![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() بابل نينوى 14 ميل مربع عرض الخندق 50 متراً خنادق تحيط بها أسوار مزدوجةً إرتفاع برج الحراسة 20 طابقاً إرتفاع السور 30 طابقاً إرتفاع السور 10 طوابق وبعرض 30 متراً سمكه يكفي مرور ست سيارات مائة بوابة نحاسية أو ثلاث مركبات حربية معاً أرض كافية للزراعة داخل الأسوار من هذا نرى نقدم هنا بعض ما كتبه أحد رجال الحفريات لزوجته في أثناء قيامه بحفرياته في قيش? على بعد ثمانية أميال شرقي بابل? يسجّل إنطباعاته الشخصية? قال: هذا المساء قمت بزيارتي المعتادة إلى التلال التي تغطي برج الهيكل القديم.. لا يظهر البرج عالياً عندما أنظر إليه من أسفل? ولكن الحال تغيّر عندما صعدته. إن ارتفاعه أكثر من 150 متراً. ومن أعلاه ترى العين مساحات شاسعة? فيرى الناظر خرائب بابل. ويحيط بالبرج خرائب قيش التي كانت أعظم مدن ما بين النهرين! لقد استحالت شبكة الري الرائعة القديمة إلى حُفر مملوءة بالقاذورات? بعد أن غيّر نهر الفرات مجراه وهجر المكان! إنها مدينة ميتة! لقد زرت بومبي وأوستيا وبالاتين? لكنها ليست مدناً ميتة? إذ لا نزال نسمع فيها همهمة الحياة? وتتألق الحياة من حوله.. ولكن بابل وقيش قامتا بنصيبهما في خدمة الحضارة? ثم غابتا عن العيون! هنا موت حقيقي. لا يوجد عمود قائم واحد للدلالة على مهارة الإنسان? لقد سقط كل شيء في التراب. أن برج الهيكل الرائع فقد شكله الأصلي. أين مدارجه السبعة? أين الدرج الذي كانوا يصعدون به قمته? أين التماثيل التي زيَّنته?. ليس هناك إلا تلال التراب! بقايا ملايين طوب البناء? لكنها بلا شكل? وقد قام الزمن والإهمال بتكملة هدم ما بقي!! وتحت قدمي حُفر تسكن فيها بنات آوى والذئاب? التي تهجر جحورها كل ليلة بحثاً عن طعامها. لقد شعرَت الليلة بوجودي? فظلت في أوجارها. ولعلها تتطلع بعين الإستغراب إلى الذي جاء يعكّر سكون المكان. وتتغطَّى التلة بعظام بيضاء هي بقايا طعامهم. لا شيء يعكّر سكون الموت! الآن ارتفع صوت ذئب? جاوبت عليه الكلاب في القرى القريبة? فانتهى الصمت للحظات خاطفة!! ولكن سؤالاً يحيرني: لماذا اختفت مثل تلك المدينة الزاهرة? عاصمة الأمبراطورية العظيمة? لماذا اختفت تماماً? هل هي تحقيق لنبوة تقول إن الذئاب ستعوي في هياكلها? هل كان ما عمله الناس في هذا المكان سبب هذا الخراب الذي جاء عليهم? أم هو مصير كل حضارة بشرية أن تنهار عندما تبلغ أوج عظمتها. ولعل ما نعمله نحن الآن من محاولة التنقيب عن أسرار الماضي? هو ما ستفعله أجيال قادمة تنقيباً عن تاريخنا وحضارتنا!! . |
||||
![]() |
|