رأى فرعون ملك مصر في حلم سبع بقرات طالعة من النهر حسنة المنظر وسمينة اللحم، فارتعت في روضة. ثم سبع بقرات أخرى طالعة وراءها من النهر، قبيحة المنظر ورقيقة اللحم، فوقفت بجانب البقرات الأولى على شاطئ النهر. فأكلت البقرات القبيحة المنظر والرقيقة اللحم البقرات السبع الحسنة المنظر والسمينة (تكوين 41: 2-4).. ويحدث في حياتنا ما رآه فرعون في حلمه. نرى القُّبح يبتلع الحُسن! يكون لنا صديق كريم، لنا معه عشرة طويلة جميلة. ولكن خطأً واحداً يضيع تلك العشرة الحلوة. ونتذكر ذلك الخطأ وننسى كل الذكريات الجميلة. «وتُقضّي عمرك في الصواب، وغلطةٌ تمحو الصواب!» فإذا القبح ابتلع الجمال! ولكن المحبة التي لا تقبح تهزم القبح وتناصر الجمال، كما حدث عندما ألقى موسى عصاه فصارت حية، وحول سحرة فرعون عصيهم إلى حيات، ولكن حية الحق ابتلعت حيات الباطل. والحب دوماً يقتل القبح.
وعمل نعمة المسيح في قلوبنا هو أعظم نموذج للجمال الذي يلاشي القبح. ومن معاني كلمة «نعمة» أنها جمال الحياة. وقد أنعم المسيح على مُحبّيه بجمال الحياة.