إلى مسيحيي اليوم ...
الذين يحكمون بكل سهولةٍ أن أقوال الآباء قد فقدت الآن طعمها وقوتها المحيية، ها أمامنا شهادة لراعٍ لوثري اسمه "ريتشارد ورمبراند "Richard Wurmbrand" المعروف بروايته المؤثِّرة عن أسره في السجون الشيوعية برومانيا. لقد كان محبوسا وحده في زنزانةٍ مظلمةٍ بدون أي كتابٍ أو ورقٍ، ولكنه استرد شجاعته بتذكُّره لكتابٍ كان قد تلذذ به في الماضي، والذي لم يكن سوى "أقوال الآباء"،
وقال: ”إنني أذكِّر نفسي بأحد كتبي المفضلة واسمه بلغتهم The Pateric"
الذي ينسب الخبرة لبعض قديسي القرن الرابع الذين أسسوا الأديرة الأولى في براري مصر. هذا الكتاب ذو الأربعمائة صفحة لما فتحته للمرة الأولى لم آكل ولم أشرب ولم أنم قبل أن أنتهي منه! إن مثل هذه الكتب َلهي مثل الخمر الجيدة، والأكثر قِدما فيها هو الأفضل“!
وفي وحدته وسكونه في زنزانته تذكر وشعر بأهمية وفائدة القول الآتي:
[سأل أخ أحد الآباء قائلا: ”يا أبي، ما هو الصمت“؟
فأجابه قائلا: ”الصمت، يابني، هو جلوسك منفردا في قلايتك بحكمةٍ ومخافة الله، وتحصين روحك ضد سهام الأفكار المحرقة“].
ثم عّلق ريتشارد على ذلك بقوله: ”مثل هذا الصمت يلد الصلاح. إيه أيها الصمت الخالي من اضطراب الفكر، السلَّم الذي يصل إلى السماء!
إيه أيها الصمت الذي لا يبحث فيه إلا عما هو جوهري، والذي فيه لا يتكلم المرء إلا مع يسوع المسيح!
إن الذي يحفظ الصمت هو الذي يرتل :« قلبي مستعد لتمجيدك يا رب »
( ُانظر مز ٥٦ : ٧ سبعينية)