رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل ضاعت منا السيرة المقدسة الروحانية
هل ضاعت منا السيرة المقدسة الروحانية ودخلنا في أزمنة التيه عن حياة القداسة والتكريس القلبي؟ فأين ومتى ضاعت رؤيتنا لملكوت الله داخلنا، الذي كان ينبغى من أجله أن نعيش ونحتمل الضيقات والمشقات بصبر عظيم ونسعد ونفرح ونتعزى بقوة قيامة يسوع فينا منتصرين على كل شيء حتى كسل الجسد نفسه؟ولكن مهما ما كان الوهم الذي سيطر علينا بفكرة أن كل شيء ضاع منا وصرنا تائهين عن الحق، وتوهمنا أن ليس لنا قدرة على الصلاة ولا نداء الله، فاننا حقاً بذلك نخدع أنفسنا ونقنع من هم حولنا بأن لا أمل ولا رجاء فينا وليس عندنا قوة وذلك لنبرر موقفنا فنصدق ان فعلاً لا مجال للصلاة ولا قدرة على الإصغاء لكلمة الله؛ لكن مع ذلك كله فأن ملكوت الله قائم فى لحمنا وعظامنا يوبخ ضمائرنا من الداخل، وينبهنا أن الله حاضر ويصرخ فينا أنت بلا عذر أيها الإنسان، قم الآن وارجع للرب إلهك وحده. وفي الواقع الإنساني فأن كل إنسان طبيعياً مساره متجه لله، لأن الإنسان خُلق في الحضرة الإلهية والغرض هو أن يحيا مع الله ويتحدث إليه، وأي خروج عن هذا المسار ولو زحزحة بسيطة، يولد في أعماقه قلق واضطراب عظيم مع حزن دفين لا يدرك لأي سبب سيطر عليه هذا الحزن والاضراب الشديد وعدم الراحة والسلام، إلى أن يتم تصحيح مساره ويرجع لله الحي ويحيا معه متحدثاً إليه في جو الصلاة. فنحن في الأساس ولِدنا من الله بالإيمان والمعمودية لنصنع ونتمم مشيئة الله، ففي أعماقنا كنز ثمين غالي جداً، وهو ملكوت الله الذي زُرع فينا بالخلاص الثمين، فنحن مُحملون من كنوز عطايا غالية جداً لا تُقدر بثمن، لم نتعرف عليها بعد، لأننا نضيع وقتنا في وضع عراقيل بالحجج والتبريرات التي لا تنتهي عن لماذا لا نقدر أن نُصلي ونحيا في الجو الإلهي ولا نقدر أن نُميز كلمة الحياة ونحيا بها، ونستمر نركز على ضعفنا وننظر لخطايانا ونتحسر اننا لا نستطيع أن نكون قديسين. ولذلك يهرب منا التعقل ولا نقدر على أن نعود ونتوب ونحيا لله باستقامة محققين ملكوت الله على الأرض كارزين به كرازة صالحة سليمة.فأن لم نستفيق وننفض عنا هذه الحجج السمجة، سنصير مثل صاحب الوزنة التي دفنها في الأرض ولم يتاجر بها، فنكون بذلك عبيد أردياء طعنوا أنفسهم بالأوجاع حتى الموت، مثل الرجل الغني الذي شعر بالجوع فاسترخى في بيته وجلس بكسل فوق سريره يحلم ويتمنى أن يجد كسرة خبز، ويتخيل الأطباق الشهية ويظل يفكر ويتحسر على انه مش قادر يأكل منها، حتى من كثرة الجوع يدخل في حالة إغماء ثم غيبوبة، فيموت وهو يفكر بحسرة أنه لا يستطيع أن يجد ما يأكل، مع انه غني وممكن يذهب يبتاع بسهولة كل شيء مهما ما كان ثمنه، ونحن كذلك أغنياء فعلاً لكننا ننظر على فقر طبيعتنا الساقطة ونسينا قوة الخلاص الثمين والميراث الذي لنا في المسيح يسوع لأننا فيه صرنا خليقة جديدة فيها ملكوت الله داخلها، فمتى نستفيق ونتاجر بالكنز الكثير الثمن الذي في داخلنا !!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحياة المقدسة وهذه الروحانية العالية للبابا كيرلس البار |
أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي، كنيسة المسيح التي هو رأسها |
الروحانية والتعافي |
سر الشجرة التى سجدت للعائلة المقدسة |
الروحانية |