منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 01:03 AM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

ماهي اهتماماتك ؟بقلم قداسة البابا شنودة 17\10\2010

ماهي اهتماماتك ؟

بقلم قداسة البابا شنودة
17\10\2010

أسالك يا أخى بماذا تهتم؟ ما هى الأولويات فى اهتماماتك؟
لا شك أنه حسب اهتمامك

‏يكون حماسك، ويكون عملك وتكون إرادتك والسؤال الخطير هو: هل كل اهتماماتك بحياتك الأرضية، أم بمصيرك الأبدى فى العالم الآخر؟ إنه حسب اهتمام كل واحد،
‏هكذا تكون حياتك.

‏وأنت مثلا حينما تستيقظ كل يوم، بماذا يكون اهتمامك؟ هل تهتم بالاستعداد للذهاب الى عملك، فتشغل كل وقتك بذلك؟ أم اهتمامك الأول هو كيف تبدأ اليوم مع الرب، فيكون الله أول من تتحدث اليه فى صلاة أو تأمل.. أم تقول ليس لدى وقت للصلاة! ويقينا لو وضعت الصلاة والتأمل فى قمة اهتمامك، لأمكنك أن تجد لهما وقتا.

‏حتى فى الحياة الروحية.. كثيرون يجعلون قمة الاهتمام فى النشاط والحركة وليس فى روحانية العمل، ففى الخدمة الاجتماعية مثلا قد نجد نفس الظاهرة: الاهتمام الوحيد هو العناية بالفقراء ماديا، سواء فى المساعدات المالية، أو فى مشاكل المرض أو الإسكان وما إلى ذلك. ويندر أن نعطى اهتماما بروحيات هؤلاء المحتاجين!

‏ونفس الوضع فى عناية الأسرة بالطفل: نرى الاهتمام الأول للاب والأم هو تربية أطفالهما من جهة الاهتمام بصحة اولادهما، وأكلهم وشربهم ولبسهم، وأيضا بتعليمهم وإعدادهم لوظائف لائقة.. ثم بعد ذلك تزويجهم.. وفى كل ذلك لا تهتم الأسرة بإعطاء الأطفال الغذاء الروحى اليومى، مثلما يهتمون

‏بغذ ائهم الجسدي. بينما كل أب مسؤل عن تربية أبنأئه روحيا، وكذلك الأم مسئولة.. وعلى الرغم من عدم تربية الأولاد روحيا، يقول كل من الأب والأم أشكرك يارب، أنى اديت رسالتى .مق جهة أبنائى. الآن ضميرى استراح من جهتهم!!.

‏ مثال اخر يحدث فى حالة الخصم والخصومة: هل إذا كان لك خصم، يكون اهتمامك الأول أن تحطمه أم ان تحاول أن تكسبه؟! إنه حسب اهتمامك سيكون تصرفك معه.

‏ تنطرق أيضا إلى اهتمام كل شخص بنفسه: الاهتمام هو فى شهوات جسده كيف يحققها؟! ام اهتمامه فى أموره المالية كيف ينميها يوما بعد يوم؟ أم اهتمامه فى الوصول إلى السلطة بأية الطرق؟! أو اهتمامه فى أن يكون له مركز اجتماعى ينال به احترام الناس واعجابهم؟! وفى كل ذلك قد يختفى من اهتمامه كيف يقتنى الفضائل واحدة بعد أخرى! وأيضا لا يكون من اهتمامه أن يضبط نفسه بالطريقة التى لا يخطئ بها أبدا.. عجيب أن الناس لا يهتمون بهذا الأمر أبدا.

البعض أيضا يهتم بمجرد الراحة النفسية، له ولغيره حتى لو لم تكن على أساس روحى! فالأم مثلا قد تضح فى اهتمامها الأول أن تكسب محبة ابنها، وان تريحه لكى يريحها، ولو كان ذلك على حساب روحياته! فتدلله وتعطيه كل ما يطلب، وتغطى على أخطائه، ولا توبخه على خطأ خشية
‏ان تفقد محبته!! فينشأ
‏الولد مدللا ويفسد. لأن امه لم تضع فى اهتمامها أن تقوده فى الطريق السليم، حتى ولو وجد حينا، حتى ولو وقفت ضد إرادته الخاطئة، ثم تقنعه وتصلحه وتصالحه. إنها إن اهتمت براحة نفسيته، وليس بروحياته، ستفقده أبديته.. بل حتى فى حياته الاجتماعية سيفشل. لأنه سيخرج إلى المجتمع فلا يجد نفس التدليل الذى اعتاده فى البيت، فيتعب،
‏وتكون التربية المنزلية قد
‏أضرت به نفسيا، ولو بعد حين.

