منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 06 - 2016, 05:25 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

ما نتائج الحسد؟


كيف يظهر الحسد نفسه؟


للحسد نتائج مروعة. قد نكون مبطئين في إدراك وجود هذا الهوي فينا. إنه قد يحزننا بنفس المقدار الذي تسببه باقي الأهواء، لكنه يشوه كل كياننا الروحي. إننا نستطيع سرد قائمة نتائجه الأليمة.

الحسد هو علامة علي الحياة الجسدانية. إننا عادة ما نفكر في الحياة الحسية الجسدية علي أنها تخص بعض الخطايا الجسدية التي نهتم بها كثيراً متغافلين عن الخطايا الأخرى. علي كل حال، يعني أي هوي يتسبب في أن نفقد نعمة الله أننا جسدانيون في أذهاننا. أعمال الجسد هي عكس ثمار الروح القدس. يسرد القديس بولس أعمال الجسد ذاكراً الحسد أيضاً: "وأعمال الجسد ظاهرة التي هي زنا، عهارة، دعارة، نجاسة، عبادة أوثان، سحر، عداوة، خصام، غيرة، سخط، تحزب، شقاق، بدعة، حسد، قتل، سكر، بطر، وأمثال هذه" (غل19:5-21). يشدد [(65, 105, 225)"]القديس غريغوريوس السينائي علي نفس النقطة قائلاً: "يكون المأخوذون تماماً بطرق الجسد، والمملوئون بمحبة الذات عبيداً للذة الحسة والباطل علي الدوام. يكون الحسد أيضاً متأصلاً فيهم".

يكون كل أولئك المستعبدين للانغماس في الملذات وتقدير الذات، المتأصل فيهم الحسد، جسدانيين. من الواضح أن الروح القدس غائب عنهم.

يكون الشخص الحسود أعمي روحياً. تكون عينا نفسه، أي النوس، عمياء ولا تستطيع تمييز الجيد من الرديء. إنها لا تستطيع حتي إدراك نعمة الله. النوس هو عين النفس التي تري بها مجد الله. هكذا لو كانت هذه العين عمياء، فإننا نكون غير قادرين علي معاينة الله لدرجة أن نكون أمواتاً. يقول القديس باسيليوس ببراعة: "يعمي الرب النوس الحسود لأنه يكون ممتعضاً من خيرات قريبة".

ينتهي الحال بالشخص المغلوب من الحسد بعدم إيمان. ألم تكن هذه حالة اليهود المعاصرين للمسيح الذين أعماهم الحسد فأنكروه وبالتالي فقدوا إيمانهم؟ عادة ما يكون للحسد هذا التأثير علي نفس المرء ويقوده لفقدان إيمانه. يقول [(65, 105, 225)]القديس نيكيتا ستيثاتوس: "نقص الإيمان هو شر، وهو أسوأ مواليد البخل الشرير والحسد". لو كان نقص الإيمان شراً بهذا الحجم، فلابد أن يكون الحسد الذي يلده أسوأ بكثير. يضل الشخص الحسود بسبب هوي الحسد "ويقولون بافتراء أن الجيد رديء، مسمين إياه ثمرة الخداع. إنه لا يقبل أمور الروح ولا يؤمن بها، وبسبب نقص إيمانه لا يستطيع أن يعاين أو يعرف الله" (القديس غريغوريوس السينائي).

يظهر الشخص الحسود، بسبب حسده، أنه لا يقتني المحبة. من يقتني المحبة يكون قادراً علي تمييز البار من خلال العلاقات المميزة المتنوعة، لكنه في نفس الوقت يشارك محبته مع كل أحد بدون تمييز. لا يستطيع الحسود أن يحب، ولا يريد ذلك. لا تشتهي المحبة الشر لأي أحد. "الذي يحسد أخاه، ومتعض من سمعته الحسنة، ويفسد اسمه الحسن بتعليقات ساخرة" يكون غريباً عن المحبة ومذنباً أمام دينونة الله (القديس مكسيموس).

الشخص الحسود يدمر أيضاً مقتنياته. يقول [(65, 105, 225)"]القديس باسيليوس أنه تماماً مثلما ترتد السهام المطلقة من القوس إلي الرامي لو ارتطمت بشيء صلب، هكذا أعمال الشخص الحسود "تتسبب في إصابته" دون أن تؤذي الشخص المحسود. يذبل الشخص الحسود باستمرار بسبب الحسد. "إنه يدمر نفسه إذ يأكله الأسي". مثلما تفني النحلة بمجرد أن تقرص شخصاً ما، هكذا هوي الحسد يدمر الشخص الحسود. مثلما يدمر الصدأ الحديد أول كل شيء، هكذا يأكل الحسد الشخص الذي يأويه. يقال أن الأفاعي السامة تولد بأن تلتهم جدار بطن الأم من الداخل، وبنفس الطريقة "يحرق الحسد النفس التي تحمله".

إننا نجد نفس التعليم عن أن الشخص الحسود يدمره الحسد في كل كتابات آباء الكنيسة. أستطيع أن أشير مثلاً إلي القديس نيكيتا ستيثاتوس الذي يقول أن الشخص الحسود "يحترق بالغيرة من أولئك الذين تلقوا نعمة الروح في صورة حكمة ومعرفة إلهية". يذوب الشخص الحسود مثل الشمعة، لكن بدون أن يعطي ضوءً لآخرين، لكنه علي العكس يتسبب في إظلامهم بخبثه الشخصي.

