رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التقديس التقديس هو عملية مستمرة في حياة المؤمن تبدأ من وقت تبريره، وتستمر طيلة أيام حياته على الأرض.وفي الوقت الذي نرى فيه التقديس نعمة إلهية موهوبة، ترى في نموه يحتاج إلى مشاركة الإمكانيات البشرية التي يستطيع الإنسان أن يقدمها من جانبه. فعندما نناقش هذين الجانبين. 1- النعمـة الإلهيـة فالتقديس نعمة موهوبة من الله لكل المؤمنين فان مقامهم أمام الله قديسون يتضح من قول بولس الرسول لأهل روميه "إلى جميع الموجودين في روميه أحباء الله مدعوين قديسين" (رو7:1). وقد علق على ذلك القديس يوحنا ذهبي الفم بقوله (هذا هو أعظم امتياز، ويظهر منه كيف تم التقديس. فيوضح أنه تم بالمحبة، إذ بعد أن قال الرسول (أحباء) قال (مدعوين قديسين) ليظهر أن المحبة هي مصدر التقديس. لهذا فهو يدعو جميع المؤمنين قديسين) (N.P.F. 1st. Ser. Vol X1 P. 341). ويكمل حديثه في هذا الموضوع عندما علق على قول الرسول (الله أبينا) في نفس الآية (رو7:1). فيقول (عجباً ما أعظم حب الله، نحن الذين كنا أعداء، وكنا في خزي، أصبحنا فجأة at once قديسين وأبناء.. وبما أن القداسة والتبني هما هبة من الله فلا يمكن أن تزول حتى بالموت، وإنما تميز الإنسان على الأرض، وتصحبه في رحلته إلى الأبدية) (1 bid P. 342) وحيث أن المؤمن قد حسب له بر المسيح، فقد حسب له أيضاً قداسة المسيح. أي أن المسيح قد أصبح له (براً وقداسة) كما يقول بولس الرسول "ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبراً وقداسة وفداء" (1كو30:1). وقد علق على هذه الآية القديس يوحنا ذهبي الفم بقوله: "هذا الشرف لم يكن مصدره الإنسان بل المسيح الذي صيرنا أبراراً وقديسين فهذا هو ما يعنيه بقول (صار لنا بر وقداسة).. فقد صيرنا أبراراً وقديسين بإعطائه لنا الروح القدس. فمن المسيح تصدر كل الأشياء". ( N. P.F. Vol, X11 P.24). . من هذا نرى أن المؤمن يعتبر قديس لا لأنه قديس في ذاته بل على أساس تبريره وحسبان قداسة المسيح له إذ يقول الرسول "فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع مرة واحدة" (عب10:10). والمؤمن قديس لأنه عضو في جسد المسيح، فقد تقدس بهذه العلاقة إذ يقول الرسول "لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (أفسس30:5). ولهذا نقول في القداس الإلهي (القدسات للقديسين). {القداس الباسيلي}. وهناك عديد من الآيات تؤيد ذلك: ¨ "إلى كنيسة الله التي في كورنثوس المقدسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين. مع جميع الذين يدعون باسم ربنا يسوع المسيح في كل مكان لهم ولنا"(1كو2:1). وقد علق على هذا القديس يوحنا ذهبي الفم بقوله: "يذكر الرسول الكورونثيين بنجاستهم التي خلصهم المسيح منها، ويقودهم إلى الاتضاع إذ يظهر لهم بأنهم لم يتقدسوا بأعمالهم الصالحة بل بمحبة الله المترفقة". (N.P.F. 1st. Ser, Vol X11 P. 3). . ¨ "بولس رسول يسوع المسيح بمشيئة الله إلى القديسين الذين في أفسس والمؤمنين في المسيح يسوع" (أف1:1). وقد علق أيضاً على هذه الآية القديس يوحنا ذهبي الفم بقوله: (لاحظ أنه يدعو الرجال والسيدات والأطفال والعبيد قديسين، فهذه الفئات التي يدعوها قديسين قد وضحها في نهاية الرسالة إذ يقول "أيها النساء اخضعن لرجالكن" (أف22:5). وأيضاً "أيها الأولاد أطيعوا والديكم" (أف9:6). وأيضاً "أيها العبيد أطيعوا سادتكم" (أف5:6). فالعلمانيون أيضاً يدعون قديسون) ( N.P.F. 1st. Ser. Vol.X111 P. 50). . هذا هو مقام المؤمن أمام الله، معتبر قديس في المسيح، لأنه أخذ مقام المسيح الذي قد أخذ كل موقف الإنسان المدان (إذ صار خطية لأجلنا) وأعطاه موقفه الكامل من بر وقداسة (لنصير نحن بر الله فيه) (وصار لنا بر وقداسة). إن مقامنا السامي هذا لا يقودنا إلى الكبرياء،بل إلى التواضع إذ أن هذه الامتيازات لم يحصل عليها المؤمن بأعماله، وليست هي من ذاته، وإنما هي نعمة موهوبة مجاناً. لهذا قال القديس يوحنا ذهبي الفم (يقود بولس الرسول أهل كورنثوس إلى الاتضاع إذ يظهر لهم أن اعتبارهم قديسين ليس هو نتيجة أعمالهم الصالحة، بل نتيجة محبة الله المترفقة). (N.P.F.1st. Ser. Vol 12. P. 3). . ويقول بولس الرسول أيضاً في هذا الصدد"أين الافتخار. قد انتفى. بآي ناموس (تبررنا) أبناموس الأعمال؟. كلا. بل بناموس الإيمان"(رو24:3-28). ومقامنا السامي هذا هو مصدر تعزية وقوة مشجعة في نضالنا المقدس وحربنا الروحية. فان من أكبر المفشلات، أن يشغلنا الشيطان بحالتنا الردية وحياتنا الضعيفة، ويحاول أن ينسينا مقامنا السامي في المسيح، فهذا كفيل بأن يؤدى إلى الخيبة والفشل. كما أن هذا المقام السامي يقودنا إلى الحرص والحذر في كل ما نفتكر أو نتصرف أمام الله والناس، بما يتناسب مع مقامنا ويطابق مركزنا. وهذا هو المبدأ الذي يجب أن نسير عليه دوما. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
روح التقديس |
ما هو التقديس؟ ما هو تعريف التقديس المسيحي؟ |
التقديس للكأس |
التقديس للخبز |
صلوات التقديس |