رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن بعض البشر يتمنون عذاب أعدائهم أو أعداء الكنيسة بنار جهنم . وهم هكذا يفكرون لأنهم لم يتعلموا محبة الله من الروح القدس ، فالذي عرف هذا وتعلمه يسكب دموعاً من أجل كل العالم ... وتقول أنت : "هذا مجرم ، فلتحرقه نار جهنم" ، لكني أسألك : " إذا أعطاك الله مكاناً يحسن لك في الفردوس ، فرقبت من هناك ذاك الذي تمنيت له العذاب يكوى في النار ، ألن تشفق عليه؟ حتى ولو كان عدواً لك أو للكنيسة؟!" ... أو لك قلباً حديدياً؟! ... في السماء لسنا بحاجة إلى حديد ... إننا بحاجة إلى التواضع وإلى حب المسيح الذي يرفق بالجميع ... فالذي لا يحب أعداءه لا يملك النعمة الإلهية ، بغير المسيح تنطفئ الأنوار ، وشعاع الحياة في النفس يفنى ويموت ! إن الذي يتوب بالحقيقة يستطيع أن يتحمل جميع أنواع الشدائد والعذابات الجوع والعري ، البرد والحر ، المرض والفقر ، التعييرات والاضطهادات ، الظلم والافتراء ... لأن روحه تمتد وتمتد إلى السيد " بصلاة نقية " معرضة عما هو على الأرض . لكن الإنسان المتعلق بممتلكاته وبماله ، فلن يمتلك أبدا "العقل النقي " في الله ... لأن نفسه تكون مشغولة دوماً بتلك الاهتمامات ومتسائلة ماذا أفعل بهذا المال ؟ وإذا لم يتب بصدق ولم ينتحب لأنه أغضب الله ، فإنه سيموت في شهواته دون أن يكون قد عرف السيد بعد . لا شيء فيما يختص بالرب يتبدّل ، نحن فقط نتغيّر، نقبح ونصبح أشراراً ونفقد النعمة ... لكن السيّد الرب يعطي كلّ شيء للذين يطلبون ، ليس لأننا نستحق ، لكن لأنه رحوم ويحبّنا ...إن لم تتذكّر السّيد فلن تصلّي ، وبغير الصّلاة ، لن تسكن النّفس في الحبّ الإلهيّ . عندما يخشى الإنسان من إغضاب الله ، بأي من الخطايا ، فهذه هي أولى درجات الحبّ . إذا أردت أن لا تقع في الغضب ، عليك أن لا تطلب شيئًا لنفسك ، ولا تحكم على أي إنسان ، ولا تكره أي إنسان ، إنّ الإنسان أُخذ من الأرض ، من التراب ، لكنّ الله أحبّه لدرجة كبيرة فكساه بالنّعمة والبهاء ، فصار مشابهًا للسّيّد ... |
|