منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 01:02 AM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

قسوة القلب بقلم قداسة البابا شنودة 24 \10\2010

قسوة القلب
بقلم قداسة البابا شنودة
24 \10\2010
إن الله • تبارك اسمه • إله رحيم، يتصف باحنو والشفقة على عباده ولا يعاملهم أبدا القسوة. وهو يطيل أناته حتى على الخطاة منهم، ولايعاملهم بقسوة، ولو أنه عاملهم بما يستحقون، ماكان يمكن أن يخلص أحد.. وهو يريدنا أن نكون أيضا لطفاء بعضنا نحو
‏بعض لانقسو على غيرنا، ولا حتى على الحيوان، ومن هنا وجدت جمعيات للرفق


‏بالحيوان. والقسوة مكروهة من الكل، وبخاصة من أصحاب القلوب



‏الرقيقة.


‏ ونبدأ أولا بالحديث عن القسوة فى محيط الأسرة: فأحيانا يقسو الأب على أولاد، بحجة الحزم فى تربيتهم، وهكذا يفقدهم الحنان الذى يحتاجون إليا منه كمصدر طبيعى للحنان. فيضطر بعضهم الى طلب الحنان من مصدر خارجى غير مضمونة نتائجه، وفى محيط الأسرة قد يقسو الزوج أيضا على زوجته وبسبب غيرته الخاطئة قد يراقبها فى كل أعمالها وأقوالها كما لوكانت متهمة أمامه. وبعض الأزواج قد يحبسون زوجاتهم فلا يخرجن إلا بإذن أو بسبب جوهرى. بل قد تصل القسوة أحيانا إلى الضرب. . وما أسهل ماينتهى الأمر فى مثل هذه العلاقة الزوجية إلى الطلاق أو الخلع.
‏وهناك نوع أخر من القسوة فى محيط الأسرة حينها يطلب الأبناء من أبائهم نفقات معينة تفوق قدرتهم المالية بكثير، وأيضا حينما تطلب الزوجة طلبات فوق قدرة زوجها . ولكن أبشع ماقرأنا عنه فى الجرائد هو قسوة بعض الأبناء على أبائهم أو أمهاتهم لدرجة القتل.عجيب أن يقتل شخص أباه أو أمه فى شيخوخة أحدهما وعدم قدرته فى الدفاع عن نفسه.. إنه لون من ألوان القسوة البشعة.
والمعروف أن القسوة تبدأ أولا فى القلب، وقد تتطور إلى قسوة فى اللسان من جهة الكلمة القاسية أو النظرة القاسية. وقد قال سليمان الحكيم فى ذلك: الجواب اللين يصرف الغضب،والكلام الموجع يهيج السخط، ولذلك ننصح كل أحد أن يتخير ألفاظه التى

