الحرارة الروحية لا تأتي من المعرفة الطبيعية التي نحصل عليها من التلقين العقلي من خلال الكتب أو من خلال السمع من الآخرين وجمع المعلومات الصحيحة من هنا وهُناك، بل من المعرفة الروحية التي تنشأ في الفكر والقلب من الله بالروح القدس، لأن هنا يحدث تلامس واقعي فعلي عملي على المستوى الشخصي يحرك الوجدان كله ويولد فيه حرارة روحية التي أن تمسكنا بها وتجاوبنا معها في رفع صلواتنا بالشكر والطلب أن نثبت فيها والتمسك بالوصية تتيح لنا أن ننمو وندوم فيها، أي ندوم في الحرارة الروحية التي تقوي الحس الداخلي وتجعلنا نتذوق قوة النعمة المُخلِّصة للنفس التي تعمل على شفاء القلب من كل جرح عميق بسبب الشرور والآثام التي صار لنا فيها خبرة بسبب طول الزمان الذي كنا مبتعدين فيه عن الله الحي، وبذلك تصير غاية معرفة الله محبته من كل القلب والنفس والفكر والقدرة فيتم التغيير إليه وتجديد النفس على صورة مسيح القيامة والحياة..
فأن لم نصل لمحبة الله بحفظ الوصية بطاعة الإيمان والثبات في الحق والتغيير عن شكلنا بتجديد اذهاننا مختبرين إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة، وأن لم تتولد فينا الحرارة الروحية بسبب صلواتنا وقراءة كلمة الله التي تدفعنا للنمو الروحي وزيادة الإيمان العامل بالمحبة، علينا أن نعلم يقيناً أننا ابتعدنا وانجرفنا بعيداً عن الطريق الروحية السليم، وعلينا أن نبحث ونفتش من أين سقطنا لكي نتب ونعود للطريق السليم حتى نعود بقوة أعظم بحرارة روحية تدفعنا نحو الحضن الحلو الذي تمتع به القديسين في النور آمين