7- وتحدث الرسول بولس عن المواهب الروحية (1كورنثوس 12، 13). وقد افتخر بعض أهل كورنثوس بمواهبهم، مع أنها عطية من عند الله وليست من اجتهاد أحد. الموهبة موهوبة وهي هدية من إنعام الروح القدس. وعلى أصحاب المواهب الطبيعية وفوق الطبيعية أن يستخدموا هذه الهدية لخدمة جسد المسيح، بكل محبة.
والهدف من الموهبة أن صاحبها يقول لأخيه بتواضع: «أنا خادمك بموهبتي». كما يقول الأخ لأخيه صاحب الموهبة، بتواضع أيضاً: «أنا محتاج إليك يا أخي لتخدمني بموهبتك». ولهذا تحدث الرسول بولس عن المحبة (1كورنثوس 13) بين أصحاحين تحدث فيهما عن المواهب (1كورنثوس 12 و14) ليقدم لنا الطريق الأفضل الذي يجب أن نسعى إليه ونجدّ فيه، وهو طريق المحبة فقال: « جِدُّوا لِلْمَوَاهِبِ الْحُسْنَى. وَأَيْضاً أُرِيكُمْ طَرِيقاً أَفْضَلَ» (1كورنثوس 12: 31). فكل من يشاء أن يُظهر غيرته للمسيح، ورغبته أن يبني كنيسته، يجب أن يكون كاملاً في المحبة.
8- وفي 1كورنثوس 15 نجد الحديث عن القيامة. لقد أحبَّنا المسيح فجاءنا مولوداً في مذود، وعاش على أرضنا متواضعاً، ثم صُلب عنَّا، ومات ودُفن. وقام في اليوم الثالث من الموت ليكون باكورة الراقدين، وليُقيم كل من يؤمن به من موت خطيته، وليقيمه من القبر في اليوم الأخير (يوحنا 5: 28، 29). وكل من قاموا من موت خطاياهم، وينتظرون قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي يكونون « مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ » (1كورنثوس 15: 58). فالمحبة هي جوهر الحياة التي نحتاجها اليوم.