رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوم أثنين البصخة يقطع الرب جميع الشفاه الملقة واللسان المتكلم بالعظائم – مزمور 12: 3
آه يا رب خلص، آه يا رب أنقذ – مزمور 118: 25 يوم الأثنين من البصخة المقدسة يوم عظيم ومخيف، لأن الفأس وضعت على أصل الشجرة، لأن الحكم قد نفذ لأن وقت فيض كأس الغضب حان، ولا أشفاق على الرياء والمظهرية التي تخفي في باطنها سم الأصلة المُميت، فالرب الرؤوف الكثير الرحمة أتى بنور الحق فاضحاً كل ضلال الكبرياء المستتر وراء شكل التقوى الخارجي الذي ارتداه المنافقين بغش، لأجل مصلحتهم الشخصية، وصار الكثيرين في زهو ظهور الأوراق الجميلة الخفيفة، مثل غصن يكتسي بالأوراق الكثيفة والتي لا تثقله فينحني لأسفل، بل يظهر شامخاً واقفاً مثل الحربة لأنه يحمل الأوراق الخفيفة، التي تجذب العيون وتخدعها بجمالها الأخاذ، والتي دائماً تظهر في الطليعة والمقدمة، ولكن عند الاقتراب منها لا يجد ولا حتى زهره واحده يُستبشر بها لظهور ثمرة، فيصبح غصن فارغ لا معنى له عند الجوعى والذين ينتظرون أن يشبعوا، بل لهُ معنى فقط للناس التي ترى أن عندها كنوز وشبع لا يوجد عند آخر، فيأتوا ليُشاهدوا ما يُعزز وضعهم لأنهم يمدحون من هو على شاكلتهم. وهكذا هي النفس الميتة المتكبرة التي تتستر بأوراق التقوى الشكلية ولا يوجد فيها حياة، شكلها مقدس ونافع للخدمة، والكل يطالب بها في المتكآت الأولى لأن الكل يفخمها ويعظمها لأجل شكلها المُغري للجميع والصالح للبناء، مع أن جوهرها مملوء بكل ما هو مضاد لمشيئة الله ومجد اسمه !!! ولا عجب في طلبها من الجميع، لأن الكل يُحب من هو عظيم في الشكل، لأن الكل ينظر لحلاوة العينين وكرامة كل ما هو زائل، لأن كثيرون لا يطلبون مجد الرب بل مجد الذات !!! ليتنا نعرف أنفسنا في هذا اليوم، لأنه يوم دينونة كبرياء القلب الخفي، لأنه قد يكون هو يوم القطع العظيم والرفض والانطراح بعيداً عن الله: [ حينئذ يصرخون إلى الرب فلا يجيبهم، بل يصرف وجهه عنهم في ذلك الوقت ] (أنظر ميخا 3: 1 – 4) فيا إخوتي انتبهوا جيداً جداً، لأن كل ما كُتب كُتب من أجل تعليمنا وإنذارنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور، الرب - برنا الحقيقي - أتى ليُخلص لا ليُهلك أحد، فليتنا لا نجعل أيام خلاصنا هي عينها تكون أيام دينونة لنا، بكبرياء قلبنا المستتر في شكل خارجي مملوء من أوراق التين العريضة الضخمة والجميلة للغاية، هذه التي تجلب في النهاية مقاومة الله لنا [ يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة ] (يعقوب 4: 6). ولا يقل أحد إني عرفت الرب، وهو متكبر ومنتفخ ويظن أنه شيئاً، لأنه من الجائز أنه يخدع الناس وينال كرامة منهم أعظم، فيسرق مجد الله لحسابه الخاص وينال مديحاً يفوق مديح الله الحي، والناس تظن أنها تمدح الله فيه، وبكونهم لا يبصرون مجد الله ويعرفونه، ولم يناولوا روح إفراز وتمييز الأرواح، فبسهولة يُخدعون في هؤلاء الذين نَصَّبوا أنفسهم على كراسي مجد الخدمة، التي لم تكن في أساسها تحمل أي مجد، بل هي صليب وكأس مرار في موت الذات وبذل النفس بالمحبة والموت مع المسيح الرب بعار الصليب، لأن - للأسف الشديد - الخدمة اليوم وحياة التقوى أصبحت مشوهه عند كثرة وجمهرة كبيرة عريضة من الناس، إذ أنها تخلو من الصليب، وتميل نحو الراحة وتطييب النفس بعطور المدح الكاذب والمتكآت الأولى وموضع الصدارة، هذه التي صارت ضربة هذا الجيل كله، هذه التي يعشقها الناس لأنهم يريدون من يعبدونه كما كان قديماً حينما طالب شعب إسرائيل أن يُنصَّب صموئيل النبي ملكاً عليهم مثل الأمم ويكونون تحت ناموسه، رافضين الله أن يكون ملكهم الخاص، فاستحقوا شاول الذي أخذ منهم عبيد وإماء، فأزلهم وكدرهم، وأبعدهم في النهاية عن الله الحي، وعرضهم للهزيمة والموت ليكتنفهم العار، ويُسجل التاريخ أن هناك شعب ترك إلهه الحي وفضل أن يكون لهم ملك آخر عليهم !!! التعديل الأخير تم بواسطة Mary Naeem ; 25 - 04 - 2016 الساعة 09:27 PM |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كل ما تريد معرفته عن أثنين البصخة |
أثنين البصخة المقدسة |
أثنين البصخة |
من قراءات أثنين البصخة |
يوم أثنين البصخة – غيرة بيتك أكلتني |