رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جاء المسيح الينا مخلصا ً اول اعلان عنه للرعاة الساهرين على مشارف بيت لحم ٍ كان " لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ " ( لوقا 2 : 10 ، 11 ) ، مخلّص ٌ هو المسيح الرب ، الفرح العظيم كان مجيء المخلّص . ولما ظهر الملاك ليوسف في الحلم قال له " يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ . فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ . لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ " ( متى 1 : 20 ، 21 ) . هكذا جاء المسيح مخلصا ً يخلص الشعب من خطاياه . قد نفهم انه مخلّص لنا أي يخلصنا من ان يكون مصيرنا جهنم النار ، يخلصنا منها وينقلنا الى ملكوت السماوات ، يأخذنا معه الى هناك ، خلاص ٌ من النار وحياة ٌ في السماء ، لكن لم يكن هذا فقط ما خلصنا منه ، المصير المحتوم المشؤوم ، خلصنا ايضا ً من خطايانا . جاء المسيح ليخلصنا من خطايانا ، جمع كل خطايا البشر ، كلها ، جمعها وحملها على كتفه ، اعتلى الصليب بها ، بخطايانا ، حملها معه على الصليب ومات بها عنا ودُفن بالقبر وقام ، انتفض من الموت ، خلع الموت ، خلع الخطايا والقى بها بعيدا ً عنه وعنا . قام منتصرا ً غالبا ً ، كسر شوكة الموت ، كسر اغلال الخطية ، حطم سلطانها وسطوتها ، خلصنا من الخطية ، كسر نابها وحطم مخالبها ، لم تعد للخطية انياب ٌ ولا مخالب ، لم تعد لها السيطرة علينا لا الخطية ُ نفسها ولا الميل الذي يجذبنا اليها . يصور بولس الرسول الصراع الذي يحياه المؤمن وبداخله قوتان تتقاتلان " النَّامُوسَ رُوحِيٌّ، وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ. لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ ، إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ ، بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. …….. مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا الْمَوْتِ؟ " ( رومية 7 ) . حين خلصنا المسيح من الخطية وضع فينا كراهية ً لها ، رفضا ً لها ، وضع بداخلنا روحه ، وروح الله فينا يصارع الخطية الساكنة فينا ، لم تمت الخطية بعد ، لم يمت الشر ، الشر باق ٍ والخطية ُ حية ما دمنا في هذا الجسد تهاجمنا الخطية ويصارعنا الشر لكنها لا تسيطر علينا ، لا تستعبدنا ، لا تسلب ارادتنا ، لا تسودنا . كسر المسيح سطوتها ، نستطيع الآن ان نقاومها ، نستطيع ان نغلبها . المسيح المخلّص يحل في قلبك ويسكن حياتك ويسود ارادتك ويقويك فلا ترتمي تحت اقدام الخطية حين تظهر لك وتكشر عن انيابها وتشحذ مخالبها . لا تخف ، انيابها مكسورة ٌ ومخالبها مقطوعة ، صارعها بالروح تغلب وتنتصر فالمسيح قد خلصك منها . |
|