منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 05 - 2016, 10:56 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,817

أرسل روحك أيها المسيح فيتجدد وجه الأرض

عيد العنصرة | جئت لألقي على الأرض ناراً

تحتفل الكنيسة المقدسة بعيد العنصرة الذي يصادف يوم الخمسين بعد قيامة الرب . ويعتبر هذا العيد خاتمة لزمن الفصح في الكنيسة ، والذي يبدأ بموت يسوع على الصليب ومن ثم قيامته وصعوده وتمجيده بجلوسه الى يمين الله الآب ، وبعدها أتمامه لوعده بأرسال روحه القدوس على الرسل والتلاميذ المجتمعين في العلية . كان عددهم نحو مئة وعشرين شخصاً ( أع 1: 14-15) . بعد حلول الروح القدس على الكنيسة تغير أبناءها لأنهم لبسوا القوة من الأعالي وحسب وعد المسيح لهم ، لكي يتمكنوا وبكل جرأة نشر الكلمة و يصبحوا شهوداً للمسيح في العالم كله .

أما معنى كلمة العنصرة فمشتقة من اللغة العبرية ( عنصريت ) والتي تعني أحتفال ، أو أجتماع . أما باللغة اليونانية فتسمى ( البنديكستين ) لهذا نسمي هذا العيد أيضاً بعيد البنطي قوسطي والتي تعني ( الخمسين ) . اليهود كانوا يحتفلون بهذا العيد بعد مرور سبعة أسابيع من بعد الفصح اليهودي ( طالع تث 16:9) . كان هذا العيد أحد الأعياد الثلاثة المهمة عند اليهود فكانوا يحتفلون به في الهيكل ويطلقون عليه ( عيد البواكير ) " عد 28:26" لأنهم كانوا يقدمون فيه غِلّة الحصاد ( أخ 23:17 ) وكان هذا العيد يوافق تسليم الشريعة لموسى بعد خروج العبرانيين من مصر بخمسين يوماً أيضاً . وفي العهد الجديد يعتبر يوم عيد الكنيسة المقدسة التي كللت بالروح القدس في هذا اليوم ، أنه عيد ميلاد الكنيسة عروس المسيح .

ظهر هذا العيد منذ القرن الثاني ، وبرز فيه معنى العنصرة الذي يعطي معنى آخر له علاقة بخبز الفصح المسيحي وكما وضحوه الرسل الأطهار . وهكذا يوضح الرسول بطرس في عظته قائلاً ، أن العنصرة هي تحقيق مواعيد الله للبشر ، كما أكد النبي يوئيل أنه في الأيام الأخيرة سوف يعطي الروح القدس للجميع ( 3: 1-5) . أما يوحنا المعمدان فسبق الحدث أيضاً بمشاهدته للروح القدس النازل على المسيح على شكل حمامة ( مر 8:1 ) وقد ثبت يسوع القائم هذا الوعد بأرساله الى الكنيسة عندما كانت أورشليم مكتضة بزوار اليهود القادمين من أرض الشتاة فسمعوا صوت ريح عاصفة فهبوا نحو المكان الذي كان يتواجد فيه التلاميذ حيث حل عليهم الروح القدس على صورة ريح عاصفة وصورة نار ، عقبها التحدث بألسنة مختلفة . صوت هبوب ريح عاصفة كان صورة ملفتة قاد زوار أورشليم الذين سمعوه بأتجاه مصدرها حيث مكان الرسل المجتمعين ، يقال ( كان الأجتماع في بيت القديس مرقس وأمه مريم ، وفي ذلك البيت أيضاً أسس الرب سر الأفخارستيا في خميس الفصح والى ذلك البيت عاد الرسول بطرس من السجن بعد أن حرره الملاك ) " أع 12:12 " .والريح ترمز الى القوة الخفية الغير منظورة والتي لا يعرف أحداً مصدرها " يو 8:3" .ومن العاصفة تكلم الله مع أيوب وموسى وأيليا وحزقيال . فأقتران حلول الروح القدس على الرسل بالريح العاصفة يعبر عن حضور الله في وسطهم .

هذا هو وصف العنصرة برموز وآيات للأشارة الى الروح القدس الذي حل على الكنيسة . فإذا كان هذا العيد عيد حصاد المزروعات عند اليهود ، فالحصاد في المسيحية أشار عليه الرب يسوع لرسله عندما قال حان وقته وقد بدأ في يوم العنصرة لكي يحصدوا نفوس كثيرة من البشر الى المسيحية ، فبسبب عظة بطرس الأولى في ذلك اليوم ، أنعم الى الكنيسة ثلاثة ألف نفس ( اع 41:2) . حل الروح القدس على الكنيسة في يوم الأحد لكي يصبح بديلاً للسبت لأن في هذا اليوم أيضا قام الرب من بين الأموات . فالأحد هو اليوم الذي صنعه الرب وفيه أسس كنيسته .

