أول ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺑﻨﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺭﺽ في حمص السورية
ﺃﻭﻝ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺑﻨﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﻫﻲ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﺰﻧﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻮﺩ ﺗﺸﻴﻴﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻡ / /59 ﻡ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻗﺒﻮ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﺘﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﺳﺮﺍً ﺧﺸﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻮﺛﻨﻲ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻲ ، ﺛﻢ ﺟﺮﻯ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻛﻬﻒ ﺻﻐﻴﺮ ﻣﻦ “ ﺍﻟﻜﺬﺍﻥ ” ﻳﺘﺴﻊ ﻟﺤﻮﺍﻟﻲ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻣﺼﻠﻴﺎً ، ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻳﺔ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺻﻠﻴﺐ ﺃﻭ ﺃﻳﻘﻮﻧﺔ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﻨﻴﺴﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺑُﻨﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ، ﻣﺎﺭﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﻠﻮﻥ ﺷﻌﺎﺋﺮﻫﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ، ﺛﻢ ﺭﺩﻣﻮﻫﺎ ﻭﺑﻨﻮﺍ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﻊ ﻟﺨﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻣﺼﻞٍ ﻭ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺠﻤﺎﻝ ﺃﻗﻮﺍﺳﻬﺎ ، ﻭﻓﻦ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ، ﻭﻗﻨﺎﻃﺮﻫﺎ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ .
ﻭﻗﺪ ﺍﻫﺘﻢ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻥ ﺑﺘﺠﺪﻳﺪﻫﺎ ﻋﺎﻡ /1852/ ﺣﻴﺚ ﻧﻘﻠﻮﺍ ﺍﻟﺰﻧﺎﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻭﻭﺿﻌﻮﻩ ﻓﻲ ﻣﺬﺑﺢ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻬﻴﻜﻞ ، ﻭﻧﻘﺸﻮﺍ ﺭﻗﻴﻤﺎ ًﺣﺠﺮﻳﺎً ﻛﺘﺐ ﺑـ ( ﺍﻟﻜﺮﺷﻮﻧﻲ ) ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻋﺎﻡ /1852/ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ( ﻳﻮﻟﻴﻮﺱ ﺑﻄﺮﺱ ) ﻣﻄﺮﺍﻥ ﺍﻷﺑﺮﺷﻴﺔ .
ﺗﻀﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺛﻤﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﻘﻮﻧﺎﺕ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻬﺎ :
( ﺯﻧﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ) ﺍﻟﺬﻱ ﺍُﻛُﺘﺸﻒ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﺷﻬﺮ ﻧﻴﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ / /1953 ﻡ ﻓﻲ ﺟﺮﻥٍ ﺣﺠﺮﻱ ﺗﺤﺖ ﻣﺬﺑﺢ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .
ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻘﻴﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﺎﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺗﻤﻮﺯ / /1953 ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﺭﻗُﻴﻤﺎً ﺣﺠﺮﻳﺎً ﻃﻮﻟﻪ /46/ ﺳﻢ ﻭﻋﺮﺿﻪ /44/ ﺳﻢ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎً ﻋﻠﻴﻪ ﺑـ ( ﺍﻟﻜﺮﺷﻮﻧﻲ ) ﺑﺨﻂ ﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
” ﺍﻧﻪ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ /59/ ﻡ ﺑُﻨﻴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻣﻼ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮ ﺃﻳﻀﺎ ” ﺇﻳﻠﻴﺎ ” ﺛﻢ ﺫُﻛﺮ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺳﻨﺔ /1853/ ﻡ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻤﻄﺮﺍﻥ ( ﻳﻮﻟﻴﻮﺱ ﺑﻄﺮﺱ ) ، ﻭ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﺮُﻗﻴﻢ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﻉ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺑﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻭﻋُﺜﺮ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﻥٍ ﺣﺠﺮﻱ ﻣﻐﻄﻰ ﺑﺼﻔﺤﺔ ﻧﺤﺎﺳﻴﺔ ﺳﻤﻴﻜﺔ ﻣﺪﻭﺭﺓ ﻗﺪﻳﻤﺔ ، ﻭﺩﺍﺧﻠﻪ ﺍﻟﻮﻋﺎﺀ ، ﻭﻋﻨﺪ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻮﻋﺎﺀ ﺗﻜﺴّﺮ ﻟﻌﺘﻘﻪ ، ﻓﻈﻬﺮ ﺍﻟﺰﻧﺎﺭ ﻣﻠﻔﻮﻓﺎً ﺑﻌﻀﻪ ﻓﻮﻕ ﺑﻌﺾ ﻭﺇﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻭُﺟﺪﺕ ﺃﻧﺒﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺪﻥ ﺭﻗﻴﻖ ﻓﻲ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻮﻋﺎﺀ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻢ ﻣﺠﻮﻑ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﻭﺭﻕ ﺗُﺮﻛﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﻭﺟُﻤﻌﺖ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻮﻋﺎﺀ ﻟﺤﻔﻈﻬﺎ ، ﻭﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻧﺎﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ /74/ ﺳﻢ ﻭﻋﺮﺿﻪ /5/ ﺳﻢ ﻭﺳﻤﻜﻪ /2/ ﻣﻢ ، ﻭﻫﻮ ﻣﺼﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺧﻴﻮﻁ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ﻭﻣﻄﺮﺯ ﺑﺨﻴﻮﻁ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺤﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ، ﻭﻟﻮﻧﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺞ .