصية، تكون هناك نعمة كافية لتنفيذها، لأن الرب هو مصدر الوصية ومصدر النعمة أيضاً، وهو يعرف ما نحتاج إليه من قبل أن نسأله. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الاحتياج مش حب |
الاحتياج |
الاحتياج ورسائل الاحتياج |
أضرار الاحتداد الخاطئ |
الاحتداد الخاطئ |