رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سؤال عن الدموع
+ لماذا لا أستطيع ان أذرف الدمع لا بالشكر ولا بالتوبة وصليت كتير لكي أحصل عليها ولم أجد أي استجابة مع إني حينما أطلب طلبات أخرى من الله يستجيب لي كثيراً، فلماذا تأتي الدموع للبعض ولا تأتي لآخرين، وأنا نفسي أعيش بصلاة الدموع _____الإجابة_____في الواقع أن الدموع مثل اللآلئ الثمينة تربط النفس بعريسها الصالح القدوس، حينما تخرج من قلب مُشتاق إليه بلهفة عن حاجة شديدة يشعرها تجاه المحبوب يسوع، لكن أحياناً الدموع نفسها تصير حجر عثرة وحاجز كبير بين النفس وعمل النعمة المُخلِّصة، بمعنى أن ساعات الإنسان يظن أن خلاصه هو ثمرة دموعه المنسكبة، أو أن توبة الدموع هي التي جعلته مستحق للغفران الإلهي، وهذا غير صحيح على الإطلاق، لأن خلاص الله لا يستحقه أحد على وجه الإطلاق، ولا يُقدم مُكافئة أو ثمن نتيجة عمل إنسان مهما ما كان هذا العمل، لأن الله خلصنا بقدرته حسب رحمته الكثيرة لا من أجل استحقاق لنا بل من أجل اسمه هوَّ: + برائحة سروركم أرضى عنكم حين أخرجكم من بين الشعوب وأجمعكم من الأراضي التي تفرقتم فيها وأتقدس فيكم أمام عيون الأمم. فتعلمون إني أنا الرب حين آتي بكم إلى أرض إسرائيل، إلى الأرض التي رفعت يدي لأعطي آباءكم إياها. وهُناك تذكرون طُرقكم وكل أعمالكم التي تنجستم بها وتمقتون أنفسكم لجميع الشرور التي فعلتم. فتعلمون إني أنا الرب إذا فعلت بكم من أجل اسمي لا كطرقكم الشريرة ولا كأعمالكم الفاسدة يا بيت إسرائيل يقول السيد الرب. (حزقيال 20: 41 – 44)فيا إخوتي الله لا يُسرّ ببكائنا ووجع قلبنا، وهو في البدء لم يخلق آدم باكياً حزيناً مكلوماً، ولا جعل من البكاء من أساس طبيعتنا الجديدة فيه، لأن القيامة هي جوهر أساس طبيعتنا الجديدة، بالرغم من أن البكاء يعتبر كنز النفس المجروحة بالخطية، بمعنى انها تعتبر تقدمة محبة من قلب تائب مشتاق لله، فطوبى لمن يبكي بشوق قلبه لله الحي، لأن الدموع ثمينة أمام الله أن كانت نتاج إيمان حي بشخصه القدوس وطلب عمل نعمته في القلب. ومن افتخر بدموعة وبكائه واعتمد عليهما كثمن لخلاص نفسه، فسيسقط من نعمة الله، لأن الخلاص الثمين لا يُثمن ولا يُعطى بثمن، وأيضاً من افتخر بدموعة وازدرى بالآخرين لعدم قدرتهم على البكاء، أو اعتبر أن كل من لا يبكي لا يحصل على خلاص الله أو الحياة الأبدية، يُشبه إنساناً اشترى سلاح لكي يحارب أعداءه فقتل به نفسه.فعلينا إذاً أن لا نُصدق دموعنا قبل أن نبلغ الطهارة وحياة التقديس، لأن القلب نجيس ومخادع وأخدع من كل شيء من يعرفه؟، فليس كل دموع تُذرف هي دموع مقدسة أو عطية من الله، ولا تُعبر حتماً عن المحبة الكاملة، فربما تكون عن قلق أو اضطراب نفسي، أو مجرد تأثير عاطفي مؤقت، أو خدعة النفس الساقطة لتهرب من حياة التوبة الحقيقية، أو دموع الكبرياء لأن الإنسان المتكبر حينما يسقط في الخطية يتوجع لأنه يرى نفسه فوق الضعف، فكيف يسقط الجبابرة فيبكي بحرقة جرح الكبرياء القاتل للنفس، أو قد تكون نتيجة خدعة عدو الخير ليأسر النفس ويسبيها تحت ظن انها تُرضي الله فتزيد من دموعها أنهاراً حتى تظن أنها صارت في عمق أعماق القداسة، مع أن القداسة تعني أني صرت مخصص لله الحال فيَّ الذي يشع طهارته الخاصة ونقاوته في داخلي مع تغييري لصورته هوَّ حسب قصده. وطوبى لمن يعرف نفسه ويُميز ما بين حركات النفس المضطربة وبين عطايا الله وصدق تقدمته من قلب طاهر لله الحي. |
|