رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من هو الرب يسوع ؟ لماذا يشكل السؤال عن شخص المسيح أهمية عظمى؟ ولماذا يهمنا أن نعرف ان كان يسوع المسيح هو الله؟ ماذا لو أراد الله أن يكون انسان ؟ ماذا لو أنَّ إنسان له صفات الله ؟ إن لم يكن المسيح هو الله فمن هو الله ؟ كيف نختبر صدق إدعاء المسيح إنَّه إبن الله ؟ هذه الأسئلة وغيرها تتحدانا ويجب على كل انسان التامل فيها وألأجابة عليها. يسوع المسيح عرف أن البشرية ستتفرق وتنقسم بسببه عندما يقول : " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأحمل السلام الى العالم ،. مَا جِئْتُ لأحمل سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. جِئْتُ لِأُفَرِّقَ بين ألأبن وأبيه ، والبنت وأُمّها ، والكنّة وحماتها . ويكون أعداء ألأنسان أهل بيته" متى 10 : 34 – 36 " فمنذ ايام المسيح والى ايامنا الحالية ، يسوع المسيح احدث انقسام في العالم فمن هو ياترى هذا الشخص الذي قسّم التاريخ الى نصفين قبل ولادته وبعدها ولازال العالم يكتب التاريخ استناد الى ميلاده ؟ وكيف أثّر شخص يسوع المسيح على حياة الملايين من البشر؟ ولماذا يرفضه الكثيرون الها مخلصا وفاديا لحياتهم بالرغم من شهادة شهود ووثائق ومخطوطات تؤكد لنا أنّ هذا الشخص لم يكن شخصا عاديا بل كان يختلف كُل الأختلاف عن الأنبياء السابقين وعن جميع المصلحين والفلاسفة عبر التاريخ؟ انّ أقوال يسوع المسيح وأعماله ، قبل الفي سنة ، لازالت تُلهم الشعراء والفنانين والفلاسفة والمفكرين والأدباء وعلماء الأجتماع وعلماء النفس وحتى الساسة والمفكرين ، الى يومنا هذا . هؤلاء الذين استلهموا من أقواله القوانين والشرائع ليضعوها في دساتيرهم ، وخاصة في مواضيع المساوات والعدالة ألأجتماعية والحريات واحترام حقوق المرأة ووحقوق الطفل ، وعدم التمييز بين البشرية ، والدعوة الى السلام والمحبة بين الأنسان وأخيه الأنسان ، وفصل الدين عن الدولة والدعوى الى التواضع في خدمة الآخرين ، وبذل الذات ، والصدق والأمانة مع الآخرين وتطبيقه عمليا . ويسوع المسيح يدعونا الى الكمال ، أي الى أن نتشبه به كقدوة لنا ، لنسموا ونرتفع الى قامة ملئ المسيح لنعيش في مملكته التي أسسها قبل 2000 سنة ، وهي مملكة السلام والمحبة والفرح . إنّ نصوص قوانين حقوق ألأنسان التي شرَّعتها الأمم المتحدة هي مستقاة من النصوص الكتابية وخاصة أقوال ربنا يسوع المسيح التي وردت في العهد الجديد . كانت ولا زالت حياة يسوع المسيح وأقواله وأفعاله وموته وقيامته ، تغيّر الملايين من البشر، بل لازال يسوع المسيح يغيير حياة الملايين في العالم نحو ألأفضل . ولازال الكتاب المقدس هو الأكثر كتب انتشارا في العالم ، وترجم الى أكثر من 3000 لغة. ويمكن تلخيص كُلِّ ما قاله يسوع المسيح في القاعدة الذهبية التي قالها "عاملو الآخرين مثلما تُريدون أن يُعاملونكم . هذه هي خُلاصة الشريعة وتَعاليم ألأنبياء" متى 7 : 12" هذا القول للمسيح عندما نتامل فيه ونطبقه في حياتنا فأنَّ ذلك يجعلنا نعيش في فرح وسلام وسعادة . أولا: رأي الناس بيسوع المسيح عندما نرجع الى الكتاب المقدس العهد الجديد نستطيع ان نلخص رأيي الناس عن المسيح بكلام قاله سمعان الشيخ وهو حامل الطفل يسوع على ذراعيه عندما يقول "هذا الطفل(يسوع) أختاره الله لسقوط كثيرٍ من الناس وقيام كثير منهم في إسرائيل . وهو علامة من الله يقاومونها، لتنكشف خفايا أفكارهم . وأمَّا أنتِ (مريم) ، فسيفُ ألأحزان سينفُذ في قلبك" لوقا 2 : 34 ، 35" . عندما بشَّر يسوع المسيح بعد عمر الثلاثين سنة بعد عماذه على يد يوحنا المعمذان سال "يسوع" تلاميذه : من هو أبن ألأنسان في رأي النّاس ؟" فأجابوا :" بعضهم يقول: يوحنا المعمدان ، وبعضهم يقول : إيليا ، وغيرهم يقول : إرميا أو أحد الأنبياء "متي 16: 13، 14 " وغيرهم قالوا هذا الرجل فيه شيطان "يوحنا 10: 20" و اخرون قالوا "ماهذا كلام رجل فيه شيطان ، ايقدر الشيطان أن يفتح عيون العميان ؟"يوحنا"10 : 21. " ومنهم من سمعوا كلام يسوع: قالو" بالحقيقة هذا النبي"وقال غيرهم: "هذا هو المسيح "(المسيح بحسب المفهوم اليهودي الذي يحكم العالم كملك دنيوي ).(يوحنا 7 :40 ،41) واخرون قالوا انه مُصلح اجتماعي ومشرّع اخلاقيات او معلم عظيم ، او فيلسوف (العالم الملحد) ، وآخرون يعتقدون ان المسيح ، نعم قام بمعجزات ولكن تلك المعجزات كانت باسم الله (المسلمون). وهناك بدع خرجت من المسيحية أعتبرت طبيعة المسيح طبيعة الهية وما الجسد الذي ظهر فيه الا ظاهريا( الكسائية أو الظاهرية ) . والغريب هناك من يقول ان المسيح ذهب الى الهند وتلقى تعاليمه هناك قبل أن يرجع الى اسرائيل ويبشِّر (ألأحمدية) . ومنهم يذهب ابعد من ذلك بالقول ان المسيح اسطورة ولايوجد شخص اسمه يسوع، وان التلاميذ هم الذين اخترعوا هذا الأسم (بعض المُعادين للمسيحية). وظهرت بدع جديدة قديمة تنكر لاهوت المخلص حيث يقول آريوس مثلا: "المسيح اول واشرف خليقة الله ألآب التي خلقها من العدم ، وأنَّه وإن كان أسمى وأرفع بما لايقاس من أعظم المخلوقات مقاما ، وأجلَّها رفعة من حيث القدرة والمجد، إلا أنَّه أقل من الآب ، وإنَّه وإن كان أقل من ألآب في طبيعته ومقامه إلاّ أنَّه صورة الآب ، وإنَّه نائبه ، وبه عمل العالمين (أي عالم السماء وعالم الأرض) أمّا شهود يهوة فهم ايضا ينكرون الوهية يسوع المسيح ولايؤمنون بالثالوث ويؤمنون ان يسوع يحقّق مواعيد الله وانّه وُلد من مريم ولكنهم ينكرون لاهوته. فلا إله إلا يهوه. إذن، يسوع في نظرهم ، خليقة مميزة أكمل ما خلقه الله. كان يسوع ملاكاً قبل ان يأتي على الارض، كان الملاك ميخائيل الذي شارك الله في خلق العالم ، هو لم يتجسّد ، بل "انتقلت" حياته. وهكذا حين جاء الى هذا العالم، لم يعد خليقة روحية ، بل صار كائنا بشريا (2). المسلمون يعتقدون ان المسيح كلمة الله وروح منه ، وهو الشفيع ، والمنزه من الخطأ ، ولم ينزغه الشيطان عند الولادة ، في حين أنَّ كلّ انسان ينزغه الشيطان عند الولادة . والمسيح عند المسلمين لم يُصلب ، شُبَّه به (اي صلب آخر نيابه عنه ). أما المسيح رُفع الى السماء ، ولكنه سوف ياتي في نهاية العالم . ولكن المسلمين لايؤمنون بانه من جوهر الله بل حاله حال أي نبي اخر قبله . ثانيا رأيي المؤمنين المسيحيين بالمسيح وفي المقابل يقول يسوع المسيح لتلاميذه (اي المؤمنون به )" ومن أنا في رأيُكم ؟ "متى 16 : 15 " فاجاب سمعان بُطرس ُ (وهو يمثل الكنيسة أي جميع المؤمنين بيسوع المسيح في انحاء المعمورة) : "أنتَ المسيح إبن الله الحيّ" متى 16 :16" تؤكد الأناجيل الأربعة أن يسوع ، هذا اليهودي الذي نشا في ريف الجليل ، ما هو الا ابن الله النازل من السماء ليقود معركة ضد الشر هناك وعبر التاريخ من آمن بيسوع المسيح ، كونه ابن الله ، الها من اله ، نور من نور، وهو الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس ، الذي اخذ صورتنا البشرية بعد تجسده وحملته مريم في احشائها ولد وعاش في فلسطين وكان يجول ويفعل خيرا صلب من اجل فداء وخلاص البشرية ودفن ومات وقام في اليوم الثالث وجلس عن يمين الله وهو سياتي في نهاية العالم ليدين الأحياء والأموات . يقول هنري بولاد في كتابه "يسوع الذي لم اكن اعرفه" "كان يسوع انسانا يهوديا من الجليل له اسم وعائلة ، انسان مثل اي انسان آخر . إلاّ أنَّه –من ناحية أخرى – كان شخصا مختلفا عن أيِّ شخص آخر عاش قبله على وجه ألأرض . لقد قضت الكنيسة خمسة قرون من المناقشات النشطة في محاولة المعرفة المتوازنة بين :"هل هو انسان مثل ايَّ انسان آخر ، أم أنّه شخص مختلف "؟ أما جويش ماكدويل يقول: "المؤمنون يعتبرون يسوع المسيح شخص متميز لاوجود مثله في التاريخ وانه المسيح الذي تنبأت به الأنبياء في التورات بكونه المخلص والفادي وعمانوئيل (اي الله معنا) . بطريقة ما فأن يسوع المسيح كان اكثر بكثير مما قيل عنه. وبالمقارنة مع المعلمين العظام الذين جاءوا قبله أو بعده فانَّ يسوع لم يتكلم عن الحب والله فحسب بل كان هو الحب وابن الله : واحدة من المميزات الفريدة والخارقة بخصوص يسوع هي ان حياته حققت المئات من النبوءات والأشارات في الكتاب المقدس (300) نبوة ونسبة تحقيقها 10 مرفوع للأس 17 فقد أعطى الكثير من الأنبياء والعرافين كمّا كبيرا من التفاصيل عن ولادته وحياته ومماته قرونا عديدة قبل حدوثها بطريقة تجعل حصولها لأيِّ شخص عادي أمرا مستحيلا. إنَّ ألأكتشافات الكثيرة لمئات من مخطوطات العهد القديم في القرن العشرين توضح بأنَّ هذه النبوءات قد كتبت قرونا كثيرة قبل ولادة يسوع . هكذا ايضا تبيّن لنا ألأناجيل ، من بدايتها الى نهائتها بأنَّ يسوع هو النبي الذي أنبأ به موسى ، وهو المسيح الذي تنبأ عنه ألأنبياء ، وهو ابن البشر الذي أعلن عنه دانيال ، وهو كلمة الله وابن الله (من جوهر الله ) ، الذي كان منذ البدء مع الله ، وكانت فيه منذ البدء الحياة، والذي أرسله الله الى العالم بالجسد ليعطي الحياة لكلِّ ذي جسد (يوحنا 1:1-3) ، فيشفي ، ويعيد الحياة للنفس الزانية ، ويقيم المخلع . وها هو يوحنا المعمذان ، آخر ألأنبياء ، يقول عن يسوع "من جاء من فوق ، فهو فوق الناس جميعا . ومن كان من ألأرض ، فهو أرضي وبكلام أهل ألأرض يتكلَّم . من جاء من السماء ، فهو فوق الناس جميعا....... " يوحنا 3 : 30، 31" .....