منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 05 - 2016, 11:34 AM
 
merona Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  merona غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 98
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,815

حياتي فارغة _ ثيوفان الناسك


&&*************&&



حياتي فارغة _ ثيوفان الناسك
(رسالة إلى فتاة شابة تبحث عن معنى لحياتها)


ماذا جرى لكِ؟
وأي نوع من الأسئلة هي هذه: "أنا لا أعرف ماذا أفعل بحياتي. يجب على المرء أن يفعل شيئاً؟ يجب على الإنسان أن يضع لنفسه هدفاً؟"

فيما كنت أقرأ، لم أستطع أن أكتشف مصدر هذه الأفكار الغريبة. أما كنتِ قد قررتِ كل هذه الأمور عندما عبّرتِ عن الرغبة في الوصول إلى تلك الكرامة العليا التي حدّدها الله للإنسان؟ وما الذي كنا نناقشه، أنتِ وأنا، غير ذلك؟ كيف إذاً نشأت كل هذه الأمور؟ أعتقد أنّ هناك أناس ذو أفكار مُحدِثة بين معارفك، أو أنك في مناسبة ما التقيتِ مجموعة من الأشخاص الذين ينشرون كلماتهم المنمقة. إنهم عادةً يهذون بهذه الطريقة. وتتردد على لسانهم وبدون توقف كلمات مثل: "خير الجنس البشري"، "رفاهية الشعب" وغيرها. والآن أنتِ، على الأرجح، استمعتِ للكثير من هذه الأفكار الرفيعة، فاستسلمتِ لها، واستدرتِ لتنظري إلى حياتك الحاضرة فاكتشفتِ بندم أنكِ تحيين حياة كسل وخمول في عائلتك وبين أقربائك وبدون هدف. واحسرتاه! كيف أن أحداً لم يفتح عينيك بعد؟

إذا كان اعتقادي صحيحاً، فعليكِ أن تخجلي. لماذا لم تخبريني عن هذا، مع أنك أعطيتِ كلمتك بالكتابة لي عن كل شيء بصراحة؟ ولكن سواء كان الأمر هكذا أم لا، لا أستطيع أن أترك مشاكلك بلا حل. كل مراسلاتنا تخدم كحلّ متكامل لها، لكني الآن سوف أعبّر فقط عن فكرة قصيرة وعامة، حتى تري أن حياتك كما عشتِها وتعيشينها إلى الآن، هي حياة حقيقية، ولا حاجة لتغيير أي شيء فيها.

بالتأكيد، يجب على الإنسان أن يعرف الهدف من الحياة. لكن هل هذا صعب؟ ألم يكن قد تم تحديده بالفعل؟ الوضع بشكل عام هو هذا: بما أنه يوجد حياة بعد الموت، إذاً، هدف كل حياتنا الأرضية هذه، يجب أن يكون، بدون استثناء، ليس هنا إنما هناك. كل واحد يعرف أن هذا هو الحال، وليس هناك أكثر من هذا للمناقشة، مع أن بالممارسة قليلون جداً يتذكرون هذا. لكن ضعي لنفسِكِ قانوناً للحياة، واسعي بكل قوتك لتحقيق هذا الهدف، وسوف ترين بنفسك أي ضوء سوف يفيض منه على حياتك الحاضرة على الأرض وعلى كلِ ما تعملين. أولاً سوف تدركين أن كل شيء هنا هو مجرد وسيلة للحياة الثانية. هناك قاعدة تتعلّق بالوسيلة: استعمليها لكن بطريقة تؤدي إلى الهدف، ولا تحيدي عنه أو تعوّقيه.

هذا إذاً هو الجواب على مسألة عدم معرفة ما تفعلين بحياتِك. ركّزي نظرَكِ على السماوات ووجّهي كل خطوة من حياتك لتكون خطوة في هذا الاتجاه. يبدو لي أن الأمر بسيط جداً، إلا أنه يضم كل شيء.

أنتِ تسألين: "ألا يجب على الإنسان القيام بشيء ما؟"

طبعاً يجب.

اصنعي أي شيء مما يأتي مقابلك ــ في دائرة أصدقائك ومحيطك ــ وآمني أن هذا هو عملك الحقيقي، وسوف يكون كذلك. لن يكون مطلوباً منكِ أكثر من ذلك. ما يعتقد به ذو الأفكار المُحدِثة من أن على الإنسان "أن يضع علامته على الإنسانية"، أي أن يقوم بمهمات عظيمة وذات صدى كبير، هو اعتقاد خاطئ. إنه اعتقاد خاطئ بشكل كبير، حتى لو كان من أجل الملكوت. يكفي فقط أن نعمل كل شيء بحسب وصايا الله.

ماذا بالتحديد؟ لا شيء محدد، فقط هذه الأشياء التي تقابل الإنسان في ظروف حياته، هذه الأشياء التي تفرضها الحوادث اليومية في حياتنا.

لنأخذ مثلاً أن متسولاً أتى إليكِ. إن الله هو الذي أرسله. بالطبع الله أرسل المتسول إليكِ راغباً منكِ أن تعامليه بالطريقة التي ترضيه، وهو يراقبكِ ليرى ما تفعلين بالواقع. سوف يكون راضياً إذا ساعدتِ. فهل سوف تساعدين؟ إذا قمتِ بما هو مرضي لله، تكونين قد أنجزتِ خطوة نحو الهدف الأعلى أي ميراث الملكوت.

