رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فتعال وتبرر مجاناً بنعمته مر غني على بائع أسماك ودفع له ثمن كل ما معه من سمك، وقال له "إني قد دفعت لك ثمن السمك حتى توزعه على فقراء هذا الحي" ولم يعترض الرجل على ذلك لأنه تسلم ثمن السمك كاملاً. فسار في الحي منادياً (ببلاش السمك. سمك ببلاش) بدلاً من قوله (العال السمك) وللأسف لم يصدقه أحد، إلى أن وصل إلى بيت امرأة عجوز فدعته وأخذت منه أكبر سمكه، ثم سألته عن ثمنها لكي تدفعه. فقال لها الرجل كلا يا سيدتي فقد أخذت الثمن فسألته عن الذي دفعه. فأشار لها إلى الغنى الذي كان لا يزال واقفاً، فذهبت إليه وشكرته. ولما رأى سكان الحي ذلك أسرعوا هم أيضاً وأخذوا سمكاً مجاناً وقدموا الشكر لمن دفع الثمن. أخي أن ربنا يسوع المسيح قد دفع لله الآب ثمن تبريرنا، في حياته وفي مماته. ولأجل ذلك فالله يبررنا مجاناً لأجل خاطر المسيح. "فتعال وتبرر مجاناً بنعمته". لا تفكر يا أخي فيما تقدمه للمسيح مقابل تبريره لك، فانك بهذا تنقص من قيمة النعمة الإلهية، وبهذا تكسر قلب الله. وكيف تحصل إذن على السلام الذي قال عنه بولس الرسول "إذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رو1:5). ومتى حاولت أن تقدم شيئاً للمسيح لكي يبررك، يكون اعتمادك على هذا الشيء لا على نعمة الله المجانية، وبهذا لا تشعر بفضل المسيح عليك ويكون المسيح قد مات بلا سبب. لهذا يقول بولس الرسول "لست أبطل نعمة الله. لأنه إن كان بالناموس بر فالمسيح إذا قام بلا سبب" (غل21:2). يسوع إذن مات من أجل الخطاة الذين لا حول لهم ولا قوة ولم ينتظر منهم شيئاً بالمرة. ثم ماذا تستطيع أن تقدمه للمسيح في مقابل هذا العمل العجيب الذي صنعه. إن أموال العالم كله لا تساوى شيئاً في مقابل هذا الخلاص العجيب. |
|