ألآب يحبُّ ألأبن فجعل كُلِّ شيء في يده .من يؤمن بالأبن ، فله الحياة ألأبدية ومن لايؤمن بالأبن ، فلا يرى الحياة بل يحلُّ عليه غضب الله "يوحنا 3 :35 ، 36" نعم يسوع المسيح ليس مجرد نبي أو معلم ولهذا رُفضت تعاليمه لأنَّه أعلن أنّه إبن الله ، المسيح ، المخلّص . هو الذي كان منذ البدء وسيظل حيا الى ألأبد . وهو يدعونا لقبوله والحياة معه الى ألأبد. يقول فيليب يانسي عن مجد التواضع ليسوع المسيح فيقول: صيحة الله أكبر عند المسلمين ، ونار آكلة في اليهودية (يظهر وسط الزوابع) بينما في المسيحية : خالق كُلِّ شيء تضاءل حتى تحوَّل الى بويضة دخلت الى رحم فتاة مراهقة "اخلى ذاته" . ظهر المسيح مرتديا نوع آخر من المجد، مجد التواضع. فصيحة "الله أكبر " التي يطلقها المسلمون- هي حقيقة لاتحتاج الى أي كائن فوق طبيعي لكي يعلمها للناس ....الذين نشأوا على الطريقة التقليدية في الصلاة الخاصة ، هؤلاء لايدركون إدراكا كاملا التغيير الذي أحدثه يسوع في كيفية اقتراب الأنسان الى الله . ففي حين نجد الهندوس يقدمون الذبائح في معابدهم ، والمسلمون يركعون حتى تلمس جباههم ألأرض ، نرى بانَّ الخوف هو ألأحساس ألأساسي الذي ينتاب الشخص الذي يرغب في ألأقتراب من الله وهو ما نجده في تقاليد مُعظم ألأديان . وهو ما يشمل بالتاكيد اليهود الذين يربطون العبادة بالخوف والرهبة ....هؤلاء الناس الذين كانوا يخشون أن ينطقوا باسم الله ، أدهشهم الله بظهوره كطفل في مذود . إنّ منظره لايثير أي نوع من الخوف ، فها هو ملفوف بقماش حول جسمه كله . لقد وجد الله في المسيح طريقة لنزع الخوف من الأنسان,,,فالله خالق كُلِّ الأشياء أصبح واحد منا ، كما يصبح الفنان نقطة في احدى لوحاته ...وهذا ما يصيغه الوحي الألهي بايجاز مدهش :" والكلمة صار جسدا"، وحلَّ بيننا "(يوحنا 1:1) "لم يستخدم اي مؤلف وثني قبل المسيح التواضع كنوع من المديح والأطراء . وبرغم هذا ، فان أحداث الميلاد كلها تشير الى الأله المتواضع . الأله الذي جاء الى الأرض ليس وسط زوابع عاصفة أو نار آكلة . إنّه امر لايمكننا تخيله . خالق كل شيء تضاءل حتى تحول الى بويضة دخلت الى رحم فتاة مراهقة ، أو كما يقول الرسول بولس عنه "أخلى ذاته" .........قضيت فترة وانا اشاهد الآثار التي تدل على عظمة انجلترا ، والتي اشتملت على مجوهرات التاج ، وصولجان المُلك الذهبي ، وعربة الملك ....الخ ، وبدا لي أن مثل هذه الصور هي من صور الثورة والقوة ......أمّا المسيا الذي الذي ظهر ، فقد كان يرتدي نوعا آخر من المجد ، مجد التواضع . فصيحة "الله أكبر" – التي يطلقها المسلمون- هي حقيقة لاتحتاج الى أي كائن فوق طبيعي لكي يُعلمها للناس، هكذا كتب الأب نيفل فيجس ، ولكن أن يكون الله صغيرا ، والى هذا الحد ، فتلك هي الحقيقة التي علمها يسوع للأنسان . الله الجبار ، الذي يزأر ويأمر الجيوش والأمبراطوريات ،هذا الأله ظهر في أورشليم – في صورة طفل – معتمداعلى فتاة مراهقة ، لتاويه وتُطعمه ،وترعاه . |
|