عمّمي هذه الحادثة وسوف تجدين أن في كل وضع وعند كل لقاء، يجب على الإنسان أن يعمل ما يريده الله منه، ونحن نعلم حقاً ما يريده من الوصايا التي أعطانا.

إذا احتاج إنسان إلى مساعدة فساعديه.
إذا أساء إليكِ أحد فسامحيه.
إذا أنتِ أسأتِ إلى أحد فأسرعي إلى طلب المغفرة وصنع السلام.
إذا مدحَكِ أحد فلا تفتخري.
إذا وبّخَكِ أحد فلا تغضبي.
إذا أتى وقت الصلاة فصلّي.
إذا أتى وقت العمل فأعملي ... وهكذا.

إذا أخذتِ كل هذا بعين الاعتبار، تكونين قد بدأتِ بالتصرف في كل المواقف ــ التي تتصرفي فيها بدون انحراف عن الوصايا ــ بشكل مرضي لله، وعندها تنحلّ كل المشاكل المتعلّقة بحياتِك كلياً بشكل مرضٍ. الهدف هو الحياة المبارَكة بعد القبر. الوسائل هي التصرف بحسب الوصايا: أي الأعمال المطلوبة من كل شيء يمر في حياتِك. يبدو لي أن هذا واضح جداً وبسيط، وليس هناك سبب لديكِ لتعذّبي نفسَك بمسائل صعبة. يجب أن تُخرجي من رأسِك كل المشاريع المتعلّقة بالعمل الإنساني العظيم النفع، الذي يهذي بشأنه المُحدثين. عندئذ سوف تتركّز حياتك، إذا وضعتِها في إطار كله سلام ووجَّهتِها بدون اضطراب نحو الهدف الأساسي. تذكّري أن الرب لا ينسى كأس ماء بارد أُعطي لعطشان.

سوف تقولين: "لكن كل الأمور متشابهة، على الإنسان أن يختار ويحدّد طريقة حياة!". ولكن كيف لكِ أن تحدّديها؟ عندما نبدأ بالتفكير بها نتحيَّر ونرتبك. من الأفضل والأسلم أن نقبل بطاعة وشكر ومحبة الاتجاه الذي يكشفه لنا الله في مجرى حياتنا. لنأخذ وضعاً يهمك. أنتِ الآن تحت سقف والديك في أمان وراحة. فإفعلي كل ما عليك فعله بضمير حي ولا تسمحي لأفكارك بالتشتت. تقولين: "لكن كل الأمور متشابهة. لا يستطيع الإنسان أن يبقى كذلك إلى الأبد. في آخر الأمر، حياته الشخصيّة يجب أن تبدأ. كيف يتحقق هذا؟ وكيف للإنسان أن يتلافى التفكير فيه؟" حسناً، ها هي أفضل فكرة نذكرها: ضعي نفسك في يدي الله وصلّي كي يقودك إلى ما هو الأفضل عنده، حتى لا تتعرقل حصتك من الحياة، بل بالأحرى تساعدك على الوصول إلى الحياة المباركة بعد القبر بدون أن تحلمي بقَدَر لامع. وعندما تضبطين نفسك هكذا، انتظري بصبر وفي آخر المطاف يعطيكِ الرب التعليمات. وهو سوف يرشدكِ من خلال ترابط الظروف وعِبرَ إرادة أهلِك. وإذ تثبتين في هذه الأفكار وترتاحين بالله، اسلكي بدون أن تبني مشاريع فارغة واعمَلي هذه الأشياء التي تتطلبها منك علاقتك بأهلِك وإخوتِك وأخواتك وكل أقربائك وكل البشر. لكن لا تفكّري، ولا بأي طريقة، بأن هذه الحياة فارغة. كلّ ما تفعلينه بحسب هذا القانون سوف يكون عملاً حقيقياً، وإذا تصرّفتِ على أساس أن هذه هي طريقة صنع الأمور بحسب الوصايا، وأن الله يريدها هكذا، سوف يكون عملك مرضياً لله. وعلى منوال مماثل، عامِلي كل شيء مهما كان صغيراً.

يبدو أنني الآن قد شرحت كل شيء. سوف أضيف تمنياً بأن تغوصي جيداً إلى أعماق ما كتبتُ، وتتعلميه قلبياً وتكيّفي نفسَك معه. أستطيع أن أتنبأ أنّك سوف تكتسبين سلاماً كاملاً ولن تشوّشك مثل هذه الأفكار: "حياتي لا تساوي شيئاً، أنا لا أقوم بشيء نافع"، وغيرها.

سوف يبقى عليك فقط أن تمارسي ضبط القلب وإلاّ سوف يثرثر كثيراً بلا معنى. صحيح أنه أن نكون بلا قلب هو أمر سيئ إذ حيث لا قلب، أي نوع من الحياة يكون هناك؟ ولكن من ناحية أخرى، يجب أن لا نترك القلب على سجيته. إنه أعمى، وبدون توجيه صارم يفقد إتجاهه حالاً.

فليباركْك الله.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لا ترتبط بأي شئ لـ الاب ثيؤفان الناسك
حياتي فارغة _ ثيوفان الناسك
قانون صلاة _ ثيوفان الناسك
حياتي فارغة _ ثيوفان الناسك
من اقوال القديس ثيؤفان الناسك


الساعة الآن 04:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024