‏كذلك نرى الاهتمام بحالة المريض النفسية، وليس بمصيره الأبدى! وبالوان كثيرة من الكذب والخداع، يخفى عنه حقيقة مرضه خوفا على نفسيته ومعنوياته التى توضع فى قمة الاهتمام.. إلى أن يفاجئه الموت، ويموت بدون استعداد، ويهلك..! بينما المفروض فى الأمراض الميئوس منها أن يعد المريض لأبديته وبحكمة، لست انصح أن تكاشفه بحقيقة مرضه إن كان لا يحتمل. إنما أن نضع فى قمة اهتمامنا أن نعده روحيا بكل حكمة تقوده إلى الحياة مع الله، وليس بسبب الخوف من الموت.. إنما بأسلوب إيجابى مؤثر وبكل وسائط النعمة المتاحة.

هناك سؤال أساسى نعرضه فى موضوع الاهتمام: هل أنت تركز كل اهتمامك بنفسك، ام تهتم بغيرك، ولو فضلته على نفسك؟ هل اهتمامك الأول هو ذاتك؟ أم أنت تخرج من دائرة الذات، لتهتم بالآخرين.. اهتماما من عمق قلبك تصل فيه إلى العطاء والبذل، إلى حد بذل النفس أيضا.. هل تهتم براحتك أم براحة غيرك؟ وهل فى اهتمامك براحتك، لا مانع لديك أحيانا أن تبنى راحتك على تعب الآخرين؟! كالأسرة التى تطلب من عائلها طلبات فوق
0 ‏احتماله وترهقة وتحرجةوتربكةولإ تبالى! أما الروحيون.والمصلحون فقد جعلوااهتمامهم إلإول يتركز في المجتمع الذي يعيشون فيه. كما يهتمون أيضا بآلوطن كله، وبالعالم البشري أيضا كالمساهمة فى راحته وفى تخفيف أتعابه، وهكذا ظهرت هيئات وجمعيات هدفها إنقاذ الآخرين أو إعانتهم من كل ناحية.. مثل الهيئات العالمية للصحة، ولتربية الأطفال، ولإنقاذ العالم من الجوع والكوارث والمشكلات الاجتماعية، والهيئات التى تجاهد
‏للمحافظة على حقوق الانسان.

‏ ونرى للاسف أنه أحيانا يكون كل اهتمام الشخص أن يصل إلى طلب ما. وربما لا يكون غرضا روحيا، ولا غرضا اجتماعيا. إنما هو لإثبات الذات ووجودها او لارتفاعها بطريقة ما. وفى سبيل الوصول لهذا الغرض، لا يهتم بالوسيلة ماذا تكون؟ بريئة أو غير بريئة، صالحة أو مدمرة، ولا يبالى إن كانت وسيلة خاطئة! إنه تركيز الاهتمام كله فى الوصول إلى الغرض حتى ولو ضيع الانسان نفسه! وكم من أشخاص باهتمامهم بأغراضهم قد وصلوا إلى الجريمة أو إلى إضاعة الغير. وعجيب أن بعض المهتمين بالإصلاح، قد يهتم بمل ء عقول سامعيه بالمعلومات، دون أن يهتم بروحياتهم أو أبديتهم!!
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دون أن تطلب بقلم قداسة البابا شنودة 26\9\2010
قسوة القلب بقلم قداسة البابا شنودة 24 \10\2010
الذي يحب .. يتحمل بقلم قداسة البابا شنودة 3\10\2010
محبتنا لله بقلم قداسة البابا شنودة 18 \7\2010
ختاما عن الصوم بقلم قداسة البابا شنودة 5\9\2010


الساعة الآن 11:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024