شوكة بولس في الجسد
يقول الرسول بولس: "لئلا أرتفع بفرط الإعلانات، أُعطيت شوكة في الجسد، ملاك الشيطان ليلطمني لئلا أرتفع. من جهة هذا تضرعت إلي الرب ثلاث مرات أن يفارقني. فقال لي: تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكمل" (2 كو 12: 7-9).
وقد أصابته هذه الشوكة بعد أن أعطاه الرب الكثير من الإعلانات، وذلك لوقايته من الانتفاخ والكبر. كما أنه من الواضح أنها كانت متكررة لأنه يستخدم الفعل المضارع "يلطمني". ولاشك في أن المؤمنين في كورنثوس -الذين كتب لهم ذلك- كانوا يعرفون تمامًا تلك الشوكة، إلا أن الرسول لم يفصح عنها فيما كتب، فأصبح الأمر موضع حدس وتخمين، فهناك من يقول إنها كانت مرضًا جسديًا (غل 4: 13). ويقول البعض إنها كانت التهابًا مزمنًا بالعين (أو ضعفًا في العينين) (انظر غل 4: 13-15)، أو نوعًا من الصرع، أو اضطهادًا شديدًا من مقاوم عنيد (هكذا قال فم الذهب وأوغسطينوس وتيودور الموبسستي وغيرهم). وظن البعض المصلحين أنه كان يشكو من ضعف في تأثيره الروحي رغم جهوده المتواصلة. ولكن يكاد المفسرون الآن يجمعون علي أنه كان مرضا في الجسد، ويرجح أسير وليم رمزي أنه كان يشكو من الملاريا التي كانت تهاجمه بين الحين والآخر.
ومنهم من قال أن هذه الشوكة كانت عبارة عن اضطهاد وقع على الرسول من خصم أو عدو، ومنهم من قال إن الشوكة كانت عبارة عن ميل إلى الخطيئة يعذب نفسه ويزهق روحه، غير أنه لا يقوم دليل كتابي من القرينة على شيء من ذلك. إنما ما دام الرسول يقول: "شوكة في الجسد" فمن الجلي أنها كانت عبارة عن مرض جسماني.