رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا احيانا ً نجد انفسنا غارقين في خطايانا ، نراها تغطينا تماما ً من الرأس للقدم ، نجد اننا محاصرون بها من كل جانب ٍ واتجاه وزاوية ، نجد اننا ملفوفون بها ، رؤوسنا محنية تحت ثقلها ، اجسادنا مصبوغة بصبغتها ، اكتافنا مكدودة من حملها ، ايدينا مرتعشة ، قلوبنا مهتزة ، عقولنا مشوشة ، ارجلنا ملتوية مخلعة . ويبكتنا روح الله ويُظهر لنا حقيقتنا التعسة وحياتنا البائسة ومصيرنا المحتوم . ومن قاع هاوية اليأس نصرخ ، ومن اعماق الحمأة العفنة نعترف فيتدخل الله بنعمته الفائضة فتنهمر رحمته علينا وتغسلنا وتطهرنا وتبررنا . والمسيح يقف وسط الجموع جاؤوا اليه بإمرأة زانية القوا بها تحت قدميه ، ارتمت المرأة في التراب ، تباعدت الجموع عنها متأسفة ، اشارت الاصابع اليها متهمة ، تكورت المسكينة وتغطت بعارها ، التف اثمها حولها وقيدها بسلاسله الثقيلة ، ونظر المسيح اليها ووجدها مغطاة بالكامل بخطيئتها ، كل ما عليها اثم ٌ وعار ، وجدها تذوب ندما ً ، رأى دموعها تسيل تحمل اعترافها بجريمتها البشعة . صبَّ عليها نعمته ، أغدق َ عليها رحمته ، غطاها وسترها بعطفه ِ وحنانه ِ وغفرانه وقال للمشتكين عليها : " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ" وسقطت الاحجار من ايديهم ، هربوا من نظرته ، فروا من دينونته ، جروا مبتعدين خجلين من خطاياهم وآثامهم . سألها : - " أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ ؟ " - " لاَ أَحَدَ " - " وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا " ( يوحنا 8 حين تتراكم الخطايا ، حين تتزايد وتتعاظم وتَثقل يرسل لنا الله نعمته الغافرة ، يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم ، غفرانه العظيم يمحو خطايانا العظيمة . في القديم كان حكم الشريعة على الابرص الذي افرخ المرض اللعين في جلده ، حين يغطي البرص كل جلد المريض المضروب بالبرص من رأسه الى قدمه ، حين تشمل كل جسده ، حين لا تبقى في جلد الابرص وجسمه كله بقعة ٌ واحدة صحيحة ، حين يحتوي البرص كل بدنه ، حينئذ ٍ وبعد ان يرى الكاهن ان البرص قد غطى الجسم كله ، يعلن الكاهن طهارة المضروب ، بعد ان لا يكون هناك أمل ٌ بالشفاء ، بعد ان يختفي كل رجاء واحتمال ٍ للخلاص يأتي اعلان الطهارة والبرء ، حين تفشل كل الجهود البشرية تأتي نعمة الله ورحمته . بعد ان دُفن لعازر ، بعد ان أنتن ، بعد أن فني جسده وتحلل جاء الشفاء والقيامة . حين تتراكم عليك خطاياك ، اندم واعترف وتب يأتك الخلاص . |
|