كانت صورة النار النازل على المجتمعين في العلية على شكل ألسِنة ( كأنها من نار ) أنه المعين السماوي النازل على التلاميذ وأنه أيضاً أتمام وعد الرب فملأوا به ( أع 3: 2-4) وترمز النار الى قدرة أعمال الروح القدس . وهكذا سيعمدون الرسل البشرية بالنار والروح كما أشار يوحنا المعمدان الذي بشر بالمسيح قائلاً ( سيعمدكم في الروح القدس والنار ) " لو 16:3" . أما الرب يسوع فعبر عن هذا النار بقوله ( جئت لألقي على الأرض ناراً ، فلكم أود أن تكون قد أشتعلت ؟ ) .

أحتفظ التقليد الكنسي برمز النار كأفصح تعبير عن عمل الروح القدس ، كما في الآية ( لا تطفوا الروح ) " 1 تس 5:19 " وخاصة الروح الساكن في جسد المؤمن . لأن الجسد هو سكنى للروح القدس . ومن مواهب هذا الروح ، التكلم باللغات كما حصل مع الجماعات المسيحية الأولى وقد فهموهم جميع الحاضرين فكانت بالنسبة للسامعين حيرة وتساؤل ومعجزة .

المسيحية أنتشرت في القرون الأولى في كل الأمم فتجمع في الكنيسة شعوباً من مختلف البلدان والأمم وهي علامة من علامات دعوة الكنيسة الجامعة التي تحتوي كل الشعوب " أع 2: 5-11" . فببرج بابل تشتت الشعوب ، أما في العنصرة فحققت الوحدة الروحية لكي يصبح صرح الكنيسة أعلى وأقوى من برج بابل لأنها جمعت الشعوب من كل قبيلة ولغة وشعب وأمة ، لتجتمع مع الرب في الفردوس ( رؤ 9:5-10 ) .

الروح القدس هو روح الله ، وهو القنوم الثالث الذي كان موجوداً في ذات الله منذ الأزل . نقرأ عن هذا الروح في الآية الثانية من الأصحاح الأول من سفر التكوين هذه الكلمات ( كان روح الله يرف على وجه المياه ) " تك 2:1" . والمياه كانت تغطي كل الأرض ، أي كانت قوة الروح ممتدة من أقصى العالم الى أقصاه وكان يدبر كل شىء للفائدة ( حكمة 1:8 ) ودخل في يوم العنصرة في أطار تقديس الأنسان ( روح الرب يملأ المسكونة ) " حكمة 7:1 " . وفي يوم العنصرة ولدت الكنيسة المقدسة وبدأت مسيرتها لنشر الأنجيل وتقديس النفوس بأسرارها وكلمتها المقدسة . وهكذا ولِدَ عهداً جديداً وبدأ الملكون الذي صار ميراثاً منذ زمن العنصرة فظهرت الكنيسة بقوة ظهوراً علنياً أمام الجماهير وتحدت السلطات وتهديداتهم وأمتدت لكي تحتوي العالم كله . الروح القدس يدخل في كل أسرار الكنيسة ليقدسها. فبعد العماد يأتي سر التثبيت الذي يواصل عمل موهبة العنصرة كما يعلن كتاب تعليم الكنيسة الكاثوليكية . كما يعتبر العنصرة زمن أفتتاح الأزمنة الأخيرة وقرب النهاية . فالزمن الأخير يبدأ بعد صعود الرب يسوع وأرساله للروح القدس لكي يعمل في الكنيسة الى زمن مجيئه الثاني فعلى الكنيسة اليوم أن تعيش أيمان الكنيسة الأولى في صوم وصلاة وأنتظار وعد الرب . هكذا يجب أن تكون كنيسة اليوم تعيش ذلك الأيمان وتتذرع الى الرب من أجل أرسال روحه القدوس لكي يجدد وجه الأرض المليء بالشر . وهكذا فتبشير اليوم متجذر ونابع من عمق الأنجيل لكي تكسب الكنيسة كل أنسان ضائع في أوهام هذا العصر الغارق في العصرنة والتطور التكنولوجي والذي يبعد الأنسان عن الخالق . فبفضل الروح القدس العامل في الكنيسة والذي وهبه الله لها تربح كل النفوس الى فلكها . كما علينا أن نؤمن بأن لا توجد كنيسة من دون العنصرة . ولأجل حضور العنصرة فعلى أبناء الكنيسة أن يطلبون شفاعة العذراء مريم التي كانت تصلي مع التلاميذ يوم العنصرة لكي لكي يحضر الروح بشفاعتها الى الكنيسة وكما قال البابا بندكتس السادس ( ما من عنصرة من دون مريم ) . لا بد من المثابرة على الصلاة مع مريم أو يسوع وأمنا ( أع 14:1 ) فهي تطلب لنا بصلواتها عطية الروح القدس الذي حل عليها يوم البشارة .

بقلم / وردا أسحاق
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض
لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض
جئت لألقي على الأرض ناراً
جئتُ لأُلقيَ ناراً على الأرض
جئتُ لألقي ناراً على الأرض


الساعة الآن 08:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024