هوي الحسد يتسبب أيضاً في إيذاء الأشخاص الموجه إليهم. إنه يتسبب في أذي كبير، وخصوصاً لو كان ضحيته لا يمتلك القدرة والشجاعة الروحية للتعامل مع الموقف.

ابتعد الإنسان عن الله وترك مصدر الحياة بسبب حسد إبليس. المعلم الأول للحسد كان الشيطان نفسه. لقد كان غيوراً من محبة الله الكبيرة للإنسان، ولأنه كان غير قادر علي أن يتكلم ضد الله، اشتكي ضد خليقته الذي هو الإنسان. من خلال عمله ضد الإنسان، أصبح إبليس، واستمر، عدواً في حرب ضد الله ([(65, 105, 225)"]القديس باسيليوس الكبير. يُعلم [(65, 105, 225)"]القديس مكسيموس أن الشيطان حث الإنسان علي كسر وصية الله "بسبب حسده لله ولنا". لقد حسد الله ولم يرد "أن تظهر قدرته المؤلهة للإنسان الأكثر مجداً". لقد حسد الإنسان ولم يرده أن يكتسب الشركة مع الله.

كان قايين أول تلميذ لإبليس في هوي الحسد. "لقد كان أول تلميذ للشيطان لأنه تعلم منه الحسد والقتل" ووصل إلي قتل أخيه هابيل البار (القديس باسيليوس الكبير).

فيما بعد كان شاول مدفوعاً بالحسد فانقلب علي داوود الذي أحسن إليه. فبينما كان داوود يسلي شاول لكي ينفذه من الجنون، طلب شاول أن يقتله. لقد أصبح داوود طريداً وطارده شاول لكي يقتله. لأي سبب؟ لأن داوود كان يفعل الخير لشاول باستمرار وبالتالي أثار حسده. كما يقول [(65, 105, 225)"]القديس باسيليوس: الحسد "هو نوع من العداوة صعب جداً في التعامل معه". تثير أعمال الصلاح الشخص الحسود أكثر. تهدأ الكلاب عند إطعامها، وتروض الأسود عندما يُعتني بها، "إلا أن الحسود يصبح أكثر شراسة عندما يُعامل حسناً". تجعله الأعمال الصالحة أكثر غضباً.

يحلل القديس مكسيموس المعترف حالة شاول الذي اضطهد داوود علي الرغم من معاملته الحسنة له. إنه يقول أن أياً من يكره شخصاً ما ويذمه حسداً لأنه يتفوق عليه في جهاد الفضيلة ولأنه أغني منه في المعرفة الروحية، يكون مصروعاً بروح شرير كما كان شاول. إن ما يغضبه بالأكثر هو أنه لا يستطيع قتل من أحسن إليه. وتماماً مثلما نفي شاول ابنه المحبوب يوناثان، هكذا الشخص الحسود يطرد عنه "التعقل الفطري الذي لضميره" لأنه يوبخه علي بغضته الخاطئة ويعطي بياناً حقيقياً عن إنجازات الشخص الأخر.

بالمثل، من خلال الحسد، بيع يوسف للمصريين من قِبّل إخوته وصار عبداً. يقول القديس باسيليوس: "هنا نتعجب من بشاعة المرض!". لو كانت أحلام يوسف حقيقية، فمن كان يستطيع منعها من أن تتحقق؟ لو كانت أوهاماً خاطئة فلماذا الحسد؟ الأشياء التي فعلوها لإيقاف النبوة أعدت الطريق لتحقيقها. يشير تعليق القديس باسيليوس هذا إلي أن الحسد لا معني له. في أغلب الأحيان عندما نغار من إخوتنا فإننا في الواقع نعد لهم، دون أن ندرك ذلك أو نريده، طريق مجدهم وخزينا.

لقد أسلم المسيح معاصروه إلي بيلاطس حسداً. يقول القديس متي الإنجيلي عن بيلاطس: "لأنه علم أنهم أسلموه حسداً" (مت18:27). لقد كانوا يغارون منه لأنه صنع معجزات، وعمل الخير للناس بطرق عديدة متنوعة. لقد جلب فرح وخلاص الآخرين الحزن والقنوط للشخص الحسود. لقد وصل الحسد لدرجة ارتكاب أعظم جريمة في التاريخ بقتل المسيح. يكون الحسد ميالاً باستمرار للقتل. السبب الجذري للقتل هو الحسد، والقتل هو ثمرة الحسد. يكتب القديس غريغوريوس بالاماس عن هذا الموضوع قائلاً: ".... الحسد يميل للقتل. لقد تسبب في أول جريمة قتل، ومؤخراً في ذبح الله".

إذ يفكر القديس ثالاسيوس في اليهود الذين دعوا المسيح بعل زبوب لأنهم افترضوا أنه صنع المعجزات بقوة الشيطان ينصح قائلاً: "أنظر إلي اليهود ولاحظ نفسك بعناية؛ إذ أن اليهود أعماهم الحسد وتعاملوا مع ربهم وإلههم خطئاً علي أنه بعل زبوب".

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الجسد لا يظهر في فعل الخطايا والشرور والشهوات العالمية فقط
لماذا يظهر اللـه فى الجسد (عيد الميلاد) - القس مرقس ميلاد
كيف يظهر الحسد نفسه؟
لمن يظهر المسيح نفسه
واشنطن بوست: عكاشة يظهر نفسه بطل مصر ضد حكم الاسلاميين


الساعة الآن 10:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024