يتكلم بها مع الآخرين فيبعد عن كلمة جارحة وعن كلمات الإهانة، وكلمات التهكم وخصوصا التهكم اللاذع لأنه جارح أيضا. لأن الله لايعاقب فقط على المعاملة السيئة وانما ايضا عن مجرد الكلام السيى، إن القسوة كما تخرج من القلب وتصل إلى اللسان والى النظرة القاسية حينها تصل كذلك إلى المعاملة.ولعلنا نذكر ايضا قسوة الحماة فى معاملة
‏زوجة ابنها بحجة محبتها لهذا الابن، بينما عليها ان تحبه للحفاظ على استقراره فى حياته العائلية، وكذلك
‏عليها أن تحب زوجة ابنها باعتبارها ابنة لها أيضا.
‏إن القسوة تظهر أيضا فى درجة العقوبة.. فهناك رئيس فى العمل يحاسب بلا رحمة على كل صغيرة وكبيرة وفى قسوته لايمكن أن يجد عذرا لأحد من الذين يعملون تحت رئاسته . واذا عاقب يفرض أقصى عقوبة ممكنة.. وأحيانا قد تصل عقوبته إلى فصل هذا العامل من وظيفته، والقائه الى الشارع بلا رزق وبلا
‏حنو غير واضح فى نفسه
‏مصير هذا الإنسان وأسرته معه! بينما هناك درجات من العقوبات يمكن أن تفرض، أما القساة فيفرضون أصعب العقوبات ولايبالون: وقد توجد القسوة أيضا بين صديق وصديقه، فى لون العتاب ودرجته.
‏فالعتاب القاسى هو الذى يكون بشدة وعنف وباتهامات تكون سببا فى ضياع العلاقة بين الاثنين. وكما قال الشاعر:
‏ودع العتاب فرب شر.. كان أوله العتابا
‏ إن القلب القاسى هو بعيد عن الوداعة والرحمة وعن الشفقة والحنو، بل انه
‏يتصف بالعنف أيضا. بينما يطلب منا الله أن نكون لطفاء، بعضنا نحو بعض، بعيدين عن القسوة.
‏ والقسوة عموما منفرة لايقبلها أحد، والقاسى قد يخسر الآخرين، ويعطى صورة سيئة عن نفسه. وما اكثر النتائج الضارة من القسوة للشخص نفسه وللآخرين. وقساوة القلب قد تدفع إلى الحدة والى الغضب، وتشتعل مشاعر القاسى ضد غيره بسرعة ومحتد ويثور ويهدد ولا يحتمل أن يمسه أحد بكلمة ، وفى نفس الوقت لايراعى مشاعر الآخرين فيجرح غيره بسهولة وفى لامبالاة، والعجيب أن الإنسان القاسى يجمع بين أمرين متناقضين: فيكون حساسا جدا من جهة المعاملة التى يعامله بها الناس، ولا إحساس له من جهة وقع معاملته القاسية على الآخرين.والقسوة قد تكون على الجسد أو على النفس، فأبشع قسوة على الجسد هى فى تعذيبه، كما كان يفعل الضباط الرومان، ومن أمثلة ذلك ما رأيته فى إنجلترا فى مكان يسمى بيت الرعب، فيه نماذج من ألوان التعذيب التى حدثت فى بعض العصور، أما القسوة على النفس فيكون ذلك بإذلالها وفى التشهير بها وفى المعاملة المهينة لها ومن أمثال ذلك معاملة العبيد، ويحضرنى هنا قول الشاعر:
‏لإتشتر.العبد إلا والعصا معه.. إن العبيد. لأنجاس مناكيد. حيث كان العبد يحرم من كل حقوقه البشرية أحيانا إلى.جوار ضربه وجلده. ونذكر أيضا فى هذا المجال المعاملة القاسية التى كان البيض يعاملون بها السود فى القرون الماضية. وقد تعرض لبعض هذه المعاملة المهاتما غاندى حينها كان محاميا فى جنوب إفريقيا قبل ذهابه إلى الهند، ولعل من الأمثلة البارزة للقسوة فى التاريخ قسوة فرعون.
‏ هناك قسوة أخرى تظهر فى قلب البخيل الذى يرفض أن يحن ويشفق على المحتاجين مهما كان سوء حالتهم. وهناك لون أخر من القسوة فى التعليم الذى يفرض على البعض درجة فوق مستى قدرتهم. ومن أمثلة ذلك المعلمون الذين لايراعون المستوى الذى يناسب كل أحد من جهة قدرته الروحية. على أن هناك أشخاصا قساة القلب من جهة رفضهم لعمل الله فى قلوبهم، فهم يرون وصايا الله ثقيلة عليهم ، بينما الثقل كله هو فى قلوبهم وارادتهم . الواحد منهم لايتأثر بالكلام الروحى، بل قد يسخر ويتهكم ويرفض السماع!! ومن أمثلة هؤلاء الوجوديون الذين يرون أن وصايا الله تلغى وجودهم وحريتهم فمن الخير أن الله لا يوجد لكى يتمتعوا هم بذلك الوجود الوهمى.


</B></I>
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دون أن تطلب بقلم قداسة البابا شنودة 26\9\2010
محبتنا لله بقلم قداسة البابا شنودة 18 \7\2010
ختاما عن الصوم بقلم قداسة البابا شنودة 5\9\2010
نظرتان الي الامور بقلم قداسة البابا شنودة 7\11\2010
مانتعلمه من الاطفال بقلم قداسة البابا شنودة 21\11\2010


الساعة الآن 12:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024